على هامش مهرجان دار الفكر الثقافي حركة النشر تراجعت بنسبة لا تقل عن 60%
لا يختلف اثنان على أن قطاع النشر والكتاب الذي يعتمد اعتماداً شبه كلي على دور النشر الخاصة هو الأكثر تأثراً بالحرب على سورية، حيث تراجعت إصداراتها ومبيعاتها بشكل كبير، كما توقفت معارض الكتب، لاسيما معرض الكتاب الدولي للسنة الخامسة على التوالي بسبب الحرب، إلا أن بعض دور النشر ومنها دار الفكر بشكل خاص تؤكد في هذه المرحلة على ضرورة الاستمرار في ظل هذه الظروف، مبيناً وحيد تاجا المسؤول الإعلامي أن الدار لم تتوقف، لكن هناك عقبات كثيرة جداً، والخيارات المتاحة أمامها ليست كثيرة، سواء داخل سورية أو خارجها.
كتّاب يرصدون الأحداث
يوضح تاجاً أن حركة النشر والإصدارات في دار الفكر تراجعت بنسبة لا تقل عن 60% عما كانت عليه قبل الحرب، لكن مع هذا ما زالت تفتح الباب على مصراعيه لقبول المفكرين والباحثين والأدباء والكتّاب الواعدين، وما زالت إصداراتها متنوعة، فيها الأدبي والتراثي والعلمي والفكر السياسي، مع سعيها للبحث والتواصل مع كتّاب يرصدون الأحداث التي تمر بها سورية بشكل خاص، والمنطقة العربية بشكل عام، منوهاً تاجا إلى أن دار الفكر أولت اهتماماً خاصاً للإبداع الشبابي على صعيد القصة والرواية منذ بداياتها، ثم أطلقت جائزتها السنوية المحكَّمة للرواية، واشترطت فيها أن تعالج قضايا اجتماعية جادة، فأنتجت من خلالها عدداً من الروايات بأقلام شابة واعدة، بعضها لم يجاوز كتّابها سن العشرين.
ارتفاع سعر الكتاب
ويبين تاجا أن حركة النشر تأثرت جداً بالحرب لأن معظم المطابع ومستودعات الكتب كانت موجودة في الريف الدمشقي، أي في المناطق الساخنة، مما أدى إلى ترك معظم العاملين العمل لعدم قدرتهم على الوصول إلى أماكن عملهم، أو لوجودهم أصلاً في تلك المناطق، وهذا أدى بدوره إلى نقص شديد في الخبرات الفنية، ولم يعد العمل يجري بنفس الوتيرة السابقة مما أدى إلى لجوء معظم دور النشر السورية إلى الطباعة في بيروت، رغم أن الكلفة هناك مرتفعة جداً عما هي في سورية، وهو ما انعكس بدوره على سعر الكتاب، أضف إلى ذلك أن التضخم الاقتصادي وانخفاض سعر الليرة أدى إلى ارتفاع سعر الكتاب ثمانية أضعاف سعره قبل الأزمة أو أكثر، وبالتالي أصبح شراء الكتب ضعيفاً جداً لأن الفئة القارئة بشكل عام هي الفئة المتوسطة والفقيرة.
من ناحية أخرى يضيف تاجا أن هجرة المؤلفين والكتّاب والمدققين اللغويين والتقنيين والصحفيين، أدى إلى تراجع عملية نشر الكتب والتأليف، فضلاً عن تراجع الكتابة عن المؤلفات والدعاية والترويج لها، كما أن انشغال بعض المفكرين بالسياسة أدى إلى ضمور إنتاجهم إلى الحد الأدنى.. إضافة إلى أن الرقابة العربية أصبحت أكثر تشدداً، حيث صار هناك الكثير من الأسماء والعناوين مرفوضة في هذا البلد العربي أو ذاك، وهذا كله انعكس على نشر الكتاب وتوزيعه، مشيراً تاجا كذلك إلى أن العزلة المفروضة على سورية منعت إدخال الكتب الجديدة، والمترجم منها بشكل خاص، وبالتالي أصبح الوصول إلى الكتاب المطلوب صعباً.
المهرجان الثقافي للقراءة والإبداع
يُذكَر أن دار الفكر وبمناسبة اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف 23 نيسان تقيم مهرجاناً ثقافياً للقراءة والإبداع (21-23 نيسان) والذي يتضمن إعلان الفائزين في مسابقة دار الفكر للقراءة والإبداع 2016وعرض مسرحية “العصا السحرية” الفائزة بمسابقة دار الفكر للعام 2015 مع إلقاء عدة محاضرات هي “الدراسة الفعالة” للمدربة الدولية رهف تسابحجي و”علاقة الغذاء بالذكاء وأسرار سرعة الحفظ” لأخصائية التغذية ثواب الغبرة و”أمة اقرأ” لـ د.محمد خير الشعال و”صناعة الأبناء العظماء” لـ م.إحسان هلالة إلى جانب معرض للكتاب وفعاليات ونشاطات متنوعة يشارك فيها مركز الحضارة الدولي وفريق “كوكب عبقر” ومجموعة “عمّرها”. تقام فعاليات المهرجان في شام سنتر بكفر سوسة21-22-23 الجاري.
أمينة عباس