ثقافة

مهرجان السويداء المسرحي أهمية مضاعفة

أمينة عباس
يتابع مهرجان السويداء المسرحي الأول تقديم فعالياته من عروض مسرحية وندوات نقدية، حيث يؤكد المتابعون له وجود اهتمام جماهيري واسع من قبل جمهور المسرح والجمهور المثقف في مدينة السويداء الذي يتابع العروض باهتمام متفاعلاً معها ومشيداً بها ومنتقداً لجوانبها السلبية.. والواقع أن عقد الدورة الأولى من هذا المهرجان يتخذ أهمية مضاعفة لأكثر من سبب، ربما كان في المقدمة منها أنه يأتي في وقت توقف فيه العديد من مهرجاناتنا المسرحية السنوية بسبب الظروف العامة، وبهذا يكون هذا المهرجان وغيره  من مهرجاناتنا المسرحية التي عادت في الفترة الأخيرة أو التي ولِدت في السنوات الخمس الأخيرة قد شكّل  تسجيلاً لمناسبة فنية ثقافية   وتحدياً لكل الظروف الصعبة التي نمر بها وإصراراً على الحياة من جديد باعتبار أن المسرح بما يمثله من فن حياتيّ إبداعيّ متجدد هو الأقدر على أن يثبت دائماً أنه رمز من رموز الانبعاث ومظهر من مظاهر السلوك الحضاري للشعوب.
والواقع أن المهرجانات المسرحية السورية -التي كان لبعضها بعده العربي- شكلت منذ ثمانينيات القرن الماضي حالة فنية مدهشة تمكنت من بعث الحياة من جديد في جسد المسرح السوري وخاصة خارج مدينة دمشق حيث القحط المسرحي، و تمكنت أيضاًَ هذه المهرجانات من تحويل هذا القحط إلى حالة من الاخضرار الجمالي والفكريّ الذي تجلى بقدرتها على تشكيل جمهور مسرحيّ واعٍ وقادر  على متابعة العرض المسرحي وعلى مناقشته وتفنيده واستكشاف جوانب الجمال فيه.
ومن جانب آخر تمكنت هذه المهرجانات من تسليط الضوء على العديد من المواهب التي كانت (مدفونة) حيث هي، وإثبات وجودها ولفت الأنظار إليها إلى درجة أن  هذه المهرجانات كانت  الخطوة الأولى باتجاه التألق وربما النجومية لتلك المواهب  بعد فترات طويلة عانى فيها فنانو المحافظات من عدم وجود منابر فنية يتمكنون  خلالها من التعبير عن أنفسهم وإبراز مواهبهم.
مهرجان السويداء المسرحي مع غيره من مهرجانات مسرحنا الوليدة والعائدة يشكل محطة مهمة من محطات مسرحنا السوري، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار وجود عدة فرق مسرحية في السويداء من حقها أخذ فرصتها وتقديم نفسها أمام المهتمين والمتابعين أملاً في أن تأخذ المكان الذي تستحقه في خارطة المسرح السوري.