ثقافة

الناشرون السوريون لا قراء والكتاب يحتضر

ما بين متفائل وآخر متشائم، وما بين ظروف صعبة ومعقَّدة يعيشها الوطن، وأمل وإصرار على التقدم نحو الأمام وعدم الاستسلام، وفي ظل عزوف يكاد يكون كاملاً عن القراءة، عقد مؤخراً اتحاد الناشرين السوريين مؤتمره الانتخابي الثالث في مركز ثقافي ==أبو رمانة تحت شعار “جيل يبني جيل يقرأ المستقبل”.

في طريقه إلى الانقراض
وفي الوقت الذي بدا التفاؤل فيه مخيّماً على كلام هيثم حافظ رئيس الاتحاد الذي أعيد انتخابه، كان التشاؤم يخيّم على كلام الناشرين في تصريحاتهم لـ “البعث”، والسبب برأي حافظ معرفته بإصرار الحكومة والقيادة القطرية، على دعم الاتحاد لتعزيز واقع صناعة النشر، لتنمية صناعة الكتاب وخلق واقع إيجابي، في حين أن معظم الناشرين لا يعرفون الكثير من هذه التفاصيل.. من هنا فإن الأيام القادمة برأيه ستكون محمّلة بنتائج إيجابية كثيرة، أما مشكلة العزوف عن القراءة فحلّها ليس مهمة الاتحاد فقط بل مهمة كل المؤسسات والاتحادات المعنية بها.. من هنا وعلى الرغم من التشاؤم الذي تخلل كلام زياد مخللاتي (دار العصماء) في حل مشكلات القراءة والكتاب، إلّا أنّه تمنى على الاتحاد في الأيام القادمة بدورته الجديدة حل العديد من المشاكل لأن الكتاب برأيه يحتضر، ومشاكله كبيرة، ولا يخفي قناعته بأن الاتحاد لن يكون عصى سحرية لحل هذه المشكلات التي تراكمت وتفاقمت، محذّراً من أن الأمور إذا استمرت على هذه الحال فإن الكتاب في طريقه إلى الانقراض، في حين رأى عادل عساف (دار البشائر) أن لا أحد يختلف على أن واقع الكتاب والنشر محزن، والسبب برأيه ليس ارتفاع الأسعار ولا نقص الموارد لأن ذلك يمكن تدبيره وإنما عدم وجود قارئ، فبرأيه لا أحد يريد أن يقرأ، والكل يغريه الانترنت الذي تحول لوباء، وبالتالي فهو ليس متفائلاً بأي حل ممكن أن تنتج عنه نتائج إيجابية سريعة، وكل ما يمكن فعله اليوم لتجاوز هذه الفجوة هو البدء بتأسيس جيل جديد يعتاد القراءة منذ الصغر، عبر غرس حبّ الكتاب لدى أطفالنا، وهذا يحتاج للتحفيز بدءاً من البيت ومروراً بالمدرسة، معترفاً أن استمراره كدار للنشر ليس إلّا لأنه مضطر لبيع بضاعته من الكتب المكدّسة في مستودعاته.

واتفق د.ماجد علاء الدين (دار علاء الدين) مع ما قيل سابقاً، وعلى أن دُور النشر تعاني من أزمة كبيرة، لذلك طالب بدعمها لأن المواطن لم يعد قادراً على شراء الكتب، خاصّة وأن اتحاد الناشرين لم يُدعم من الجانب الحكومي بالشكل الأمثل، خاصة في ظل الأزمة، ويتساءل لماذا لا تقوم الجهات الحكومية بشراء بعض الكتب من إصدارات دُور النشر، منوّهاً إلى أن داره ما كان لها أن تصمد في هذه الظروف إلّا بسبب تجربته الكبيرة في هذا المجال .

صعوبات  فرضتها الأزمة
أمّا عبير عقل (دار عقل) فقد اعترفت أن صعوبات النشر كثيرة بشكل عام إلّا أن الناشر السوري اليوم وفي ظل الأزمة أصبحت تعترضه صعوبات أخرى فرضتها الأزمة الّتي ألقت بظلالها السلبية على جميع القطاعات ولا سيما النشر موضحة أن الناشر السوري يواجه اليوم حرباً شعواء تمنعه من السفر والتواجد في المعارض العربية والعالمية إلى جانب الصعوبات المتعلّقة في شحن كتابنا السّوري لمختلف الأماكن بعد أن أُقفل العديد من الطرق وبعد أن أصبح الشحن مقتصراً على مرفأ ومطار بيروت في كثير من الأحيان، وهذا يحمّل الناشر نفقات كبيرة لا يمكن بأرباحه القليلة أن يغطيها، أما على الصعيد الداخلي فتطالب عقل بمزيد من التعاون بين الاتحاد والقطاعات الثقافية الأخرى .
أمينة عباس