مع انطلاق ندوة الأربعاء الثقافية اليوم د. مروة: محاولة الخروج من عباءات التقليد
انطلاقاً من قناعته أن ما يجري في سورية سببه ثقافي، وبالتالي فإن الارتقاء بالثقافة يجعلنا قادرين على الخروج مما نحن فيه، ورغبة منه في تسليط الضوء على عدد من الشخصيات السورية التي تم إغفالها والتي لم تلقَ الرعاية والاهتمام اللازمين كان مشروع د. إسماعيل مروة ندوة الأربعاء الثقافية الشهرية التي سترى النور اليوم في مكتبة الأسد بدمشق من خلال الندوة الأولى التي تحمل عنوان “الشاعر خير الدين الزركلي شاعر الوطن” .
ندوة كل شهر
ويوضح د. مروة أنه وبعد تسلّم الأستاذ محمد الأحمد مقاليد وزارة الثقافة التقى عدداً من العاملين في حقل الثقافة للتشاور، لاستمزاج الرأي حول المشروعات التي يمكن أن تشكل رافداً للعملية الثقافية، بحيث تتولى وزارة الثقافة مهمة القيام بها والإشراف عليها، فقدم مروة مشروعاً يقوم على إقامة 12 ندوة بمعدل ندوة كل شهر تُعقَد تحت عنوان “ندوة الأربعاء الثقافية” مشيراً إلى أنه وضع مخططاً لهذه الندوات كاملة بحيث يكون لكل ندوة عنوان وعدة مَحاور، فنالت الفكرة الدعم على أن يكون هذا المشروع وكل المشروعات المطروحة دون تدخّل من الوزارة إلا في قضية مراجعة برامجها لتكون ذات فائدة.
موضوعية وعلمية
ويشير مروة إلى أنه اختار مجموعة من الشخصيات السورية لتكون مواضيع لهذه الندوات، وأوضح أن مشروعه يتناول 10 شخصيات، بالإضافة إلى موضوعين فكريين هامين يمكن أن يشغلا الشارع السوري، وستكون البداية مع الشاعر خير الدين الزركلي شاعر الوطن الذي أعطى ذوب إحساسه لسورية ودمشق خلال حياة كاملة وقد عاش ومات غريباً ولم ينَل حقه من التكريم برأي د. مروة الذي نوه إلى أنه تم اختيار مجموعة من الباحثين والأدباء لكل ندوة، وأكد على دقة الاختيار حرصاً على عدم تكرار الأسماء بحيث لا يشارك الأديب أو الناقد الواحد في الندوات إلا مرة واحدة، مع الابتعاد عن الأسماء المطروحة في الفعاليات السابقة، وقد تم تكليف أساتذة ونقاد وأدباء لإعداد الدراسات المناسبة للندوات، شريطة أن تكون أكاديمية وموثقة لتكون موضوعية وعلمية، وحتى لا تكون دراسات بلاغية أو إنشائية، وهذه الأبحاث سيتم تسلمها من الباحثين بالتشاور معهم حول التعديلات المطلوبة -إن وجِدَت- وقبل موعد الندوة سيتم تسليم هذه الأبحاث على “CD” للهيئة العامة السورية للكتاب لتقوم بإعداد كتاب شهريّ بعنوان “كتاب الأربعاء الشهريّ” ونوّه إلى أنه إضافة للكتّاب سيكون هناك نوع من الذكرى تقدَّم عن الأديب كلوحة تذكارية.
في حضرة الزركلي
في ندوة الأربعاء اليوم وقع الاختيار للمشاركة في الندوة على د.محمد شفيق البيطار رئيس قسم اللغة العربية في جامعة دمشق، وهو باحث وناقد أكاديمي من المراتب العليا بالتدقيق والتمحيص والمتابعة، وقد أعدَّ بحثاً مهماً عن كتاب الزركلي “الأعلام” ومكانته بين الكتب الأخرى، في حين أعد د.حسن الأحمد أستاذ النقد في جامعة دمشق بحثاً تناول شعر الزركلي الوطنيّ مع رؤية فنية ونقدية له، ليتناول الأستاذ أحمد المفتي الذي اعتنى بديوان الزركلي الذي تمت طباعته عام 1978 أي بعد وفاة الزركلي بسنتين بحثاً بعنوان “صورة عن قرب.. ساعتان في حضرة الزركلي” ليقدم د. مروة رؤية بانورامية حول الزركلي .
حوار مع الزركلي
ولزيادة الإفادة يبين مروة أن كتاب الأربعاء الشهري الأول سيتضمن حواراً مع الزركلي كانت د. نجاح العطار أجرته معه في بيروت ليكون الكتاب تكريمياً ونقدياً عن الزركلي بعيداً عن الإنشائية والمعلومات المكررة، وبيّن د.مروة أن الندوة ستبدأ بالتعريف بهذا المشروع والهدف من تقديم هذه الأسماء السورية التي أحبت سورية بشكل كبير.. ويعوّل د.مروة على هذه الندوات كثيراً من مبدأ أن مقاومة الحرب لا تكون إلا بإعادة نوع من الطقوس في العلاقات كالتجمعات الثقافية التي تختلف عن طقوس المقاهي لاستقطاب الجمهور، وأكد أن اختيار مكتبة الأسد لاحتضان هذه الندوات لم يأتِ من عبث وإنما لرمزية هذا المكان وأهميته في حياتنا الثقافية.
أمينة عباس