ثقافة

في احتفالية يوم اليتيم الفرح والأمل هما من يحكمان الطفل السوري

ابتسامات سرقت وأحلام أجهضت وأسر دمرت قد يكون ذلك جزء يسير إن أردنا الحديث عن تبعات الحرب الإرهابية القذرة، التي تستهدف كيان الوطن والتي كان الطفل السوري فيها الأكثر تضرراً، وفي الفعالية التي أقامتها مديرية ثقافة الطفل  في مركز الرعاية المؤقتة في قرى الأسد التابع لـ sos مشروع الإغاثة احتفاء بيوم اليتيم لم يمر الاحتفال كفعالية تقليدية، بل شاءت المصادفة أن يتزامن مع انتخابات مجلس الشعب، مما يؤكد أن البناء والعمل مستمران على كافة الصعد وعلى أكثر من جبهة.
وكم عبّرت الطفلة لين دعدع بدموعها الصادقة وهي تغني أغنية “وطني” للسيدة فيروز عن وجع الطفل السوري وما أصابه. لين ابنة العشر سنوات فقدت العديد من أهلها منهم الشهداء ومنهم المخطوفين، أبكت الكثيرين ممن حضروا الفعالية عندما سألناها من أي محافظة أنت ولماذا بكيت والاحتفال بكم ومن أجلكم أجابت: سورية كلها وطني، يؤلمني جداً ما حدث لبلدي وأتمنى أن يعود الأمن والسلام إلى ربوعها، وعبرت لين عن سعادتها بالاحتفالية والفرصة التي أتاحتها للتعرف على أطفال جدد  وتوجهت بالتحية لأستاذها الذي دربها الفنان وسام الشاعر.

الاهتمام بالأطفال
وعبر معاون وزير الثقافة توفيق الإمام عن سعادته بالنشاط المتنوع وتفاعل الأطفال معه خصوصاً أنه كان بمشاركة أطفال قدموا من أماكن متنوعة من القطر نتيجة الحرب الظالمة التي استهدفت بلدنا، مبيناً أن الجهات المعنية تعمل على استيعاب هؤلاء الأطفال واستقطابهم لتأمين مستلزماتهم وحمايتهم، مؤكداً سعي وزارة الثقافة الدائم لتقديم الدعم من خلال الأنشطة المتنوعة لتقوم هذه المراكز المهمة بالعطاء والاستمرارية في تقديم خدماتها المتميزة.

كورال وورشة مسرح
بدورها مديرة ثقافة الطفل ملك ياسين أكدت على المشاركات الدائمة التي تقوم بها مديرية ثقافة الطفل في مثل هذا اليوم، والاختيار وقع هذا العام على المراكز في قرى الأسد والصبورة لوجود تجمع كبير للأطفال، والمميز في هذا العام وجود أطفال من أماكن عدة من المراكز المؤقته والدمج فيما بينهم، وقد اتفقنا مع قرى الأطفال أن نعمل معهم من خلال برنامج على مدى العام، وأن نشكل من الأطفال لديهم كورال دائم، وفرقة فنون شعبية، كما اتفقنا مع الفنان  أيمن عبد السلام وفادي عطية على إقامة ورشة مسرح دائم حتى في حال وجود تصوير مسلسل ما أن نستعين بهؤلاء الأطفال ونمنحهم فرصاً، وستكون هناك دورات دائمة لأطفال الإقامة المؤقتة، ونشاطنا بالطبع  مستمر مع مدارس أبناء الشهداء.

نسعى للتشاركية دائماً
وترى خولة جبر مسؤولة حماية الطفل في جمعية قرى الأطفال- برنامج الإغاثة هذه الاحتفالية في غاية الأهمية لأنها على تماس مباشر مع الطفل، حيث أن الهدف هو تقديم الرعاية المؤقتة للأطفال وحمايتهم، بالإضافة إلى السعي للّم شملهم مع أهلهم خلال فترة قصيرة.
ونظراً لتنوع الخدمات المقدمة ونوعيتها أكدت جبر أنه لا يمكن لجهة واحدة أن تنهض منفردة بالمسؤولية، لذلك التشاركية مهمة مع جميع الجهات التي يمكن أن تؤدي دوراً، لذا تسعى الجمعية بشكل دائم لاستقطاب أي جهة يمكنها أن تدعم المشروع وتسهم في  تطوير الكوادر وتقديم الخدمات.

فرصة مهمة للتفاعل
وقالت د. رجاء شقير مديرة مركز الرعاية المؤقتة في قرى الأطفال: نسعى بشكل دائم ومستمر للتشبيك مع كافة الجهات العاملة على الأرض في مجال الدعم النفسي للأطفال، ونشاط اليوم المقام بالتعاون مع وزارة الثقافة مديرية ثقافة الطفل على غاية من الأهمية  خصوصاً أنه كان فرصة لقدوم أطفال من أماكن أخرى وتفاعلهم مع أطفال بحالات مشابهة لحالاتهم، ونسعى دائماً لإقامة نشاطات مشابهة بشكل شبه أسبوعي، حيث أصبح لدينا فريقنا الجوال الذي سينطلق قريباً وستكون لدينا أنشطة خارجية.
وكان للفنان وسام الشاعر حضوره الهام، فهو من المتطوعين في دار الإسعاف الخيري لرعاية الأيتام، وقد شارك الأطفال في عزف النشيد الوطني على آلة الأكورديون، مع مجموعة من الأغنيات.
وتضمنت الفعالية أيضاً فقرات فنية موسيقا وغناء وورشات تدوير مواد ورسم على اللوحات القماشة والصلصال والرسم على وجوه الأطفال وألعاب ترفيهية منوعة.
جلال نديم صالح