“غزل الصقور” مجموعة شعرية جديدة للشاعر محمد خالد الخضر
لا يقف الشاعر محمد خالد الخضر في ديوانه الشعري الجديد عند تحدي الإرهاب، والتأكيد على أن الحياة هي الثقافة الأوحد التي يعتنقها السوريون، بل يتخطاها إلى مغازلة صقور وأبطال سورية الشرفاء، فحمل ديوانه أسماً عريقاً وعميقاً كمضمونه “غزل الصقور” الذي كُتب بلغة قوية تعتمد الشعر الموزون والتوازن الموضوعي، ولا تخلو من العاطفة والدلالة والانفعال الصادق الذي تميزت به كل دواوين الشاعر الخضر وإصداراته السابقة، بما تناولته من نقد اجتماعي معاصر وواقعية تعبيرية.
ديوان جريء
الديوان الذي أصدرته دار الشرق للطباعة والنشر والتوزيع واحتفى بتوقيعه مؤخراً المركز الثقافي العربي في أبو رمانة، يضم سبع عشرة قصيدة تواكب الحرب الإرهابية على سورية وتداعياتها الحياتية الاجتماعية، وهو الديوان الثالث الذي أصدره الخضر خلال سنوات الحرب على سورية حيث ركز من خلال ديوانيه السابقين على هموم ومعاناة الشعب السوري في مواجهة المؤامرة على الوطن فالأول كان بعنوان “على ضفتي الجرح” والثاني “الفارس والغريب” وحول ما يميز ديوانه “غزل الصقور” عن إصدارته السابقة خلال أعوام الأزمة، يقول الشاعر الخضر : “غزل الصقور” هو مجموعة شعرية تتصدى للإرهاب وتتميز عما كتبته سابقاً بأنه جريء ويسمي الأشياء بمسمياتها دون أي خوف أو تردد من خلال تناول كافة المواضيع الاجتماعية عبر الأزمة، والتركيز على رفض أي تدخل خارجي في سورية، مهما كان شكله.
ورغم ما تعرض له الخضر من خطف وإرهاب في بداية الحرب إلا أنه لم يكتب يوماً إلا ضد الإرهاب، ولم يثنه ما تلقاه من تنكيل على يديه عن مواجهته والإشارة إلى جرائمه في كل دواوينه، ولا تخلو قصائد ديوانه الأخير “تداعيات فارس عاشق”و “من الحب إلى التصدي للإرهاب” و”قرية لوط” من وصف للخراب الذي تعرضت له سورية، وكذلك الفخر بسورية وصمودها دون أن ينسى أن يزين كلماته بأمل النصر القريب من خلال قصيدته “شام وأنا”:
ياشام عفوك إن أتتك فجيعة
واستنبحت عن عارها الأزلاما
تنساب خيلي كالسيول بلهفة
مادام صوتك بالكريم تحامى
هذا هو الحب الأصيل ودينه
أن لا ترى شام البهاء حراما
صقور الوطن
كما يلفت الخضر إلى أن القصيدة الأقرب إلى قلبه هي “غزل الصقور” التي حمل الديوان عنوانها، فهي تشير للرجال الأبطال الذين يحبون بلادهم وإلى العشق أيضاً، فالصقور لا تعشق إلا إذا كان الوطن بخير.
لوردا فوزي