ثقافة

“زوال”.. دراما تسبر عوالم المهمشين في العشوائيات

عمل تلو الآخر والدراما السورية في تألق متزايد، وتنوع جاذب، خاصة في شهر رمضان، حيث نرى وكأن الكتّاب والمخرجين في تنافس قوي على الأعمال الدرامية المميزة والمبدعة، والجريئة التي تصف الواقع وحال الوطن والمواطن السوري كما هو، وتعمل على وضع حلول للمشاكل التي نعاني منها.

وفي هذا العام كان مسلسل “زوال” ملفت للنظر في الموضوعات التي تناولها، والتي تعتبر جديدة على الدراما السورية، حيث يتحدث العمل عن البيئة الكردية الذي تشارك في كتابته الفنان “يحيى بيازي و زكي مارديني”، وبتوقيع المخرج الذي لطالما فاجأنا وأمتعنا بأعماله المبدع “أحمد إبراهيم أحمد”. ومما زاد في تميز العمل أغنية شارة العمل “الشام ما بتزول” غناء الفنان السوري محمد مجذوب، وكلمات وديع خوري، ألحان آري جان سرحان، التي تعبّر عن توافق مضمون العمل مع موسيقاه وشارته التي تقول كلماتها: “عطشان دبلان الشجر/الغيوم ما جابت مطر/شو سال الدمع شلال/يوم بيمرق عمرك غدر/حبابي عني راحو بسفر/تشعل نار حبات المطر/بصير العمر موال/مرهون ببكرا الأمل/وفوق أساطيح الشام/النجوم سالت عسل/فوق بحارات الشام/بدر السما اكتمل /ع جروحنا عيون الناس نامو/غدار يرمينا الزمن بسهامو/ما رضينا بفكر الجاهل ولا بأصنامو/هامو طيور الحب وياما انضامو/بتزول الثواني/عمرا الشام ما بتزول”. مترافقة مع الموسيقى التصويرية التي يكفي أن يسمعها المشاهد حتى يتراءى لمخيلته البيئة الكردية والزي الشعبي الخاص بسكانها، وما يحسب للعمل انه تناول الواقع الحياتي للأكراد في دمشق، منطقة ركن الدين، بجرأة ودون تزييف أو مبالغة، حيث يتناول العمل الأقلية الدمشقية من حيث بيئتهم وعملهم ومعيشتهم وأشكال بيوتهم وعاداتهم وتقاليدهم، التي لايتوفر معلومات كثيرة عنهم إلا لقلة قليلة ممن يتعاملون ويتعايشون معهم، والجميل في العمل الألفة والمحبة بين الأهالي التي ندرت في هذا الزمن أو انعدمت، إذ نراهم عند وفاة ابن إحدى الأمهات وحرق منزلها يهرع جميع أهل المنطقة لنجدتها والوقوف معها وقفة رجل واحد، وحاولوا بشتى الوسائل إعادة الفرحة إلى قلبها، وبناء منزلها أفضل مما كان عليه في السابق، ورغم قوة فكرة المسلسل وتميزها لكن المعالجة الدرامية كانت ضعيفة نوعاً ما، وكان من الممكن أن يتسيد الموسم الدرامي لهذا العام لو أنه حظي برؤية أكثر وضوحاً وعمقاً، من خلال الأفكار التي طرحها، والتي نتمنى أن يكون هذا العمل البوصلة التي تؤشر لأعمال قادمة تتناول قضايا وهموم هذه الفئة من الناس بشكل أكثر جرأة وموضوعية، خاصة وأننا جميعاً نعرف التأثير الذي تحدثه الدراما لدى الناس كخطاب ثقافي اجتماعي يخاطب كل شرائح المجتمع، ويلامس هموم المواطنين ومعاناتهم، وهذا يحمّل صناع الدراما مسؤولية الالتفات إلى هؤلاء الناس الذين يمثلون أقلية في المجتمع، وبالتالي لديهم هموم ومعاناة تحتاج للمعالجة والحل.
العمل من بطولة سلوم حداد، ميسون أبو أسعد، فادي صبيح، باسم ياخور، شكران مرتجى، نادين خوري، زهير عبد الكريم، وفاء موصللي، علاء قاسم، سعد مينة، نورا رحال، يامن الحجلي، أمانة والي.. وآخرين.
دانيا عبارة