ثقافة

تحت شعار “تعالوا نغنّي لسورية” برنامج مسابقة المواهب مستمر.. والعرض التلفزيوني قريباً

تستمر فعاليات برنامج المسابقات الغنائية للمواهب السورية التي بدأت مؤخرا في فندق الشيراتون، والبرنامج جزء من خطة وزارة الثقافة في التوجه لأصحاب المواهب، والتأكيد على غنى سورية الحضاري وقدرة أبنائها على الإبداع في أصعب الظروف، ورغبة منها في رعاية الإنسان السوري فكرياً وروحياً في ظل الحرب، من خلال الموسيقا واستيعاب مواهبنا من مختلف الأعمار من خلال برنامج سوري شكلاً ومضموناً.

مشروع وطني بامتياز

وبالعودة إلى البدايات يوضح محمد زغلول مدير مديرية المعاهد الموسيقية والباليه في وزارة الثقافة والمشرف الفني على المشروع، أنه حينما تبنت شركة محمد صفوان حبّاب هذا البرنامج، طلب من المديرية احتضان هذه المواهب فنياً وقد رحّبت بالفكرة، لأنها في النهاية تصب ضمن أهدافها في إظهار المواهب الفنيّة وتسليط الضوء عليها عبر شاشاتنا الوطنيّة، ليكون مشروعاً وطنياً بامتياز، وبناءً عليه تم تنظيم مذكرة تفاهم مع الشركة تتكفّل بها مديريّة المعاهد لتقديم الدعم الفني للبرنامج، من خلال احتضان جميع المتقدمين من كل المحافظات لتدريبهم على يد أساتذة مختصّين بالموسيقا والغناء، لتهيئتهم بشكل مبدئي للوقوف أمام لجنة الاختبار الأولية، منوهاً إلى أن هؤلاء الأساتذة عملوا على تعليم المشاركين أصول الغناء والوقوف على خشبة المسرح وكيفيّة التعامل مع الجمهور.
ويشير زغلول إلى أهمية هذا البرنامج ولا سيما في الوقت الحالي وقد أتى بعد غياب طويل عن هذه البرامج، نتيجة حاجته لتحضير طويل وتنظيم وتمويل كبير، وبالتالي يعوّض هذا البرنامج نقصاً حادّاً في برامج المواهب حيث كانت جميع الأصوات الجميلة تضطر للمشاركة في برامج خارج سورية، مبيناً أن هذه البرامج كشفت عن مدى غنى سورية بالأصوات والطاقات الفنية حيث لم يعد يخلو أيّ من هذه البرامج من صوت سوري متميز، مؤكداً زغلول أنه رغبة في الاستفادة من كل موهبة حقيقية في البرنامج سيتم تشكيل فريق وطني للغناء.

الموهبة لا تكفي

ويشير أستاذ الغناء الشرقي في معهد صلحي الوادي سومر النجار إلى أن سورية افتقدت إلى هذه المسابقات من سنوات طويلة، مذكراً الجميع ببرنامج “طريق النجوم” الذي قدم في التسعينيات، والذي سلط الضوء على أصحاب المواهب من الأصوات الجميلة، منوهاً بالعموم إلى أن فكرة هذه البرامج وأي برنامج للمواهب لا تكفي لوحدها، فالأهم هو الاستمرارية والتفكير بما يجب القيام به بعد تقديم هذه البرامج، وهذا ما نفتقد إليه عموماً والدليل أن أصواتاً كثيرة ظهرت ولكنها سرعان ما اختفت، وذلك بسبب عدم وجود شركات إنتاج مشابهة للشركات التي دعمت الدراما السوريّة، وبالتالي يعتقد النجار أن البيئة الحاضنة لهذه المواهب غير موجودة، وكل ما يشجع هذه الشركات على الدخول في هذا المجال، مؤكداً أن سوريّة تملك طاقات فنية رهيبة، بدليل أن معظم المتميزين في برامج المسابقات العربيّة هم سوريون، كما لدينا صناع موسيقا وهم لا يحتاجون إلّا لرعاية إعلامية ومادية لتحقيق الترويج والتسويق المناسب، مذكراً النجار بأهمية تعلم الموسيقا وخاصةً لأصحاب المواهب في الغناء، لأن الموهبة وحدها لا تكفي للاستمرارية، من هنا تأتي أهمية احتضان مديرية المعاهد الموسيقية لهذه المواهب قبل أن تنطلق المسابقة، وكأستاذ في معهد  صلحي الوادي يبيّن أن من واجب المعهد وأساتذته تدريب المتقدمين للمسابقة بكل مستوياتهم، لأن ذلك يضمن نتائج أفضل كلٍ حسب موهبته التي يجب أن تصقل بالعلم والدراسة، وكأستاذ للغناء الشرقي وكخريج من المعهد العالي للموسيقا يهمه بالدرجة الأولى أن يتوجه غالبية المتقدمين إلى الغناء الأصيل، لأن من يغني الصعب قادر على غناء كل الألوان، دون أن ينكر أن أي مطرب من الضروري أن يغني كل الألوان، مع تذكيرنا بأن كل صوت يلائمه لون معين من الغناء، وهنا تأتي أهمية المعهد بالنسبة للمشاركين في مساعدتهم في اختيار الأغنيات الملائمة لأصواتهم وإمكانياتهم.

جيل غير مثقّف موسيقياً

ولأن تعميم تعلّم الموسيقا في بلدنا أمر ضروري، خاصةً في وقتنا الحالي يؤكد الأستاذ حسين علان على أن بلدنا غنيّة بالمواهب، وأن الثقافة الموسيقية دون المستوى، والسبب برأيه عدم تدريس الموسيقا في مدارسنا، وإهمال هذه المادّة حتى إن وجدت اسمياً في برنامج المدارس، موضحاً أن عدم وجود جيل غير مثقّف موسيقياً سينعكس على طريقة تذوق الموسيقا، وفي عدم التمييز بين ما هو راقٍ موسيقياً وما هو مبتذل… ويأسف علان أن الفنون تسير نحو الحضيض في زمن الحروب. من هنا تأتي أهمية مسابقة المواهب التي تحتضنها مديرية المعاهد الموسيقية من خلال معهد  “صلحي الوادي” خاصةً وأن جزءاً منها يقوم على تدريب المتسابقين على تعلّم الموسيقا وأصول الغناء.
وعلى أرض الواقع ومن خلال تجربة علّان مع المتقدمين للمسابقة يحزنه أن عدداً منهم لا يملك ثقافة موسيقية على الرغم من امتلاكهم للموهبة والصوت الجميل والخطورة برأيه تكمن أن هذه الموهبة لن تتطور إن لم تصقل بالتعلّم.

أمر جيّد

كما يثني إلياس زيات الأستاذ في معهد صلحي الوادي والمشارك في تدريب المتسابقين على فكرة البرنامج، وأهمية احتضان المواهب التي تمتلكها سورية من قِبَل معهد أكاديمي ذائع الصيت، داعياً لاستمراريته لتستطيع جميع المواهب المشاركة فيه سنوياً، لأن عدداً كبيراً منهم لا يمكنهم السفر للمشاركة في البرامج العربية المشابهة، موضحاً أن اتّفاق الشركة مع المعهد لتدريب المواهب على يد أساتذة مختصين، أمر جيّد ولصالح هذه المواهب على صعيد اختيار الأغنيات المناسبة لأصواتهم، وبالتالي غنائهم بشكل صحيح قدر الإمكان.

جوائز مادية
ويبين محمد صفوان حبّاب الذي تبنت شركته هذا البرنامج مادياً، أنه تم قبول نحو 4200 مشارك ومشاركة من مختلف المحافظات، وقد جرى توزيعهم وفق الجنس إلى شريحتين عمريتين، الأولى من 7 إلى 13 عاما، والثانية من 14 إلى 35، وهؤلاء سيخضعون لسلسلة من الاختبارات التي تجريها لهم لجان تحكيم  مختصة  تمهيدا للتصفيات النهائية، مشيراً إلى أنه تم اختيار 520 موهبة من كل الفئات العمرية (أطفال- يافعين- شباب) المتقدمة  على أساس الصوت الأجمل، بعد عرض كل موهبة متقدمة إلى مديرية المعاهد الموسيقية والباليه باختيار أولي، منوهاً إلى أنه  سيشارك من كل محافظة 9 مواهب في التصفيات النهائية بعد عرضهم على اللجنة، ومن بعدها يتم اختيار أجمل 4 أصوات لكل محافظة ليتنافسوا في نهاية المطاف على أجمل صوت في سورية لكل فئة عمرية، مبيناً أن للفائزين جوائز مادية، وللفائز الأول فرصة تسجيل ألبوم مؤلف من 7 أغاني يعرض في الأسواق السورية.

المنافسة
لم تتردد السيدة منى أبو شعر في مشاركة ابنتيها مايا ويارا حافظ في هذه المسابقة، خاصة وأنهما تعزفان على آلة الكمان وتغنيان ضمن كورال، مؤكدة أنهما أحبتا خوض هذه التجربة لأنها تتيح لهما فرصة تجربة الغناء الإفرادي، ورأت أن التدريب  الذي يمكن أن تتلقياه في معهد صلحي الوادي تمهيداً للمراحل القادمة من المسابقة، أمر ستستفيدان منه كثيراً وستكتشفان من خلاله إمكانيات صوتيهما، مشيرة إلى أن فكرة المسابقة جيدة لأنها تتيح المنافسة بين الأصوات الجميلة، في حين يوضح غدير جيركوس الذي يتمتع بصوت جميل أنه عرف بالمسابقة من خلال التلفزيون، وقد وجدها فرصة ليختبر بها موهبته، وكان سعيداً بها لأنه ليس كل صاحب موهبة قادر على السفر للمشاركة في البرامج العربية. أما عبير شبيب فقد عرفت بالمسابقة من خلال إعلان طرقي فأسعدها ذلك وشجعها كثيراً للمشاركة، منوهة إلى أن سعادتها كانت أكبر حينما علمت أن التدريب ستتلقاه على أيدي مختصّين في معهد صلحي الوادي الأكاديمي الشهير.

أمينة عباس