ثقافة

غسان عزب خلال تصوير “بقعة ضوء”: حاولوا تأطيري بأدوار الشر فلجأت إلى الكوميديا

يتابع الفنان غسان عزب تصوير مَشاهده في بعض لوحات مسلسل “بقعة ضوء” إخراج فادي سليم وهو الذي شارك في عدد كبير من أجزائه، حيث أكد على أهمية هذا العمل الدرامي في مسيرة الدراما السورية، والذي يجب أن نحرص على استمراريته التي لا يمكن أن تتحقق برأيه إلا بعد أن يتحول إلى مؤسسة قائمة بحد ذاتها تقوم بالتحضير له كل عام وفي وقت مبكر لضمان استمراره بسوية جيدة. ونوه إلى أن عدم وجود مثل هذه المؤسسة هو الذي يجعل أجزاءه متفاوتة المستوى بين عام وآخر، وأكبر مشكلة تواجه “بقعة ضوء” هي عدم توفر النصوص الجيدة للوحاته، وبالتالي فإن وجود مؤسسة باسمه تقوم على استكتاب الأقلام الجيدة منذ وقت مبكر سيحل هذه المشكلة، خاصة إذا كانت أبوابها مفتوحة للجميع، وأوضح أن كل المخرجين الذين تناوبوا على إخراجه كانوا جيدين ويسعده أنه ومن خلال “بقعة ضوء” تعاون مع الليث حجو وسامر برقاوي وهشام شربتجي.

أزمة عائلية
مسلسل “أزمة عائلية” الذي انتهى عزب من تصويره  مؤخراً ليس العمل الأول له مع المخرج هشام شربتجي الذي يصفه بشيخ الكار في الدراما السورية وقد سبق أن عمل معه في “بقعة ضوء-جرن الشاويش-المفتاح” واليوم وبعد غياب طويل نوعاً ما عاد ليتعاون معه في “أزمة عائلية” ليكتشف من خلال مشاركته بهذا العمل أن شربتجي كمخرج تغيّر كثيراً على صعيد حرصه الكبير على كل كبيرة وصغيرة دون أن يترك أية شاردة.. وعن المسلسل يقول عزب: مسلسل “أزمة عائلية” ينتمي لنوع السيت كوم من خلال عائلة تمر بالكثير من الأحداث التي يعالجها شربتجي بنفَس كوميدي، وما أسعده أيضاً في هذه التجربة كيف أن الممثلين المشاركين تحولوا خلال أيام التصوير التي امتدت على مدار شهرين لعائلة حقيقية، إذ أن ما يميز هذه التجربة أيضاً في مسيرته الفنية أنه مثّل مع أولاده للمرة الأولى وكان ذلك بالنسبة له تجربة سعيدة وغريبة، لأن المخرج عندما كان يوجه ملاحظات له دون أولاده كانت السعادة تملأ قلبه.

العراب
ومن أهم الأعمال التي شارك فيها عزب العام الماضي كان الجزء الثاني من مسلسل “العراب” مع المخرج حاتم علي.. وعن علاقته بعلي ينوه عزب إلى العلاقة القديمة التي تربطه معه وقد اجتمعا في بدايات علي الإخراجية لسهرة تلفزيونية من إنتاج عزب وحملت عنوان “مسرح بلا جمهور” وكذلك كان مخرجاً لعمل مسرحي من إنتاجه أيضاً حمل عنوان “مات 3 مرات” بالإضافة لمشاركة عزب فيما بعد بعدد كبير من الأعمال التي كان فيها ممثلاً وعلي مخرجاً، ولا يخفي عزب أن علاقته بعلي مرت بمراحل لقاء وغياب لأسباب كثيرة إلى أن رممت هذه العلاقة بمسلسلَي “أبواب الغيم” وعمر بن الخطاب وبعض الخماسيات التي اشتغل فيها، ومؤخراً بالجزء الثاني من مسلسل “العراب” الذي دعي له وكان سعيداً بمشاركته فيه.

سمرقند
أما العمل الثاني الذي شارك فيه عزب العام الماضي فقد كان مسلسل “سمرقند” ولا يخفي أن مشاركته بـ “سمرقند” كانت لإنقاذ موقف بعد أن انسحب أحد الممثلين حيث دعي للمشاركة فيه على وجه السرعة، فسافر ليلاً من سورية متوجهاً إلى موقع التصوير في الأردن ليقدم مَشاهده صباحاً ومباشرة أمام الكاميرا حتى دون أن يكون مطلعاً على السيناريو وكانت النتائج بشهادة الكثيرين مذهلة، ولا ينكر عزب أن مثل هذه التجارب مفيدة جداً له، خاصة وأنه في هذا العمل تعامل مع مخرج جديد وطريقة عمل مختلفة، لذلك كانت مشاركته بالنسبة له تجربة غنية في ظل وجود بذخ إنتاجي كبير فيها جعله يتذكر عز الدراما السورية في مرحلة من المراحل.
ويرى عزب أن العمل التاريخي صعب، والشخصيات التاريخية ليس من السهل تجسيدها سواء كانت موثّقة أو غير موثقة، فالشخصية التي لا مرجعية لها في العمل التاريخي تتطلب من الفنان الاجتهاد واستنباط شخصية بملامح معينة بالتعاون مع المخرج، أما أكبر مطب وقعت فيه بعض الأعمال التاريخية هو أنها تحولت لنمط على صعيد اللغة وطريقة الأداء، ويستثني من ذلك بعض الأعمال لحاتم علي ومنها مسلسل “عمر بن خطاب” الذي اعتمد فيه على طريقة أداء عفوية ولغة عربية صحيحة وبسيطة بالوقت نفسه، كذلك أكد أن الأعمال التاريخية وبعيداً عن الأزمة هي شكل درامي يتطلب تكاليف ماديّة باهظة على صعيد الديكور ومواقع التصوير والسفر والأزياء والمكياج، واليوم تكاد تختفي هذه الأعمال لتكلفتها المضاعفة في ظل ما نمر به في العالم العربي بعد أن توقفت المحطات الشهيرة عن إنتاجها والتي ساهمت في ازدهارها في مرحلة من المرحلة، أما المنتج الفرد فلا تستهويه هذه الأعمال المكلفة، خاصةً وأنها تباع بنفس القيمة التي تباع فيها الأعمال المعاصرة الأقل كلفة، واعترف عزب أن المحطات التي أنتجت أهم الأعمال التاريخية في فترة من الفترات لم تفعل ذلك بهدف الربح وإنما لبثِّ رسائل معينة، خاصة وأن هذه الأعمال تتحمل التأويل والإسقاطات، وبالعودة قليلاً إلى الوراء يتذكر عزب وهو أحد الفنانين المشاركين في مسلسل “الطريق إلى كابل” الذي كان يحكي عن (المجاهدين) العرب في أفغانستان، وكيف قامت قطر المنتجة له بعد بيعه لقناة الـ ام بي سي بإيقافه بعد أن وجدت أن طريقة الأداء فيه حرفت المسلسل عن أهدافه في تمجيد تنظيم القاعدة الإرهابي وأميركا، ورضيت أن تدفع مبالغ مالية خيالية لإيقافه حتى لا تهتز صورة أميركا في المنطقة.

أدوار الشر
ذهب عزب باتجاه الكوميديا من خلال أعمال الشر التي كانت تنهمر عليه من قبل المخرجين، آسفاً لأن معظم المخرجين حاولوا تأطيره بأدوار الشر فما كان منه إلا أن لجأ إلى الكوميديا بأدائه لهذه الأدوار بحثاً عن ما هو جديد وخوفاً من تكرار نفسه، ويوضح أنه كان مضطراً لذلك لأن الممثل لا يختار أدواره وإنّما تُعرض عليه، وما كان يُعرض عليه كان معظمه ضمن إطار أدوار الشر، فما كان منه إلا أن تحايل على هذا الموضوع ليقدم أدوار الشر بلمسة كوميدية للفتِ انتباه المخرجين إلى أنه كممثل قادر على تقديم كل أنواع الشخصيات، واعترف أن بعض المخرجين كانوا لا يقبلون ذلك لأنهم كانوا يريدونه كما اعتادوا أن يشاهدوه.
أمينة عباس