ثقافةصحيفة البعث

المخرج مأمون الخطيب: مديرية المسارح تبحث عن الممثل الموهوب

لم يكن العرض المسرحي “هواجس” الذي قُدم مؤخراً على خشبة مسرح الحمراء مجرد مونولوجات شبابية قدمتها مجموعة من الشباب والشابات، بعضهم يقف لأول مرة على خشبة المسرح، بل كان الحضن الذي احتضن أحلامهم في الوقوف على خشبة المسرح للتعبير عن مواهبهم بعد أن خضعوا لورشة عمل أقامتها مديرية المسارح والموسيقا مؤخراً، وكانت “هواجس” نتاج ما تعلموه فيها من دراسة مكثفة على يد المخرج مأمون الخطيب الذي أشرف عليها وقد كان لنا معه هذا الحوار.

إلى أي درجة أنت راض كمشرف عن نتيجة الورشة؟ وهل كانت مدة الورشة القصيرة نوعاً ما كافية لاكتشاف أصحاب المواهب الحقيقية؟.

أنا راضٍ جداً عن هذه الورشة ضمن معطيات الظرف العام الاقتصادي والمعيشي بسبب التزام المتدربين بالبرنامج بشكل يومي رغم صعوبة الوضع العام، وهذا ما عكس شغفهم لهذا الفن وحاجتهم إلى وجود هذه الورشة، وعلى الرغم من أن مدة الورشة كانت قصيرة (شهران) لكنها كانت كافية حسب البرنامج المعتمد والنتيجة المرجوة.

على ماذا ركّزتَ فيها بالدرجة الأولى؟ ولماذا؟

ركّزْنا على اكتشاف الفطرية الموجودة لدى كل شخص وتغيير مفهوم الممثل الهاوي بالمعنى الكلاسيكي، وقد حاولنا إيضاح فكرة أن التمثيل يتطلب الجهد والبحث والعلم والتدريبات الأكاديمية الضرورية من حركة وليونة وصوت وإلقاء وإحساس صادق باللحظة وبالنص المنطوق والتبنّي الكامل لكل حالة.

كيف تعاملتَ مع العدد الكبير للمشاركين (18 مشاركاً) وتفاوتِ مستواهم؟

تعاملتُ مع المشاركين من خلال التدريبات الجماعية التي كانت مهمة جداً، إلى جانب المهمات الكثيرة التي تعرّض لها المتدربون والتي كانت كفيلة بإيجاد الوقت، ولو أنه كان قليلاً، أما تفاوت المستويات فهو موضوع حتميّ، لكن بمساعدة الأستاذ المساعد ابراهيم عيسى كانت هناك فرصة للبحث في عوالم كل طالب وإيصاله إلى الطريق الصحيح.

ما هي الانطباعات الخاطئة والراسخة في أذهان بعضهم عن فن التمثيل كما لمستَ من خلال تعاملك مع المشاركين بالورشة؟

هناك الكثير من الانطباعات الخاطئة، أهمها سطحية التعاطي مع فن التمثيل واعتباره مجرد حالة أدائية سطحية ذاتية لا تتعلق بالبحث والتقصي وتدريب الذات على التبني والصدق ضمن قوانين محددة مثل التركيز والانتباه والصدق والبحث وتغييب الأنا والبحث في الأنا الإبداعية.

بدتْ مونولوجات “هواجس” وكأنها قصص حقيقية للمشاركين، على الأقل في جانب كبير منها، فهل هذا صحيح؟ وما الذي جعلنا كجمهور نعتقد ذلك؟

ليست كل القصص حقيقية، والذي جعل الجمهور يعتقد ذلك هو التبني الكامل من الممثل للحالة التي يطرحها ضمن قوانين التمثيل العلمية، بحيث يذوب الممثل في الحالة تماماً ويعايشها وكأنها حالته الشخصية، وهذا من أهم قوانين علم التمثيل.

كيف يمكن الاستفادة من خرّيجي هذه الورشة؟

يمكن الاستفادة من خريجي هذه الورشة عبر إشراكهم في الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية في حال الحاجة إليهم، وأعتقد أن بعضاً منهم قد بدأ بالعمل مع مخرجين آخرين، مسرحيين وتلفزيونيين، وهم في بداية الطريق وعليهم متابعة الشغف والبحث، فالطريق طويل جداً، والفرصة الجيدة قد تطول أو تقصر.

تنتشر اليوم ورشات إعداد الممثل كثيراً، فما خصوصية ورشات مديرية المسارح؟ وما رأيك بالورشات الأخرى؟

خصوصية ورشات إعداد الممثل في المديرية أنها مجانية  للمتدربين ولا غايات لها سوى إثبات الموهبة والوصول إلى لحظة احترافية هي لحظة العرض أمام الجمهور، أي أنها لا تبغي الربح وتبحث في طبيعة الممثل الموهوب وتقدم له فرصة تقديم موهبته أمام الآلاف من المشاهدين.. ومشكلة الورشات الأخرى أنها مادية بحتة، وأغلبها يتاجر بأحلام الشباب في سبيل الكسب المادي فقط، مع الإشارة إلى أنني لستُ ضدها بالمطلق، ولكن أنا مع الاختيار الجيد لطالب الورشة وعدم الكذب عليه في حال كان لا ينتمي لهذا الفن.

أمينة عباس