اختتام مهرجان حمص المسرحي
أسدل الستار على الدورة الثانية والعشرين لمهرجان حمص المسرحي على أمل استمرار فعاليات المهرجان دون انقطاع في السنوات المقبلة، لأن حمص وجمهورها ومسرحييها لن يألفوا الغياب المسرحي، فمسرح دار الثقافة أعلن الولادة الجديدة لهذا الفن الذي لم يستطع الإرهاب أن يقتل الشغف به في نفوس أهل حمص الذين فضلوا الحياة على الموت..!
وشهد حفل الختام حضوراً رسمياً وجماهيرياً منقطع النظير تقدمهم الرفيق عمار دراق السباعي أمين فرع الحزب بحمص ومحافظ حمص طلال البرازي ونائب نقيب الفنانين في سورية الفنان هادي بقدونس ورئيس وأعضاء فرع النقابة بحمص، ووجه البرازي التحية لأهل حمص، معتبراً أنها الأولى في الثقافة والموسيقى والمسرح، وأكدت حمص الصامدة مقولة القائد المؤسس حافظ الأسد “ستبقى موسيقانا أكبر من رصاصهم، وستبقى ثقافتنا أقوى من إرهابهم”، وأشار إلى أن حمص تتعافى لتعود إلى المقدمة في كل الفعاليات، لأن البعد الاجتماعي والحضاري فيها سيبقى مميزاً.
واعتبر الفنان بقدونس حمص أم الثقافة والفن والمسرح، التي كانت مميزة ستعود لتقول كلمتها التي ترسخت اليوم على خشبة هذا المسرح، وكما هي في المسرح ستتألق في الموسيقى حيث سيقام بعد أشهر قليلة مهرجانها الموسيقي السنوي، وبدوره عبر الفنان رومية عن الفرح الذي رسمه المهرجان على وجوه أهل حمص، فالمسرحيون قدموا عروضهم لأنهم مسكونون بالفن، علموا وتعلموا، وأشار إلى أن المهرجان يحزم حقائبه باتجاه آهات فنية جديدة ومسارات فنية متجددة.
وبالعودة للعرض الختامي للمهرجان فقد قدمت فرقة اتحاد عمال حمص العرض المسرحي “خارج/داخل السرب” عن نص للراحل محمد الماغوط من إعداد وإخراج سامر أبو ليلى، حاول المخرج من خلاله أن ينبش من النص أفكار الماغوط مسقطاً إياها على الواقع الحالي الذي تعيشه سورية، معتبراً من خلال الشخصيات التي جسدها ممثلون نجحوا في إيصال أفكار المخرج، وحاولوا رسم الخط الدرامي الساخر لشخصيات الماغوط، لكنهم تمادوا في المقاطع الكوميدية غير الموظفة في مكانها، متناسين أن كوميديا الماغوط عابقة بالسواد، ومع ذلك قدم الممثلون ما عليهم مع ديكور بسيط عبر عن الحالة الماغوطية، لكن الموسيقى بأغانيها الشعبية لم يوفق فيها المخرج وكانت عبئاً ثقيلاً على رشاقة الممثلين وأدائهم المتميز.
عرض خارج/داخل السرب، لم يخل من الهنات، كما أنه لم يخل من التميز على صعيد الممثل وأدوات المخرج التي وظفت لخدمة العرض كالإضاءة واستخدام مساحة كافية لحركة الممثلين، وبالعموم هذا العرض تميز بجماهيريته وتواصل الجمهور معه طيلة ساعة ونصف كاملة.
وعبّر المخرج أبو ليلى عن رأيه بالتأكيد على أن روح الماغوط لم تخرج من النص المعد لأن كل كتاباته كانت تستحضر المستقبل، والتغييرات البسيطة كانت لدراسة الواقع السوري بشكل معمق.
واعتبر الكاتب حسن الحكيم أن هذا العرض محترف بممثلين هواة، وهو يقول للمحترفين “لاشيء يجعلنا عظماء مثل الألم العظيم”، والمخرج امتلك أدواته واستحضر الواقع، كما استحضر الأمل.
حمص ــ نزار جمول