دور الإعلام الوطني المقاوم في صناعة الرأي العام
حلب – معن الغادري
أكدت د. نهلة عيسى الأستاذة في كلية الإعلام بجامعة دمشق أن كل إعلام من وجهة نظر مرجعياته ومموليه هو إعلام مقاوم، في حين أن إعلامنا الوطني يتسم بخصائص وطابع عقائدي لأنه ينتمي إلى إيديولوجيا وفكر وطني، وأضافت د. عيسى خلال مشاركتها في فعاليات اليوم الثاني من الملتقى الإعلامي الثقافي الذي يقيمه مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بفرع حلب لحزب البعث العربي الاشتراكي حول “دور الإعلام الوطني المقاوم في صناعة الرأي العام” أن الإعلام صناعة كبرى وهو يقود سياسات وينفذ أجندات عولمية، ويحدد للمتلقي ما يجب أن يتابعه، حيث أصبحت وسائل الإعلام جزء من الشركات الدولية وأصبح السلطة الأولى وليس الرابعة، فأصبح يجسد طلعة الطيران الأولى لأنه يمهد الطريق للأجندات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وأشارت د. عيسى إلى أن الهجمة الإعلامية الشرسة التي استهدفت سورية منذ بداية الحرب لم يسبق لها مثيل في التاريخ الإنساني، حيث عملت مراكز أبحاث ووكالات أنباء وفضائيات وإذاعات وصحف ومواقع تواصل اجتماعي، على صياغة الأخبار بشكل يشيطن كل الرموز الوطنية وتفكيك التعاقد الاجتماعي والوطني، وتفكيك البنية الوطنية وضرب مفهوم المواطنة من جذوره، حيث عمل الإعلام باصطناع كل الخراب الذي نعيشه لأنه المخطط الأول لما يجري في المنطقة العربية بشكل عام وفي سورية بشكل خاص.
وعن دور الإعلام في سورية بيّنت د. عيسى أن الإعلام السوري لم يرتق لمستوى ما يريده المواطن الصامد حيث يحتاج إعلامنا إلى إعادة هيكلية بدءاً من إيجاد بنية تشريعية قانونية تنسجم ومعطيات العصر ومتغيراته، خاصة بعد حرب طويلة امتدت سنوات أظهرت تراجعاً في الأداء بمختلف الجوانب ومنها الجانب الإعلامي، وأكدت على ضرورة وضع إستراتيجية إعلامية تحدد أهدافاً عامة طويلة الأمد وأهدافاً قصيرة الأمد لكي يستطيع الإعلامي أن يعمل في ضوئها، لأن العمل الإعلامي له طابع قانوني وغياب السقوف يجعل الإعلامي في حالة خوف من انتهاك السقوف، لذلك فإن وضع إستراتيجية إعلامية تنسجم مع الأهداف الوطنية يساعد الإدارات الإعلامية والإعلاميين على العمل بإبداع.
بدوره بيّن الزميل عبد الكريم عبيد مدير المركز التلفزيوني بحلب ورئيس فرع حلب لاتحاد الصحفيين، أن المكون الإعلامي موجود منذ بداية الأزمة السورية وهناك آلة إعلامية عملت على اصطناع ما يسمى “الربيع العربي” وأنه كان على إعلامنا أن يكون جاهزاً لمواجهة هذا الغزو الإعلامي.
واستعرض الزميل عبيد الدور الذي لعبه الإعلام في غزو العراق وحرب تموز عام 2006 وتصدي الإعلام المقاوم لآلة الإعلام المعادي، إضافة إلى دور ممارسات الإعلام المغرض ومشاركته في سفك الدم السوري وجهود وسائل الإعلام للتصدي لهذا التضليل الإعلامي من خلال إظهار الحقائق.
وكان الباحث زكريا شحود قد لفت في بداية الجلسة إلى دور الإعلام في صياغة الرأي العام وتوجيهه بما يتوافق مع الرؤى الوطنية وتطويره ليواكب تطورات الأحداث في سورية، خاصة مع الانتصارات التي يحققها أبطال الجيش العربي السوري والتوجه نحو البناء والإعمار.
حضر أعمال اليوم الثاني سلمى شيخ حنا عضو قيادة فرع حلب للحزب وعدد من أمناء وقيادات الشعب الحزبية وحشد من المهتمين و المفكرين و الباحثين.