ثقافة

محي الدين محمد: على كل إنسان تكريس طاقاته لخدمة الجسد الوطني

ليس من السهل أن يكون المرء شاعراً وقاصاً وأديباً وباحثاً وناقداً أدبياً ومدرساً للغة العربية في آن واحد، كما هو حال محي الدين محمد الذي جمع على مدى عقود محطات أخذته أيضاً بعيداً عن هذا “الكار”، لكن شيطان الشعر وسوسة الأدب المسكونان بداخله أعاداه بقوة وسرعة إلى حضنهما وكنفهما ليصل به المطاف مترأساً فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس..
“البعث” التقت الأديب محي الدين محمد فكان الحوار التالي حول الدور الذي يؤديه فرع اتحاد كتاب طرطوس حيث قال:
نعمل على إقامة نشاطات شبابية للجيل الشاب من خارج الاتحاد وإقامة المسابقات والأماسي الشعرية والقصصية، والقراءات النقدية لعدد من الأعمال الشبابية وغيرها، والمشاركة في لجنة تمكين اللغة العربية وإقامة المحاضرات في المراكز الثقافية حول ثقافة الانتماء الوطني التي تستمد أفكارها من ثقافة التنوير التي طرحها اتحاد الكتاب العرب في دورته التاسعة.
وعن التواصل مع أدباء المحافظة يقول: يتم التواصل الاجتماعي مع الفعاليات المختلفة في المحافظة لإيضاح ما يحدث في الوطن جراء الهجمة الاستعمارية الجديدة لاغتيال القرار السوري وتمزيق وحدة الدول العربية الثلاث مصر – سورية – العراق وفقاً لأنظمة الثقافة اليهودية العالمية أو ما يسمى بثقافة العولمة، وقد لقيت الحرب على سورية ترحيباً من أنظمة عربية ساهمت في تقديم المال والسلاح للعصابات الوافدة من كل أقطار العالم، وإذا كان المثقف العضوي معني بما يجري حوله فإن أعضاء الاتحاد في فرع طرطوس يتابعون أداء واجباتهم لا سيما فيما يقدمونه من أعمال أدبية مختلفة على مستوى الأجناس الأدبية شعراً أو قصة أو مقالة وحتى الرواية.
ويصف رئيس فرع كتاب طرطوس علاقته بالاتحاد الأم بدمشق بالجيدة وتقوم على فهم طبيعة العمل والتنسيق مع قيادة الاتحاد، لأن المكتب التنفيذي طرح شعار ثقافة التنوير وهي امتداد للتراث العربي الأصيل، وعمل على تطوير هذا التراث باتجاهات عدة أهمها المواقف الجريئة تجاه القضايا التي تعيشها سورية في هذا الزمن العربي المختلف.
وعن دور المثقف في ظل الحرب الكونية على سورية قال: لم نلمس مواقف إيجابية تجاه هذه الحرب ممن ادعوا الإنفلاش والابتعاد عن مهمة الكاتب في سورية لا سيما أولئك الذين انشقوا وابتعدوا وشكلوا تنظيمات معادية للخط الحضاري والإنساني لرواد الثقافة الأصيلة.
وعن الإجراءات التي قام بها اتحاد الكتاب العرب إزاءهم يقول: لقد قام اتحاد الكتاب العرب بمواقف إيجابية فقرر فصل الأعضاء المسجلين منهم وإبعادهم لأنهم استوطنوا أقاليمهم الداخلية بإيعازات من الخارج وقدمت لهم الأموال ليتحولوا هذا التحول لكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا شيئاً، كما أنه من واجب الاتحاد ملاحقة الأسماء التي تطرح شعارات معادية للجغرافيا السورية، وأفكاراً عاتمة ومضللة تسيء للوطن في حدوده الأربع وهذا هو موقف المثقف العضوي الحقيقي لأن المثقف مطلوب منه هذه الرؤيا التي يمكنه من خلالها أن يساهم محافظاً على وطنه وشعبه وكرامته، وقد علمنا التاريخ أن الإنسان الذي يملك قدرة حتى على مستوى برتقالة صغيرة عليه أن يعصرها ويحقق من خلالها إنعاشاً لجسده الوطني المخلص لجغرافيته بكل أبعادها.
وعن الحالة الثقافية والأدبية في المحافظة فإننا نتابع مايقدم من أعمال أدبية مختلفة، ونقف على كل ماتقدمه المؤسسات الثقافية أياً كانت الجهة التي ترعاها مثل “العاديات وغيرها…” وبتواصلنا مع الجيل الشاب استطعنا أن نحقق إنجازاً مهماً وهو توجيههم فيما يكتبون نحو قضية الوطن.
وعن رأيه بالمسابقات الأدبية فثمة أسماء استطاعت أن ترقى للنجاح والتفوق نظراً لامتلاكها الثقافة الفطرية بلباسها الحضاري المشترك، وقد شاركوا في الشعر والقصة في سورية وخارجها كما في الكويت والخليج وكانت لهم مواقف وطنية مهمة مثل الشاعر ثائر إبراهيم وليندا إبراهيم وميرفت علي وغيرهم… وتمنى على الجيل الشاب أن يبقى متواصلاً مع الحدث الذي تمر به البلاد والذي يشكل ممراً ضرورياً للعبور إلى الأمن والاستقرار الذي عاشه الوطن عبر أزمنته الطويلة.
وائل علي