“فرصة”..صوتٌ يدعو لفتح الأبواب أمام مواهب الشباب
لعل ما تحتاجه تلك المواهب الدفينة التي لم نسمع عنها ولم نر إنجازاتها، هو مجرد فرصة تمنح الروح للإمكانيات، وتحلق بالمواهب إلى الضوء، و”فرصة” هو عنوان الفيلم القصير الذي نفذته شابتان تملكان من الموهبة الكثير وتحتاجان إلى باب مفتوح! لذلك جاء هذا الفيلم تعبيراً عما يعاني منه شباب اليوم من انتشار المحسوبيات وعدم وجود فرص حقيقية لاستثمار قدراتهم و طاقاتهم مع أن مدة الفيلم لا تتجاوز الخمس دقائق.
وقد استطاعت كاتبة السيناريو ومخرجته الشابة فاتنة نورس مزيد أن توصل رسالته الأهم بأن امنحوا الشباب فرصاً حقيقية، واستطاعت إظهار موهبة بطلته الشابة سارة زرزور، وقد عبرت مزيد عن افتخارها بتجربتها الإخراجية الأولى موضحة أنها لا تعتبرها إخراجية بالمعنى الكامل للكلمة بل هي تجربة أولية، ومحاولة لإيصال الفكرة بأبسط الطرق المتاحة، ولأن مزيد هي كاتبة سيناريو ومخرجة “فرصة” فقد ساعدها هذا – على حد تعبيرها – على إيصال الإحساس ذاته الذي كانت تمثله وتعيشه سارة بطريقة مباشرة وواضحة، وبإحساس عالٍ، وبمساعدة مصور الفيلم جودت الطباع، مؤكدة أنها نفذت هذا الفيلم لأجل جميع الشباب الموهوبين الذين لم يمنحوا أي فرصة، وعن فكرة الفيلم ورسالته تحدثت مزيد: إن “chance”هو فكرة واقعية تتحدث عن فتاة كانت تحلم بعالم التمثيل، لكنها رُفضت في اختبار أداء الممثلين دون أي سبب واضح، وهي حكاية حدثت فعلاَ مع بطلة الفيلم سارة التي تواصلتُ معها عن طريق الصدفة، وأحببت أن أجسد تجربتها عبر فيلم قصير مع العلم أننا أخفينا الشخوص الحقيقيين، لأن هدفنا ليس محاربة أحد بل إيصال رسالة مفادها منح الفرصة لمن يستحقها وعدم إحباط الشباب الموهوبين، فنحن بحاجة لأن نكون إيجابيين وفاعلين في وقت الحرب.
رسالة واضحة
رسالة الفيلم واضحة عبر كلمات مختصرة- كما ذكرت مزيد – التي لفتت أنه تم تنفيذ الفيلم خلال يومين فقط فالوقت كان محدوداً للغاية كما أن التصوير تم في موقع واحد، وعلى الرغم من أن الخمس دقائق ليست كافية لإيصال القصة كاملة، لكن الجميل أننا استطعنا إيصال الفكرة بغض النظر عن نقاط الضعف والصعوبات، بدورها اعتبرت فاتنة التي شاركت في ورشات عمل السيناريو أن “فرصة” هو مجرد تجسيد لرؤية إخراجية، اعتمد على أساليب بسيطة دون فريق عمل ضخم، فنحن عملنا على الناحية البصرية والمونتاج، لذلك سيكون خيارنا في مشروعنا القادم صعباً وأكثر احترافية.
مساحة جميلة
من جانبها أشارت بطلة الفيلم زرزور إلى أن ما شجعها على المشاركة في “فرصة” هو كونها عاشت قصته تماماً، لذلك وجدت فيه مساحة لتقول ما لم تستطع قوله، حين رُفضت في أول تجربة لها لدخول عالم التمثيل، ولتخرج مابداخلها عبر هذا الفيلم القصير، منوهة إلى أن للكاميرا رهبتها التي تلقي بظلالها على أي ممثل، فكيف إذا كانت التجربة الأولى وبدون أي تدريب أو مجال للإعادة بسبب الوقت المحدود، وقد رأت في هذا الفيلم تجربة جميلة، وفرصة لكسر الحاجز مع الكاميرا، وعلى الرغم من أن خمسة مشاهد ليست كافية لتظهر إمكانيات الممثل، لكنها وجهت نداء للمنتجين والمخرجين لإعطاء الفرص للشباب والاختيار المدروس للممثلين، كما لفتت سارة – 19عاماً -إلى أن “فرصة” فتح لها المجال لدخول العالم الذي تحب، حيث بدأت العروض تتوالى منوهة إلى أن هذا المجال صعب والدخول إليه ليس بالأمر السهل.
تواصل اجتماعي
فيلم “فرصة” الذي لا يحمل أساسيات السينما بالمعنى الحرفي وجد التسويق والانتشار في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، من حيث أنها تمثل منبراً هاماً ومؤثراً، ونتمنى أن يجد صدى لرسالته لكي تفتح الأبواب في وجه الشباب الموهوبين.
لوردا فوزي