كيف نعرف الإنسان معرفة حقيقية
أكرم شريم
إن الإنسان عقل!. مهما كان كبيراً أو صغيراً، رجلاً أو امرأة، شاباً أو فتاة، ولا نستثني سوى الأطفال لأن الطفل لم يبلغ سن الرشد بعد. إذن فإن هذا الإنسان ومهما كان نوعه وجنسه وعمره ومكانته، ومنصبه، وكل ما لديه من أعمال وعلاقات وانتماءات، إنما هو عقل! أي أنه ذلك العضو الصغير في الرأس والذي اسمه الطبي: الدماغ، واسمه الاجتماعي والمتداول: العقل!. فماذا يوجد في هذا القسم الصغير وفي المكان الصغير من جسم الإنسان، والذي هو العقل.. فهذا هو نفسه الإنسان لأن يده وحدها لا تفكر ولا تأمر وعينه وحدها لا تفكر ولا تأمر وهكذا كل أعضاء جسمه الأخرى إذن الرجل عقل والمرأة عقل والشاب عقل والفتاة عقل!.
ونخلص من ذلك، أن الرجل، سواء كان قريباً أو زميلاً أو جاراً، فإنه هذا العضو الصغير في المكان الصغير من الرأس ألا وهو العقل. فماذا يخزِّن في هذا العقل من تعليم وتجارب وخبرات، ومن تربية منزلية قبل ذلك وعامة بعد ذلك، وأحداث ومعارف طفولية فهذا هو (فلان)!. ولا يزيد ولا ينقص شيئاً، ولا يفيدنا أي معيار آخر، ولا أي تشابه آخر، ولا في أي شكل هو. وكذلك المرأة!.. فالمرأة عقل!.. ومهما كانت، وابنة من كانت ومتعلمة، أو غير متعلمة وشكلها وعمرها ومكانتها، وكل ذلك له تأثيره على حياتها وطريقة تفكيرها، وفي كل مراحل حياتها، ولكنها في النهاية، بل منذ البداية وحتى النهاية عقل!. فهذه المرأة إذن، والتي أعرف أولاً هي عقل!. فأنا إذاً أمام عقل ومن نوع خاص بها ولها تجارب محددة، وتخزين معلومات وتربية وآمال وطموحات محددة، وكل ذلك في هذا العقل، فهي أيضاً وأولاً وأخيراً عقل!.
والآن .. وإذا أردنا أن نستفيد من ذلك في حياتنا وفي أهم ما نأخذ ونتخذ من قرارات ومواقف، مثل اختيار العمل، واختيار من يكون الجار الذي نتعامل معه ومن لا يكون.. كل ذلك وفي كل مجال وفي كل زمان ومكان وحال، فما علينا إلا أن نبحث عن نوع العقل في هذا الإنسان المطلوب إقامة العلاقة معه، وماذا يخزن فيه، وهل هو صادق أم هناك مؤامرة من نوع ما، أو كذبة كبيرة بإخفاء الحقائق أو حقائق معينة، مثل الدين أو الغاية من هذه العلاقة كالاستفادة المادية أو المعنوية منها، وكمثال أن تجد نفسك تمارس عملاً لا تحبه وتترك العمل الذي تحبه، أو تقترن وتنجب من الذي ليس من عقلك أو دينك أو نوعك، وهكذا تكون النصيحة اليوم إذا أردت أن تقيم أية علاقة مع أي إنسان فإن معرفة العقل ونوعه وماهو مخزَّن فيه من المعلومات والتجارب، والتوجيهات أحياناً، هي أهم مايجب أن نعرف قبل أية خطوة نتخذها في كل حياتنا وعلاقاتنا كي نصبح في نجوة دائمة ومستمرة من كل مؤامرات وأحابيل الطامعين والمعتدين من أعدائنا وأعداء الشعوب!.