ثقافة

الصداقة في حياتنا الاجتماعيةّ!.

أكرم شريم

جميل أن يكون للصداقة يوم عالمي، بل هو جميل ورائع وضروري ومفيد أيضاً وينشر فوائده في كل مكان في هذا العالم، وباستمرار، لما لهذه العلاقة الإنسانية بين الأفراد والجماعات والأحزاب والشعوب والدول، من تأثيرات إيجابية على تحسين وتكريس هذه العلاقات الإنسانية والإيجابية ومدى الحياة ودائماً!.إنه يوم الثلاثين من تموز من كل عام يوم الصداقة العالمي!.
والصداقة بالمناسبة، وكلنا يعلم ذلك ، تشمل كل الأعمار فكم كانت لصداقة الطفل والتلميذ مع أقرانه في المدرسة ومنذ الصف الأول أو في روضة الأطفال من تأثير على حبه للمدرسة ومتابعة الدراسة وحرصه أن ينتظر اليوم الذي فيه مدرسة لكي يذهب إليهم ويلتقي بهم ويتبادلون الأحاديث والمشاركة بالأفكار على الرغم من طفولتها وبراءتها وبساطتها بالنسبة لنا نحن الكبار!.
وليس إنشاء النوادي بأنواعها وإقامة السهرات الحلوة في الأماسي والليالي، والذهاب الدائم إلى المطاعم والسيران مجتمعين ومتعاونين متحابين إلا شكلاً واقعياً وصحيحاً من الأشكال الاجتماعية التي تتخذها وتنشرها الصداقة بين الناس!.
وأضرب هنا مثلاً على الصداقة بين النساء وحتى في أيام زمان، حيث كانت المرأة وقبل أكثر من مئة عام تكاد لا تخرج من البيت إلا نادراً ، ولكن وفي ذلك الزمان كانت توجد في كل منزل في الشام القديمة (طبلة) وهي نافذة صغيرة جداً من الزجاج الغامق وكانت للمرأة فقط وممنوع على كل سكان المبيت الاقتراب منها، فكانت ست البيت أيام زمان تطرق على هذه الطبلة فتسمع جارتها وتأتي إليها وتفتح وتتحدثان بكل ما تشاءان من المواضيع الهامة والمسلية، وإذا كان ثمة رغبة أن تقول الجارة أمراً لجارة أخرى، فإن كل امرأة تصير تطرق على جارتها حتى تطلب منها أن توصل لتلك الجارة ما قالته هذه الجارة!. ويستمر الطرق ومن طبلة إلى أخرى حتى يصل الخبر، ويصل معه أيضاً العلم به إلى كل نساء الحارة، وكأنه خبر للجميع، فمشا بالك إذا كان خبراً مهما؟! إذن..فحتى المرأة التي تكاد لا تخرج من البيت إلا نادراً كانت تستطيع أن تمارس الصداقة وهذه العلاقة الاجتماعية العامة ومع كل نساء الحارة وبهذه الطبلة الصغيرة سابقاً وبالهاتف والموبايل حالياً، حتى في السجون تقوم علاقات صداقة قوية بين السجناء، وتحدث فيها آراء ومطالب وربما اتفاقيات، ويصير الأهل في الخارج والأبناء والأقارب ينفذون كل ماهو مطلوب، ويرسلون الأخبار إلى السجون ويأخذون منها الأخبار حتى تسير الأمور في الخارج تماماً كما يريد أصحابها وكأنهم يعيشون خارج سجونهم!. وهكذا تكون النصيحة اليوم أن الصداقة حياة اجتماعية أيضاً، وتأتي بعد القرابة الاجتماعية مباشرة وأحياناً قبلها!، ولهذا فهي رائعة وهامة وفي كل مراحل العمر، وعلى عكس ما يخطط ويستغل، وبتسميات جديدة ومخادعة دائماً، أعداؤنا وأعداء الشعوب!.