الاحتفاء بيوم الصحافة السورية وتكريم الزملاء الفائزين بجائزتها
في عيدها تستحق التكريم والاحتفاء، ليس لأنها السلطة الرابعة، ورائدة الكلمة، بل لأن الصحافة السورية تخوض اليوم أشرس المعارك ، وتعتلي منصة الحياة السورية بكونها شريكاً في النصر ورديفاً للرصاص، وفي يوم الصحافة السورية أقام المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين احتفالاً تكريمياً للفائزين بجائزة الصحافة السورية الثالثة في قاعة مؤتمرات فندق الشام تم فيه توزيع شهادات تقدير ومكافآات رمزية على الصحفيين الفائزين.
إعلام وانتصار
وقد هنأ د. خلف المفتاح عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام كافة الإعلاميين السوريين والمقاومين بعيد الصحافة السورية الذي يوافق تاريخه 15 آب، ارتباطاً بالانتصار الكبير الذي حققه محور المقاومة على العدوان الصهيوني الإرهابي عام 2006 منوهاً إلى أن اختيار التاريخ ليس محايداً بل هو دليل على علاقة الإعلام بالانتصار، فنحن نخوض حرباً غير مسبوقة يجسد الإعلام فيها سلاحاً قوياً في عدة مجالات منها التعتيم عل انتصارات الجيش السوري والتهويل من قدرة الإرهابيين.
دور وطني
كما لفت المفتاح إلى أنه عندما يكون الحديث عن الصحافة السورية لا بد أن تعود بنا الذاكرة إلى بداياتها التاريخية، فالصحافة العربية كما هو معروف حديثة العهد وأول صحيفة ظهرت في المنطقة العربية كانت مع غزوة نابليون، ولكي نثبت تجذر الحالة الصحافية في سورية، لابد من الإشارة إلى أن أول صحيفة صدرت باللغة العربية في زمن الاحتلال العثماني خارج إطار المنطقة العربية أصدرها سوري، وأول صحيفة باللغة العربية ضمن المنطقة العربية كانت في لبنان، الذي هو جزء من سورية التاريخية، فالصحافة العربية تنتسب إلى بلاد الشام وسورية على وجه التحديد.
ومر المفتاح على تاريخ الصحافة منذ الاحتلال الفرنسي وحتى يومنا هذا مشيراً إلى أنها حملت روح الاستقلال والفكر القومي، وعبرت عن حالة الانتماء للوطن والعروبة، مشيراً أن تطور الصحافة السورية لم يتوقف يوماً، مع استمرار صدور عدد من الصحف السورية والإعلام المحلي، ومؤكداً أن الإعلام السوري ازداد حضوره الفعال بعد تعديل قانون الإعلام، وانفتاح وتوسيع المساحة الإعلامية ووجود إعلام خاص ووسائل إعلامية لها دور إعلامي وطني.
فارس الكلمة
بينما لفت وزير الإعلام المهندس رامز ترجمان في كلمته إلى أن مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب التي تستحق كل تقدير، فهي تأخذ وقت صاحبها وتغرقه في عالمها، فهي مهنة في زمن السلم متعبة، فكيف بها في وقت الحرب، وأصعب الحروب هي حرب الكلمة التي استطاع إعلامنا فيها تحقيق النصر بما قدمه من شهداء وجرحى، وأثبت أنه فارس الكلمة والمتقن لفنونها، منوهاً إلى أن الإعلام السوري استطاع أن يحارب بالكلمة كل أساطير الإعلام التي مارست التزييف وبقيت الكلمة السورية صداحة في سماء الإعلام. ودعا ترجمان إلى تحسين مستوى معيشة الصحفي وإلى أن يتجاوز الإعلام ذاته ومؤسسته ويصبح شفافاً وقريباً من المجتمع والشارع بتعرية الفساد والإشارة إلى مواطنه.
أبواب جديدة
من جانبه أشار إلياس مراد رئيس اتحاد الصحفيين إلى أن الاتحاد قرر أن تستمر هذه الجائزة لهذا العام رغم توقفها في العام الفائت، معلناً فتح الأبواب أمام كل من يرغب بتقديم مقالاته مع إضافة مجالين جديدين للجائزة، الأول هو الإعلام المرئي والمسموع، والثاني هو الإعلام الاستقصائي، تشجيعاً لزملائنا وليكون هناك ترجمة حقيقية لكلمة السيد الرئيس بخصوص الاهتمام بالإعلام، مؤكداً أن من أشرف على اختيار الفائزين هم من خيرة الصحفيين، أما المكتب التنفيذي للاتحاد فليس له أي يد سوى في تشكيل اللجنة، منوهاً أننا نقدم هذه الجائزة برعاية القيادة والحكومة وبدعم من شركة وطنية هي “فلاي داماس للطيران”.
روح التنافس
كما أكد مصطفى المقداد نائب رئيس اتحاد الصحفيين أن المطلوب من الصحفي القيام بالشيء الكثير لتحسين صورة العلاقة بين الأعلام والحكومة، وتحويل مهمة الصحفي من نقل الأخبار إلى تقديم رؤى وانتقادات، لافتاً إلى أن هذه المسابقة التي درج الاتحاد على إقامتها سنوياً، تعكس روح التنافس بين الصحفيين في مجالات الفنون الصحفية المختلفة.
جوائز وتكريم
وتم خلال الاحتفال تكريم الفائزين في الجوائز الصحفية التي تم توزيعها ضمن ثلاث فئات (تعليق صحفي، تحقيق صحفي، والصورة الصحفية) وقد أوضح لـ “البعث” عدنان سعد رئيس دائرة التحقيقات في جريدة الثورة والحائز على المركز الأول عن التحقيق الصحفي “أزمة محروقات” بأنها بادرة إيجابية من الاتحاد، وهو تقدير معنوي ولفتة كريمة متمنياً أن تترجم تحقيقاتنا في الواقع وتلقى آذاناً صاغية عند صناع القرار، لمعالجة الخلل ومواطن الفساد والتقصير، لتقديم صورة ناصعة عن بلدنا سورية مؤكداً استمراره في عمله في رصد الأخطاء والإشارة إلى السلبيات أينما وجدت.
وفازت في المرتبة الثانية زهور كمالي من جريدة تشرين عن تحقيقها “الخطف العشوائي والفكر التكفيري” ونالت المرتبة الثالثة رولا عيسى من الثورة عن تحقيقها “تحتاج ألف عام حتى تتحلل”.
وفي مجال العمود السياسي جاء أولا حسين صقر من جريدة الثورة عن عموده حماية الديمقراطية وثانيا أحمد حمادة من الثورة عن عموده “قندهارات” بينما حلّ علي نصرالله عن عموده “نفاق الغرب” أما في مجال الصورة الصحفية فجاء أولًا ماجد أسعد من جريدة البعث وثانياً سمر إبراهيم من وكالة سانا وثالثا طارق حسنية من جريدة تشرين.
كما تم منح شهادة تقدير للدكتور أحمد عبد الغني رئيس تحرير جريدة القرار للدور الذي تلعبه الجريدة في المجال الاقتصادي ومكافحة الفساد. وقد عبّر عن رأيه بالتكريم قائلاً: “هذا التكريم دعم للقلم السوري الذي أثبت أن الصحافة السورية لا يمكن أن تغير منهاجها في محاربة كل من يحاول النيل من شخصية وطنها الحضارية وهو حافز من أجل متابعة الكتابة والعمل بشرف وإخلاص”.
وقال سامر دهني المدير العام لشركة فلاي داماس للطيران التي ساهمت في تنظيم الاحتفال “ندعم كمؤسسة اقتصادية وطنية الصحافة السورية من أجل بناء مجتمع حقيقي وإنشاء اقتصاد متين يسهم في إعادة بناء البلاد مع دعم القلم الصحفي الحر الذي يأخذ مادته من مجتمعه ووطنه ويقوم بدوره على أكمل وجه”.
حضر الاحتفال الدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب ومديرو المؤسسات الإعلامية وحشد من الإعلاميين.
لوردا فوزي