الفنان الشاب كرم شعراني: لا حدود لأحلامي وطموحاتي
فنان مجتهد ومثابر، بدأ يحقق حضوراً لافتاً في الموسمين الدراميين الأخيرين، ومن يتابع ما قدمه مؤخراً يدرك جيداً أنه يخوض اليوم مرحلة جديدة في مسيرته الفنية التي تنبئ بسطوع نجم فنان حقيقي يدرك ماذا يفعل ليقدم ما يشير إلى إيمانه الكبير بالطريق الذي اختطه لنفسه..إنه الفنان الشاب كرم شعراني الذي التقته “البعث” وأجرت معه الحوار التالي:
أكون أو لا أكون
< حبذا لو تصف لنا سمات هذه المرحلة وخصوصيتها بالنسبة لك؟.
<< شاركت في كم كبير من الأعمال في هذا العام، وهذا حق مشروع لأي ممثل، ولا أنكر أنني اعتذرت عن عدم المشاركة في عملين، لا لشيء إلا لضيق الوقت ولأنني سأجسد شخصية سبق وأن جسدتها في عمل سابق، ومع كم العروض التي عرضت عليّ حاولت المراهنة على مدى استطاعتي في أن أقوم بتأدية شيء مختلف في كل شخصية، بحيث لا يتكرر ظهوري في شخصية بعمل تشبه الشخصية الأخرى في عمل آخر، وأنا راضٍ عمّا قدمته نسبياً هذا العام.. لكن بالعموم لا أدري إلى أي مدى استطعت أن أنجح، وأظن أني لن أعيد هذه التجربة لأنها تستنزف الكثير من الجهد والتركيز وتسبب التشتت.
< ما بين البدايات واليوم ما الذي تغير في كرم شعراني الممثل شكلاً ومضموناً؟.
<< لا أعتقد بوجود تغيير على صعيد الشكل منذ تخرجي حتى الآن، ولست من الذين يعولون كثيراً على الشكل الخارجي، لأن اعتمادي على العالم الداخلي للشخصية، مع مراعاة الظرف البيئي والاجتماعي لها على صعيد المضمون، ولا بدّ من القول أن ثقتي زادت بنفسي أكثر بمحبة الشارع لما أقدم، نتيجة خبرتي التي تزداد يوماً بعد يوم، إلى جانب العلاقات الطيبة التي أخرج منها في كل عمل، متمنياً أن تزداد هذه المحبة سنة بعد سنة، وعملاً إثر عمل لأن المحبة هي أسمى من كل شيء.
< العمل الأول بالنسبة لأي ممثل كمن ينحت في الصخر، وكل خريج تكون لديه خطة لاقتناص فرصة العمل الأول..من هنا هل لك أن تحدثني عن فرصة العمل الأول وكيف يجب أن يتعامل معها كل خريج بشكل عام.
<< كانت الفرصة الأولى من خلال مسلسل “الولادة من الخاصرة” مع المخرجة المتميزة رشا شربتجي، وقد حقق العمل نجاحاً جماهيرياً كبيراً ولا أنكر أنني حصلت على فرصة المشاركة فيه بعد ترشيح الفنانة كندة حنا لي للعمل فيه حيث كنا التقينا في مسرحية “هاملت” واستطعت من خلال دور صغير “11 مشهداً” ترك أثر هام لدى الشاعر، كون العمل قد تابعه المشاهدون بشكل كبير، كما ترك أثراً طيباً لدى المخرجة، فنتج عنه مشروع لإعادة التجربة معها في مسلسل كان من المفترض أن تقوم بإخراجه تحت عنوان “حبة حلب” الذي تغير اسمه فيما بعد لـ “حدث في دمشق” إلا أنها تركت العمل، لألتحق فيما بعد بعملها الأخير “سمرا” وفي أول فرصة لأي خريج أنصحه أن يتعامل مع أول تجربة له وفق مبدأ هاملت أكون أو لا أكون.
< كيف استفدت من أخطاء البدايات؟.
<< لم تكن هناك تلك الأخطاء الفادحة وقد اقتصرت على الأخطاء التي يقع فيها من ليس لديه الخبرة الكافية بتكنيك ما أو حركة أمام الكاميرا لا أكثر.
< ماذا عن الطريقة التي يتعامل فيها مخرجونا مع الذين مازالوا يخطون خطواتهم الأولى؟ ومن تذكر من هؤلاء؟ من علمك ومن أحبطك؟.
<< من أوائل المخرجين الذين تعاملت معهم رشا شربتجي في “الولادة من الخاصرة” وكان النصيب الأكبر مع المخرج المثنى صبح من خلال “ياسمين عتيق- سكر وسط- بواب الريح” كما عملت مع عامر فهد والليث حجو وزهير رجب وأحمد إبراهيم أحمد وعلاء الدين كوكش، وكلها كانت تجارب ذات فائدة كبيرة قدمت لي الكثير، ولا بد من الإشارة إلى أن كل مشاركاتي الأولى كانت رائعة حيث نلت من خلالها ثقة المخرجين الذين عملت معهم والذين لم يتجهوا لإحباطي أبداً، بل منحوني الثقة وقدموا لي بعض الملاحظات بكل حب، من أجل تحسين نوعية العمل والأداء، وقد تعلمت من كل مخرج شيئاً مختلفاً.. وبالعموم ما زلت أعتبر نفسي أسير في خطواتي الأولى، مع تأكيدي على أن كل خطوة من هذه الخطوات كانت مجدية ولصالحي.
المخرج مشروع ثقافي وفكري
< تقول في أحد حواراتك: “ليس كل من وصف نفسه بمخرج هو مخرج”.. من هنا أسألك من هو المخرج الحقيقي برأيك؟ وأي صفات يجب أن يتمتع بها؟.
<< من المؤكد أنه ليس كل شخص يجلس وراء المونيتور يصبح مخرجاً، فالمخرج هو مضمون أسمى من ذلك بكثير، هو مشروع ثقافي وفكري وإنساني له رؤيته الخاصة ومخزونه الفكري والاجتماعي، وهو صاحب مقولة يقدمها في كل عمل بطريقته الخاصة، وعبر وجهة نظره التي يرى من خلالها الصراع الدرامي الذي يطرحه الكاتب، والمخرج يجب أن يتمتع بشخصية قيادية فهو خلال التصوير يتعامل في مكان واحد مع عدد كبير من الفنانين والفنيين بأمزجة وطباع مختلفة لهم.. من هنا يجب أن يكون قادراً على ضبط هؤلاء ليصل بالعمل إلى المستوى المطلوب وشاطئ الأمان، وأي صفة من هذه الصفات تكون مفقودة عند المخرج سينعكس ذلك وبشكل واضح على العمل بشكل عام.
< شاركت في مسلسل” أيام لا تنسى” لأيمن زيدان وأعتقد أن علاقة فنية خاصة تربطك به كمخرج في المسرح والتليفزيون.. ماذا تحدثني عن هذه العلاقة.
<< عند دخولي للمعهد كان الوقوف أمام الكبير أيمن زيدان حلماً من أحلامي، فطفولتي وطفولة أبناء جيلي ترعرعت في أحضان مفيد الوحش في “نهاية رجل شجاع” وضرغام في “أيام الغضب” والدكتور أحمد في “يوميات مدير عام”.. من هنا لم تسعني الفرحة عندما طلبني للعمل في مسرحية “دائرة الطباشير” خاصةً وأن مشاركتي بها أتت بعد فترة قصيرة جداً من وقوفي أمامه في مسلسل “دامسكو” للمخرج سامي جنادي، أما في المسرح فكانت بداية علاقتي مع هذا المبدع وقد كان معلماً وأستاذاً وأباً وصديقاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. في المسرح تعلمت من أيمن زيدان أسلوباً جديداً، وأدركت معنى أن يكون الممثل محترفاً، ولن أنسى تلك اللحظات التي جمعتني به طيلة أيام عرض “دائرة الطباشير” وعندما طلبني لعمل “أيام لا تنسى” أيقنت أنني نلت ثقته وهذا ليس بالأمر السهل بالنسبة لقامة كبيرة كأيمن زيدان فهو لا يعطي فرصة لأي ممثل لا يستحقها.
< تقول في أحد حواراتك “الدراما السورية تعكس الواقع المعاش بكل تفاصيله إلى حد كبير” وقد انتقدت هذه الواقعية العام الماضي.. برأيك أية واقعية يجب أن تقدمها الدراما السورية في وقتنا الحالي؟.
<< نعم.. قلت أن الدراما السورية تعكس الواقع، والدليل أن الأعمال التي نالت النجاح الأكبر هي الأعمال التي عكست الواقع الذي نعيشه ولذلك تتشابه بعض الأعمال لأنها جميعها تنهل من هذا الواقع وإن كانت غير ذلك فهذا الأمر بات اليوم غير مقبول.
< بين ما تحقق والأحلام التي تحلم بها في مجال الفن ماذا أنجزت وماذا تبقى؟ وهل من أحلام مشتركة بينك وبين زوجتك الفنانة لوريس قزق في هذا المجال؟.
<< لا حدود لأحلامي وطموحاتي، وفي كل يوم هناك حلم وطموح جديد لأن أحلام الفنان وطموحاته لا تنتهي إلا عندما يسجى ويوارى الثرى.. لا أنكر أن بعض أحلامي تحقق كحلمي بالعمل مع الفنان أيمن زيدان، وبالوقت ذاته هناك أحلام وطموحات كثيرة سأعمل على تحقيقيها أو على تحقيق جزء منها.. أما الأحلام المشتركة بيني وبين زوجتي الفنانة لوريس قزق في المجال الفني فلا يوجد، فلكل منا طموحاته ومشاريعه الخاصة به، أما في الحياة الزوجية والاجتماعية فالمشاريع كثيرة جداً .
أمينة عباس