أبعد من تكريم
أكسم طلاع
شهد المشهد التشكيلي السوري العديد من المناسبات التي تحتفي بالفن والفنانين التشكيليين، والحدث الأبرز هو الاحتفال بتوزيع جوائز معرض الربيع السنوي على الفنانين الشباب الفائزين وتكريمهم من قبل وزارة الثقافة، وللتذكير فإن هذه الكوكبة من الشباب قد حصلت أعمالهم على موافقة لجنة التحكيم الخاصة لمعرض الربيع، في مجالات الحفر والتصوير الزيتي والمائي والنحت، وجاء التكريم في اتجاه السعي نحو إرساء الاهتمام بفنون الشباب وتشجيعهم، والارتقاء بروح المنافسة فيما بينهم، فضلا على تأكيد الدور والمسؤولية التي تقوم بها وزارة الثقافة تجاه الفنون التشكيلية الداعم، وصولا إلى تعزيز لغة الجمال التي تنتصر في النهاية على لغة الحرب والموت.
كما تعتبر خطوة في دفع مستوى الأعمال المقدمة لمعرض الربيع، إلى الأفضل وجعلها منافسة ومعبرة عن كفاءة الفنان الشاب الحقيقية في رفد المشهد التشكيلي السوري بحيوية جديدة ومبدعة، وقد خصصت جائزة باسم لجنة التحكيم وجائزتان مقدمتان من اتحاد الفنانين التشكيليين وجائزة كبرى وجوائز للحفر والتصوير. وبهذه الطريقة من الاقتناء الجديد الذي تنتهجه وزارة الثقافة مع معرض الربيع، تكون الوزارة قد حققت اقتناء الأعمال المميزة التي تستحق وكرمت أصحاب هذه الأعمال في حفل توزيع الجوائز والشهادات المستحقة، وبالتالي أضحت الأعمال المقتناة للوزارة هي أعمال منتقاة ومتقدمة بالسوية عن بقية الأعمال المشاركة بمعرض الربيع التي كانت تقتنى لمتاحف الوزارة ومستودعاتها ومشروطة بموافقة لجنة الاقتناء.
التكريم الثاني الذي قامت به وزارة الثقافة ذو طابع نقابي، خصت به اتحاد الفنانين التشكيليين حيث كرمت رؤساء فروع الاتحاد في المحافظات تقديراً لما بذلوه خلال سنوات عملهم النقابي وهم: “وضاح الدقر– نذير نصر الله– فريد رسلان– بسام صباغ– محمود جوابرة”، هؤلاء الذين قادوا العمل النقابي التشكيلي لسنوات ماضية كان لهم دور فني ونقابي مؤثر في مسيرة اتحاد الفنانين التشكيليين وقد أسسوا للعديد من الملامح التي يتسم بها اتحاد الفنانين التشكيليين الآن، وقد سبقهم العديد من الأسماء التي تركت لمسات لا يمكن تجاوزها في مسيرة نقابة الفنانين قبل أن تصبح اتحاد الفنانين التشكيليين، هؤلاء لا بد من توجيه التحية لهم والتذكير بهم تعزيزا لقيم العمل النقابي وإغناء لقيم التكريم وأهدافه.
إن هذه المحطات البيضاء في الحياة التشكيلية حتى لو كانت التفاتة في احتفالية بسيطة، أو شهادة توزع على البعض، أو وردة أو بطاقة، لها مفعولها اللطيف في النفس والحياة مما يعزز لغة الجمال التي يقصدها الفن والمشتغلين فيه، وتبقى خطوة باتجاه الجمال وإن اختلفت النوايا.