ثقافة

أحزان الكتاب

أكرم شريم

هذه الكتب الأدبية والفكرية والثقافية من روايات عربية رائعة أو مترجمة رائعة أيضاً ودواوين شعر سحرية خلّاقة، ورحم الله الشعر العالمي بعد ظهور المدرسة العالمية المشبوهة للشعر الحديث، والتي دخلت بلادنا أيضاً بحيث أصبحت القصيدة الشعرية مجرد شطرات لا علاقة بينها، ولا ترتبط بموضوع تنطلق منه وتعالجه شعرياً وبسحر الشعر المعروف ثم تضع النهاية بأبياتها الشاملة الرائعة!. من المعروف أن بداية الشعر الحديث ظهرت عن طريق قبيلة (لافي) المعروفة ومن أعدائنا وأعداء الشعوب، ثم نشرت هذا الشعر الذي يأكل الشعر ولا يخرج إلا بالشكليات في وقت كان الشعر فيه في الوطن العربي، صحافة العرب، ومن المؤكد أنه كان كذلك في كل دول العالم صحافة كل شعب أو عرق أو وطن!. إننا إذا سألنا عنه الآن، أو بحثنا عنه فلن نجد منه سوى هذه الشكليات والتقليد، وفي الوقت نفسه فهو مبعد ومُحارب وكأنه عدو يريد بنا الشر أو الاحتلال، وهو كذلك، فإن أعداء الشعر العربي الساحر هم أنفسهم جماعة الشر والاحتلال، وأحتكم لكل من يدرس قبيلة (لافي) ومن تكون وماذا فعلت حتى انتقل إلينا الشر بظهور هذا الشر الشعري، والذي لا معنى له ولا رابط في القصيدة، لأنها وكما ذكرنا مجرد شطرات مزينة ومُحلاة، ولكن لا رابط بينها ولا موضوع لها تعالجه، كما تعالج (القصيدة العربية) والحديثة كلها شطرات، والشطرة لا يمكن أن تعالج أو تطرح فكرة أو موضوعاً أو معالجة، وكل شطرة لها معناها وحده، أو لشطرتين أو ثلاث أحياناً، ولكن لا معنى عام للقصيدة، ولا موضوعاً، ولا معالجة!.
وسبحان الله أن أمثال هؤلاء لهم من يناصرهم في بلادنا!. حتى ولو من باب الترجمة (الحديثة) ولست أدري لماذا توقفت الترجمة من وإلى العربية أيضاً! ما يزيد في أحزاننا! فما بالك إذا دخلنا الآن في أحزان الرواية العربية الرائعة التي عرفنا ونعرف ولم تعد موجودة، ولا كتب الأطفال الإبداعية الملتزمة، وليست الشكلية الملونة والفارغة من كل توجيه طفولي إنساني حبيب لأحبائنا الأطفال، أحباب الله!.
ومن لا يصدق ما نقول، عليه أن يفعل كما نفعل دائماً أن يدور في الشوارع ويبحث في المكتبات، ويرى كيف أنها تزدحم هذه الأيام بما يسمى (كتب المحطة) وأن أحزان الكتاب العربي، الأدبي والفكري والشعري والطفلي وإلى آخر القائمة جميعاً، تسيل دموعاً، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعود جميعاً وكل في مكانه سواء كان أباً أو أماً، أو قارئاً، أو مسؤولاً إلى استعادة الكتب الأدبية التي نعرف ونحب وذلك بعدم شراء غيرها ونبقى كذلك ودائماً وباستمرار!.