ثقافة

بعد البدء بمشروعه مسرحة المناهج.. الفنان علاء صالح: الأغنية وسيلة لتقريب المنهاج للطفل

انتهى الفنان علاء صالح من تصوير ثلاث أغنيات موجهة للطفل ضمن مشروع مسرحة المناهج، وقد تم التصوير في مدينة اللاذقية، والأغنيات عبارة عن أناشيد وقصائد تم اختيارها من المنهاج التعليمي وهي “الماء- الناي والقطيع– تعالوا” وهي من إخراج مهند عطا الله.
التوجه للطفل
وعلى الرغم من صعوبات التوجه للطفل إلا أن وجود صالح بينهم على مدار سنوات طويلة كمدرس للتربية الموسيقية وحبه لعالمهم جعل الأمر بالنسبة له أكثر سهولة، بالإضافة لإيمانه بأنه فنان ملتزم ويهتم بقضايا وطنه بشكل عام، وبقضايا الطفل بشكل خاص، منوهاً إلى أن كثيرين نصحوه بالابتعاد عن هذا النوع من الغناء لصعوبته أولاً، ولعدم جدواه كما يعتقد البعض كون التوجه للطفل لا يقدم للفنان شيئاً، في حين رأى صالح أن عمله مع الأطفال واجب وطني وإنساني واجتماعي، والطفل السوري بحاجة لأن نقدم له أكثر مما نفعل الآن لأن الجميع مقصر بحقه.
مسرحة المناهج
ولأن تقديم المعلومة للطفل عبر التلقين الجاف أمر لا يستسيغه الطفل ويجد صعوبة في عملية الحفظ كان الاعتماد على الأغنية لإيصال المعلومة بشكل أسرع وأسهل. من هنا فإن مسرحة المناهج في التعليم برأي صالح طريقة تربوية تلجأ إليها الدول المتقدمة لإيصال معلومة للطفل بطريقة محببة عبر الغناء والمسرح، ولذلك أراد صالح تنفيذ مشروعه في مسرحة المنهاج في سورية كوسيلة لتقريب المنهاج للطفل ولتكون هذه الأغاني الوسيلة التي يلجأ إليها المدرس أيضاً لتسهيل حفظ القصائد وتقريبها منه، مؤكداً أن الأغنية هي مختبر للكتاب ووسيلة لتثقيف الطفل وتهذيبه وتقوية شخصيته، وما تؤثر به الأغنية على الطفل لا يمكن قياسه مع تأثير المنهاج، خاصة وأن الطفل عندما يغني يتعلم الجرأة، والكثير من مهارات الحياة.

التجربة الأولى
أوضح صالح أن البداية بالنسبة له كانت بحكم عمله مع الأطفال الموهوبين ضمن منظمة الطلائع، حيث وجِّهت إليه عام 2000 دعوة للمشاركة في مهرجان أغنية الطفل في الأردن وشارك بأغنية “واك” من ألحانه وكلمات د.عدنان نظام وغناء نايا الزوى وتالين بيطار وفازت بالمرتبة الثانية في المهرجان، وبعد العودة من هناك تم تسجيلها مع فرقة كورال وزارة التربية، ومن ثم تم اعتمادها من قبل وزارة التربية وهي مسجلة في الإذاعة السورية، لتكون الأغنية الثانية بعد ذلك “صباح الخير” وهي حوارية غنائية بين صالح والأطفال، وبعد هاتين التجربتين عرض صالح مشروعه مسرحة المناهج على وزارة التربية وقد وافقت عليه وتبنته قناة التربوية السورية تسجيلاً وتصويراً وبثاً، مؤكداً أن وزارة التربية اهتمت بتنفيذ المشروع لدعم المنهاج التعليمي، دون أن ينكر صالح أن هذا المشروع مكلف وبحاجة لدعم مادي كبير.

خمس أغنيات للأطفال
وأكد صالح أنه يسعى دائماً لأن يقدم للطفل لحناً يرتقي بذائقته الفنية، فلا يستسهل ولا يستخف بعقله، لدرجة أن البعض اتهمه بأنه يقدم ألحاناً للطفل أعلى من مستواه، في حين يصر هو على ما يقدمه لأنه ليس مع أن يسمع الطفل الأغاني التي تقوم المحطات بترويجها والتي تستخف بقدرته، مشيراً صالح إلى أنه الفنان الوحيد في سورية الذي لديه خمس أغنيات للأطفال، والوحيد الذي دخل في مشروع مسرحة المناهج.
وختم صالح كلامه آسفاً لأن هناك تقصيراً كبيراً اتجاه الطفل، مشيراً إلى أن التبرير اليوم بأن الوقت غير مناسب لهكذا مشاريع تتعلق به غير صحيح لأن الطفل يحتاج إلى اهتمامنا أكثر في هذه الظروف، شاكراً كل من سانده في مشروعه كوزارة التربية والتربوية السورية والموسيقار أمين خياط الذي دعم المشروع منذ البدايات من خلال قبوله التعاون معه، وكذلك الملحن مهدي إبراهيم وكل من تعاونوا معه. بقي أن نؤكد على ضرورة أن تتوفر هذه الأغنيات في مديريات التربية ليتم تعميمها على المدارس لتصل إلى كل طفل سوري للاستعانة بها بدلاً من أن تبقى حبيسة الأدراج.
هذا وبدأ الفنان علاء صالح تصوير أغنيتي(صباح الخير- واك) في دمشق مع المخرج أحمد حيدر.
أمينة عباس