ثقافة

عين الفنون في فضائها الحواري حول “أزمة الفن- أزمة الفنان”

يؤكد الفنان الياس زيات على أهمية الفن التشكيلي السوري على الصعيدين العربي والعالمي، وعلى دوره في رفد الثقافة العالمية وخصوصية هويته وأهمية تعزيز هذا الدور، ويتساءل عن سبب غياب الترويج للمنتج التشكيلي السوري ودعم الفنان. جاء ذلك في الندوة الحوارية عين الفنون التي أدارها الفنان والباحث التشكيلي طلال معلا مستضيفاً كلا من الفنانين المعلم إلياس زيات وسعد يكن في حوار تفاعلي اشترك فيه عدد من الفنانين السوريين من مختلف الاهتمامات الفنية الموسيقية والتشكيلية والتربوية وفنون الدراما، وبعض الإعلاميين المتخصصين بقضايا الفن.
وفي مضمون العنوان “أزمة الفن والفنان” قدّم معلا تساؤلاً توليدياً يفضي إلى حوار بين ضيوفه والحضور وصل مداه إلى الغوص في مشكلات عمرها سنوات طويلة يرى البعض أن هناك خللاً في المنهاج المدرسي، وفي التعاطي مع حصة الرسم على أنها حصة فراغ، كما أن هناك تقصيرا في الجانب الاجتماعي والتربوي في تطوير الذائقة الجمالية عند التنشئة، وإهمالا يرافقه غياب الوعي لأهمية التربية الجمالية وتأثيرها في الفرد والمجتمع.
في الجانب المتعلق بالفنان وأزمته دافع الفنان سعد يكن عن استقلالية الفنون التشكيلية عن الأيديولوجيا وعن ضرورة الفصل بينهما، وترك المجال مفتوحاً للفنون التشكيلية بأن تأخذ مداها الإبداعي باعتبارها مادة فكرية جمالية حضارية وليست انعكاس للواقع، ونطالبها بأن تكون مرآته اليومية، وانتقد تخلف بعض الإدارات في الجانب الفني والثقافي، وتساءل عن كفاءة هذه الإدارات في تطوير مؤسساتها وهي تعاني من تخلف أو أمية ثقافية.
واعتبر البعض أن المؤسسات الثقافية تتحمل المسؤولية الكبيرة في أزمة الفن وتوثيق الأعمال وترويجها، والدفع بالحال التشكيلي قدماً، لكن مدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة عماد كسحوت أوضح أن الحال التشكيلي في الأزمة السورية كان أفضل مما قبله وذلك بفضل إصرار المؤسسة الثقافية على لعب دورها الوطني في الحرب الدائرة لتكون المعين والمعزز لعوامل انتصار الوطن، فخلال سنوات الأزمة أقيمت الملتقيات التشكيلية ولم تنقطع، إذ استمر معرضا الخريف والربيع مثلما استمرت بقية الأنشطة الثقافية الأخرى، في رسالة للداخل والخارج أننا متمسكين بالحياة وهذا الدور لا يمكن نكرانه رغم الصعوبات ونقص التمويل أحياناً.
واستنكر الناقد سعد القاسم اتهام البعض للمؤسسات الثقافية موضحا أن المؤسسة الثقافية هي التي استطاعت حماية الفن التشكيلي السوري وأرشفته من فترة الرواد إلى الآن، كما حافظت على دورها في رعاية ودعم الفنانين وخاصة الشباب، في وقت كان الفنان التشكيلي عرضة لابتزاز أصحاب الصالات الخاصة وأمزجتهم التي دفعت بالعديد من الظواهر الفاشلة إلى المقدمة على حساب المواهب التشكيلية الحقيقية.
أكسم طلاع