ثقافة

موفق بهجت يطل بعد غياب

لا شك أنها كانت بادرة مشكورة من قبل فضائية سورية- دراما باستضافتها مؤخراً لاسم لمع في سماء الأغنية السورية والعربية، ابتداء من أواخر ستينيات القرن الماضي، وانتهاء بأواسط ثمانينياته، إنه الفنان موفق بهجت الذي أطل على جمهور فضائية سورية- دراما من خلال برنامج “كلام من القلب” الذي تعده وتقدمه إيمان حمدي، ويخرجه عدنان أبو سرية.
موفق بهجت لمن لا يعرفه من أبناء أجيالنا الجديدة- المنقطعة تماماً عن التراث الفني السوري، بما فيه ذاك الذي لم تمض عليه سوى سنوات قليلة- هو مطرب ذاع صيته في الفترة الذهبية للأغنية السورية عندما كانت لها هوية واضحة، وأعلامها الذين قدموها، كلمة، ولحناً، وأداء، بكل صدق ومحبة، فقدموا للمكتبة الغنائية العربية أجمل الأغاني التي مازالت الإذاعات الرسمية السورية وفيّة لها حتى الآن، تبثها وتعيد تذكير المستمعين بها، في الوقت الذي ابتعدت فيه معظم إذاعاتنا الخاصة عن هذه الأغنية الأصيلة، مستبدلة إياها بهجين الغناء، وأبعده عن الذائقة السليمة.
أغنيات كثيرة شكّلت منعطفات في حياة الفنان موفق بهجت، ربما كانت أشهرها أغنية “يا صبحة هاتي الصينية” التي خلّدها وجودها ضمن تمثيلية “ملح وسكر” لدريد لحام ونهاد قلعي، وهي من أكثر الأعمال الدرامية السورية عرضاً على شاشاتنا، دون أن ننسى طبعاً الكلمات الجميلة، واللحن الرشيق، والأداء المتميز للفنان موفق بهجت الذي تميز بأدائه الاستعراضي المعبّر، وهو صاحب الفرقة الاستعراضية “أندلسيا” التي كانت ترافقه في حفلاته ورحلاته.
وبالإضافة إلى الأغاني العاطفية، كانت للفنان بهجت بصمة في الأغاني الوطنية كأغنية “شآم” التي بثّ البرنامج مقطعاً منها، وهي التي طبقت شهرتها الآفاق في ثمانينيات القرن الماضي، ونذكر من أغانيه الوطنية أيضاً أغنية “عزّي وبلادي سورية” التي مازالت كلماتها المؤثرة وألحانها الساحرة متواجدة في قلوب كل من سمعها وعايشها.
في الحوار المذكور عاد موفق بهجت بذاكرته إلى ماضي الأغنية السورية الجميل، متذكراً العديد من الأسماء التي رافقته في مسيرة نجاحه من شعراء أغنية، وملحنين، وإعلاميين، وحسناً فعل المشرفون على البرنامج عندما تواصلوا هاتفياً مع عدد من رفاق درب موفق بهجت من فنانين كانت لهم بصمتهم الخاصة بدورهم في عالم الأغنية السورية.
إطلالة موفق بهجت على جمهوره من جديد خطوة موفقة من تلفزيوننا لإعادة الاعتبار إلى أغنيتنا التي فقدت بريقها، وتكاد تفقد هويتها في زحمة الفوضى الموسيقية التي نعيشها اليوم.