ثقافة

رسالة مفتوحة إلى رئيس اتحاد الكتّاب العرب

السيّد رئيس اتحاد الكتّاب العرب بدمشق المحترم
تحيّة من صديق لك، وعضو متقاعد من أعضاء اتّحادكم الكريم، وبعد:
أكتب لك كتابة الصديق، والغيور على الاتحاد، ومَن لا يُنكر فضْل هذا الاتحاد على أدباء هذا القطر، وعلى عدد من أدباء العرب، وما زال يعوّل على الكثير، ولا يقف عند بعض العوائق، والعثرات التي يمكن تجاوزها، ويُراهن بصدق، من خلال متابعته المحدودة، على العزيمة، والرؤيا، التي تحملون.
بعض النقاط التي قد لا تبدو مترابطة، ولكنّها كلّها تدور في فلَك الاتحاد:
1- بتاريخ 17/8/ 2016 اتصل بي الشاعر فؤاد نعيسة من اللاذقيّة، وبعد السلام طلب منّي نسخة من كتابي النقدي “نافذة لأقمار الشعر”، الصادر عن اتحادكم الموقَّر، واعتذر بأدب جمّ لهذا الطلب، وأنّه لم يقمْ به إلّا بعد أن اتصل بفرع الاتحاد في اللاذقيّة ليقتنيه، فأجابوه أنّ الكتاب لم يصل إليهم، وهو الصادر في عام 2014، فاتصل بفرع حمص، فأُجيب أنّه لا توجد لديهم إلّا نسخة واحدة، واتصل بدمشق، فأجابوه أنّه لا توجد لديهم أية نسخة منه.
أنا أتمنّى أن تكون نسخ الكتاب قد نفدت، ولكنْ هل تنفد دون أن يُرسَل إلى الفروع بعض النّسخ؟.
كلّ أملي ألّا يكون الكسل، وفقدان روح المسؤوليّة، من قِبَل مَن يأكلون خبزهم برواتب الاتحاد، وراء ذلك، وكلّي أمل ألّا تكون نُسخه قد تراكمتْ وراء غبار اللا مسؤوليّة، ورخاوة الحسّ.
2- سألتُ فرع اتحاد حمص عن بعض الكتب الصادرة لي عن الاتحاد، فما وجدت غير كتاب واحد، وفي حمص تُقام معارض للكتاب، هل لم يبق من كلّ تلك الكتب التي أعتزّ بطباعتها من قبل اتحادكم إلّا هذا الكتاب،؟ وهل نفدتْ أيضاً، أم أنّ ظلام الأقبية في المستودع قد غطّى غبارُهُ الكثير فيما غطّى؟.
3- تعليقاً من قِبَلكم، على الفيسبوك، بعد مبادرتكم الجميلة في طباعة مجموعة الصديق حسن م يوسف القصصيّة، كان جوابكم، وستصدر مجموعتك الشعريّة قريباً، وسُررتُ، وأَنستُ بهذه اللّفتة، وانتظرت، وانتظرت، وأخيراً اتصلت بالآنسة حوريّة، وسألتها عن تلك المجموعة، فقالت لي: “هي عند المصحِّح، وستُرسلها لفرع حمص فور ورودها”، وانتظرت أكثر من عشرة أيام، وعاودت الاتصال، فأبْلغتْني أنّها ما تزال عند المصحّح، وأنّها ستعود إلى تذكيره”، فتذكّرتُ أنّ أحد كُتبي بقي عند أحد القرّاء ثمانية أشهر، ولولا “الحركشة” لبقي أكثر، وتذكّرتُ كيف أنّ أيّ كتاب شعري، قراءة وتقييماً، يوم كنتُ عضو لجنة قراءة، ما كان يستغرق أكثر من أسبوع، هذا علماً أنّه كان يُرسَل في البريد إلى حمص، ويعود عبره، وأنا أرجّح أنّ هذه الجزئيات لا تصلك، رغم أنّها مادّة كلّياتها.
الصديق العزيز الدكتور نضال الصالح
رغم أنني لم أسافر إلى دمشق طوال مدّة الأزمة إلّا مرة واحدة، ولأمر ضروريّ، فقد ذكرتُ أمام أحدهم أنّني إنْ سافرتُ إلى دمشق، فسأذهب لزيارة السيّد رئيس الاتحاد، فقال لي أحد الموجودين: “لا أنصحك”.
قلت: “لماذا”؟.
قال: “لا تستطيع مقابلته دون المرور بمن يدير مكتبه، وهو لا يستقبل الجميع”، فنقزت، أنا أعلم أنّك تنظّم وقتك ليتّسع، ولكنْ، إذا كان ما سمعتُه صحيحاً، وأنا في شكّ منه، فإنني أريد أنْ أشير فقط إلى أنّه لن يفوتك أنّك تتعامل مع أدباء وكتّاب، وما أنت ببعيد عن مناخاتهم النفسيّة، والحياتيّة.
من كلّ قلبي أتمنّى النجاح لهذا الاتحاد، وأن يُراكم إبداعاته، وعطاءاته، وأن يلعب دوره المناسب للمرحلة التي نجتازها.
عبد الكريم النّاعم