ثقافة

بعـــد غيابـــه عن الدرامـــا مظهـــر الحكيـــم يعـــود بـ “طلقـــة حـــب”

بعد غيابه لفترة عن الدراما التلفزيونية السورية كمخرج ومنتج، يعود اليوم الفنان المخضرم مظهر الحكيم مخرجاً ومنتجاً من خلال “طلقة حب”، وهو مسلسل اجتماعي إنساني كوميدي من البيئة السورية، لا علاقة له بالحرب على سورية، وهو يعالج قضايا اجتماعية في ظل ما نعيشه من ظروف صعبة عبر مجموعة من الفنانين تعاونوا لإنجاز هذا العمل الإنساني مثل: محمد خير الجراح، غادة بشور، عاصم حواط، هاني شاهين، مجد نعيم.. وهذا ما يوضحه لنا الفنان مظهر الحكيم في حواره مع “البعث”:
< كيف تصف لنا هذه العودة مخرجاً ومنتجاً بعد غياب دام لسنوات عن الدراما التلفزيونية؟.
<<الغياب لم يكن مقصوداً، وسببه ظروف مررتُ بها سابقاً، وبعد أن أصبحت أموري الآن بخير عدتُ لألملم وضعي الفني، وأقول أنا هنا، مع الإشارة إلى أن “طلقة حب” كان في خطة إنتاجي قبل أن أبتعد، وهو عمل كوميدي هادف يعتمد على المواقف الطريفة، أما تفاصيل مضمونه فلن أتحدث عنها الآن.
< وماذا تحدثنا عن الصعوبات الإنتاجية في ظل الظروف الحالية التي تمر بها سورية؟.
<< لا أخفي أن الوضع تغيّر مادياً وأخلاقياً وأدبياً وفكرياً، ولا أنكر أنني حاولتُ بعد عودتي التعاون مع بعض الأسماء، فكان التهرّب والمماطلة والاعتذار بسبب السفر، وهذا لم يجعلني أتراجع، فاتفقتُ مع من اتفقت، وتابعتُ عملي بهدوء وصبر وحسب ظروفي، علماً أنني لم أجبر أحداً على الموافقة، وقد كان الجميع متعاوناً، الأمر الذي يجعلني أؤكد أن العمل جماعي وليس فردياً.
< وما هو أكثر ما يحزنك في هذا الوضع؟.
<< ليس الحزن هو المقياس لأية مشكلة، لكن التفكير في النتائج.. إن ابتعاد نجوم التلفزيون وسفرهم كان لصالح بعض الفنانين الذين ينتظرون فرصة لانطلاقهم إلى النجومية، وإيجاد نجوم جدد ليس سهلاً، والمعروف عني أنني تعاونتُ مع مواهب جديدة، وقدّمتُها بصورة جميلة، وها أنا أعيد الكرّة، وأعتمد على نص جديد وجميل.
< تعود بين فترة وأخرى إلى التمثيل من خلال بعض الأعمال التي يقدمها مخرجون آخرون، كما تصر على وجودك كممثل في الأعمال التي تخرجها أو تنتجها.. حبذا لو تحدثنا عن هذا الأمر؟.
<< أحبذ التعاون مع المخرجين الآخرين لأكتشف وأتعلم، ولتزداد خبرتي، بشكل دائم لديّ رغبة دائمة في التواصل مع الجميع، ومؤخراً تعاونتُ مع الفنانين حاتم علي والليث حجو ورشا شربتجي، كما لم أتردد في التعاون مع المخرجين الجدد لإيماني أن كل هذه التجارب مفيدة لي وللآخرين، أما بالنسبة لمشاركتي كممثل في أعمالي، فلم تأتِ عن عمد، بل نتيجة اعتذار بعض الفنانين في أوقات حرجة بحيث يكون الوقت ضيقاً لإيجاد بديل وتحضيره، فكان الحل غالباً أن أكون البديل، خاصة إذا كان الدور يناسبني.
< كيف تجد واقع الإخراج والإنتاج في الوقت الحالي؟.
<< هناك مستويان في الإنتاج والإخراج: مستوى لا يزال في القمة والجودة، وأعماله مميزة، والنتائج نراها، ونشاهدها على الشاشات، وهناك أعمال لا نجد لها أكثر من شاشة واحدة للعرض، وأنا مع أن تدور حركة الإنتاج بشكل دائم، وهذا ما ناديتُ به سابقاً حين دعوتُ الجميع للعمل حتى يستفيد من يستفيد، والحُكْم في النهاية لمن يستطيع أن يستمر، وبناء على ذلك سقطت شركات كثيرة، وبقيت شركات أخرى لا تزال تنتج حتى الآن.
< لماذا هاجمتَ مؤخراً لجنة صناعة السينما والتلفزيون واتهمتَها بأنها فقدت دورها ومصداقيتها؟.
<< لم يكن هجوماً، بل كانت صرخة للتنبيه، ولاستعادة ثقة المنتجين باللجنة التي كانت تتمتع بثقة المنتجين بها، وبالتالي فإن على اللجنة مسؤوليات كبيرة يجب أن تقوم بها، وفي مقدمتها تهيئة البيئة المناسبة لتقديم أعمال ذات سوية جيدة ودعم المنتجين في أعمالهم.
< ما رأيك بالأعمال التي شاركتَ بها مؤخراً كـ “جيران القمر” و”العراب” و”سمرا”؟.
<< هي أعمال تضاف إلى رصيدي الفني، وأنا أكرر دائماً أنني أحب أن أستفيد من الجميع، وحاولتُ أن أكون مع القديم والجديد، وهذا يشكّل تجارب لي أحتفظ منها بما أستفيد منه.
< ما هو تقييمك لصناعة الدراما السورية بشكل عام؟.
<< القافلة تسير، ولا بد من سقوط البعض في الرحلة الشاقة، ولكن الطريق طويل ولن ينتهي معي أو مع غيري، فهناك أجيال رحلت وأجيال لا تزال تتابع طريقها، وأجيال قادمة ستتابع الرحلة.. المهم أن الدراما السورية بشكل عام لا تزال بخير.
< أدرتَ محطة تلفزيونية لبنانية مؤخراً، وقدمتَ بعض البرامج الإذاعية والتلفزيونية.. حدّثنا عن تجربتك في تلك المجالات؟.
<< فعلاً كان لي شرف التواجد في قناة “الثبات” الفضائية كمدير البرنامج العام، وتعاونتُ بحبٍّ مع الجميع، وأوجدتُ جواً من التعاون بين الجميع، ووسعتُ مجال العمل، وأسستُ أستوديو جديداً بها لتقديم البرامج، وكان لي شرف تكليفي بكتابة وتقديم برنامج “لوين رايحين” المكوّن من ستين حلقة وبرنامج “أنا والطبيعة”.

أمينة عباس