ثقافة

سينما الشباب والرؤية الأحادية

أمينة عباس
بعد أن النجاح والحضور الذي اللافت الذي حققه مهرجان سينما الشباب في دورته الأولى التي أقيمت العام الماضي ها هو المهرجان يثبّت أقدامه من خلال خطوته الثانية والتي تمثلت بإقامة الدورة الثانية منه في الفترة الواقعة ما بين 7 إلى 13 من الشهر الحالي في دار الأسد للثقافة والفنون بمشاركة ……. فيلماً والتي أنجزها مخرجونا السينمائيون الشباب الذين قدموا رؤى فنية فكرية جديدة عكست طبيعة اهتماماتهم وهمومهم كجزء من مجتمع له معاناته المرحلية المتعلقة بظروف جديدة طارئة، والدائمة المتعلقة بالعديد من الإشكاليات الاجتماعية الموروثة .
والواقع إن إقامة هذا المهرجان يأتي في سياق الدعم الذي تقدمه المؤسسة العامة للسينما في وزارة الثقافة للسينما عامة ولسينما الشباب خاصة، أو ما يمكن أن نطلق عليه تسمية “السينما السورية الجديدة” التي تشكل امتداداً طبيعياً للسينما السورية بأجيالها المتعاقبة، هذا الدعم الذي تجلى بإتاحة الفرصة أمام العديد من الشباب الموهوب لتقديم وجهات نظرهم ضمن قوالب فنية جمالية كان لها أثرها على جمهور السينما الذي تابع هذه العروض بشغف وتوق نحو صورة سينمائية جديدة ومختلفة .
وبما أن لكل تجربة أكثر من جانب يمكن تناولها من خلاله كانت هناك العديد من الملاحظات التي طالت أفلام الدورة الحالية من المهرجان كما أفلام الدورة السابقة وهي أن نسبة كبيرة منها أنجزها كتابةً مخرجوها بأنفسهم ولم يعتمدوا على سيناريوهات لكتّاب آخرين، وقد رأى البعض في هذا الخيار مثلبة أثّرت على المستوى الفكري لهذه التجارب من حيث اقتصارها إبداعياً على رؤية واحدة، وبهذا افتقدت إلى الرؤى المتعددة من ناحية المضمون على الأقل .
وإذا عدنا إلى تاريخ السينما السورية نجد أن هذه الظاهرة برزت في عقد الثمانينيات من العام الماضي وأنتجت تجارب سينمائية مشهودة، لكنها عانت بنفس الوقت من صفة الشخصانية في طرح الفكرة المراد معالجتها فتحول بعض تلك الأفلام إلى ما يشبه المرايا التي عكست صورة صنّاعها أكثر مما عكست صورة المجتمع، ويُخشى أن تتكرر الآن هذه التجارب لتصبح صفة ملتصقة بالسينما السورية لا تستطيع منها فكاكاً في المستقبل.