ثقافةصحيفة البعث

مثقفات سلمية يجتمعن ويتحاورن بالشعر في لقاءات دورية

البعث- نزار جمول

ما زال الشعر يرنو في مدينة لن تستكين إلا بموسيقاه وقوافيه، فسلمية بمثقفيها وشعرائها باتت تفلسف الشعر بهواجس يومية وحتى دورية، فمن الصالونات إلى المنتديات وصولاً للملتقيات، وأخيراً وليس آخراً التجمعات الناعمة عبر شاعرات اجتمعن ليتحاورن بالشعر، وفي كل لقاء يكون بيت إحداهن هو الملتقى، وآخرها كان في بيت الشاعرة هيفاء خلوف بحضور الشاعرات ميساء سيفو، ثناء أحمد، ماجدة قلفة، هناء حمود، سماح الآغا.

موضوع هذا اللقاء بعنوان “تجربة تحت الضوء للشاعرة هيفاء خلوف” وأدارت الحوار الشاعرة ميساء سيفو التي قدمت نبذة عن الشاعرة هيفاء خلوف، وركزت فيها عن بداياتها الأدبية التي تمثلت بطفولتها، حيث كتبت في مجلات الأطفال، واليوم تكتب قصيدتي النثر والعامودي والقصة القصيرة جداً، كما نشرت بعض نتاجاتها في الصحافة السورية والعربية، ومشاركاتها انطلقت من سلمية لتمتد لباقي المحافظات بمهرجانات حققت فيها انتشاراً واسعاً وأحرزت من خلالها عدة جوائز. وبيّنت سيفو أن الشاعرة خلوف بدأت بنتاجاتها المطبوعة من خلال ديوانين شعريين ترجمتهما للعربية، كما صدر لها ديوانان شعريان هما “ضحكة من رأس البكاء، قصائد عارية الشفتين”، وتنتظر حتى ترى النور بعض مجموعاتها لأنها قيد الطبع.

وفي هذه الجلسة المخصّصة لدراسة أعمال الشاعرة هيفاء خلوف تمت محاورتها من قبل قريناتها الشاعرات، فأجابت عن تساؤل الشاعرة ميساء سيفو الذي ركز على عنواني ديوانيها “ضحكة من رأس البكاء، قصائد عارية الشفتين”، فأكدت خلوف أن الديوان الأول تمت كتابة قصائده وهي في حالة شديدة من الحزن والخذلان من خلال الإحباط شعورياً لا شعرياً، وهذا الأمر حفزها بشدة على طباعة هذه المجموعة التي كانت تحتمل بنصوصها مجموعها ثانية، ولتأتي بعدها المجموعة الثانية، وكانتا في جو واحد وحالة وجدانية مشتركة.

الشاعرة ماجدة قلفا جاءت تساؤلاتها واقعية لتركز على الصعوبات التي تواجهها الشاعرة وهي زوجة وامرأة عاملة ودور العائلة في دعمها، خلوف اعتبرت مسيرتها الأدبية طبيعية ولم تواجهها أية عقبات، وبيّنت أن انتقالها إلى مدينة سلمية مع أسرتها في آخر عشر سنوات مضت شعرت بردود عقليات حاولت أن تشتت تركيزها تمثلت بتعرضها لهجوم قاسٍ ونقد سلبي غير مبرر ولم يكن يستند على أسس صحيحة، لكن التصميم والإرادة بكلمتها الصادقة استطاعت أن تتخطى كل العقبات والوصول للمكانة التي طمحت فيها، وكل ذلك تمّ بدعم كبير من العائلة، وخاصة زوجها الذي يدعم كل خطواتها.

الشاعرة ثناء أحمد تساءلت عن ماهية القراءة عند الشاعرة خلوف مع تبيان تجربتها في كتابة القصة كونها شاعرة، أوضحت خلوف أن بيت ذويها كان يضمّ مكتبة غنية بالكتب القيمة من كل أنواع الثقافات والعلوم، مؤكدة أن الشعر كان وما زال هاجسها، لكن ما حدث في الوطن من أوجاع حفزها كثيراً وأثر على ذاكرتها الأدبية لتترجم كل ذلك بقصص قصيرة وقصيرة جداً. وجاء تساؤل الشاعرة هناء حمود ليحدّد مسار القصيدة عند الشاعرة خلوف، حيث حاورتها عن الدافع في كتابة القصيدة أم بلا دافع، أكدت خلوف أن الكتابة عندها لا وقت محدداً لها لأنها تكتب قصائدها من خلال تأثرها بمشهد وحدث يقع أمام ناظريها، ويجب أن يؤثر هذا الوجع في روحها أو بمشهد حب وفرح، موضحة أن المشاعر الإنسانية هي أكثر ما يستفزها بالكتابة، كما أن للخيال حصة بحضوره الدائم في وقت الكتابة لأن الخيال وخاصة الجامح هو المدخل لكل مقطوعة يكتبها الشاعر.

وشاركت كلّ من سهير مصطفى وسماح الآغا برأييهما عن مسار وأسلوب الشاعرة هيفاء خلوف.

واختتمت الشاعرات المجتمعات هذا الملتقى العفوي بقراءة لرواية “تغريبة القافر” للكاتب والشاعر العُماني زهران القاسمي، وهذه الرواية كانت قد فازت بجائزة البوكر للرواية العربية في هذا العام، وتتحدث هذه الرواية عن البيئة الريفية العُمانية، ولتتناهى الشاعرات إلى موضوع أدب الجوائز بتساؤل مشروع “كيف نقرأ، ولماذا، وهل الجائزة هي التي تبرمج أدمغتنا مسبقاً”؟.