ثقافة

“تكرار” وجوه فنية واعدة

أمينة عباس
تشكل عروض التخرّج التي يقدمها المعهد العالي للفنون المسرحية سنوياً مَعلَماً هاماً من معالم المسرح السوريّ، ذلك أنّ هذه العروض تشكّل باستمرار حدثاً ثقافياً ومسرحياً استثنائياً هاماً باعتبارها لا تعنى فقط بتقديم أعمال مسرحية متقنة فحسب،  بل وبتقديم وجوه فنية جديدة للحركة المسرحية خصوصاً، والدرامية عموماً، حيث تشكل هذه العروض مادة خصبة للمخرجين المسرحيين والتلفزيونيين والسينمائيين كي ينتقوا الفنانين المناسبين لأعمالهم الدرامية، كل حسب نظرته ورؤيته وتقييمه للفنان الخرّيج الذي ينصبّ جلّ اهتمامه على تقديم نفسه كممثل بأفضل صورة وأحسن أداء، كي يكون هدفاً مشروعاً للمخرجين ولحركة الإنتاج الفني المحتاجة دوماً لكل ما هو جديد ومتميز.
واليوم، ومع تقديم عرض التخرّج للعام الدراسي 2015-2016 الذي حمل عنوان “تكرار” إشراف الفنان بسام كوسا تخطو كوكبة من الخريجين خطواتها الأولى نحو عالم الفن، سلاحهم العلم والمعرفة وتجارب خاضوها أثناء سنوات دراستهم الأربع بما يؤهلهم لأن يكونوا فاعلين في الحركة الفنية السورية.
بطبيعة الحال تميزت عروض التخرّج التي سبق وأن أشرف عليها الفنان بسام كوسا برشاقتها وأناقتها وبساطتها العميقة، والتي كانت آخرها مسرحية “الكوميديا السوداء”، واليوم مع “تكرار” يثبت الفنان كوسا قدرته على تقديم طلاب التخرّج بصورة لائقة تلبي طموحاتهم في أن يقدموا أنفسهم وإمكانياتهم بالشكل الصحيح، وقد كان من الملاحظ أثناء العرض تأثير عمل المشرف على طلابه، وسعيه لكي يقدم كل واحد منهم أقصى ما يستطيع، وهذا بالضبط بعض ما هو مطلوب من عرض التخرّج. وهنا لا بد من التأكيد على أن الفرص التي ستسنح للطلاب بعد تخرجهم ستكون محكومة بعدد كبير من العوامل، منها ما هو متعلق بهم وبإمكانياتهم كممثلين، ومنها ما هو متعلق بحركة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والمسرحي، مع تأكيدنا على ضرورة ألا يغيب المسرح عن اهتمامات وتوجهات الخريجين، حتى ضمن الظروف التي قد لا تشجع كثيراً على خوض العمل المسرحي. ونؤكد هنا على أهمية تقديم عروض التخرج في مسارح واسعة، انسجاماً مع الجمهور الواسع الذي تحظى به هذه العروض، والتي لا تلبيها مسارح المعهد العالي للفنون المسرحية الصغيرة.