ثقافة

ريــم عبـد العـزيـز.. الفــن والسـياســة لا حــدود لهمــا

الفنانة ريم عبد العزيز أول مخرجة “فيديو كليب” في سورية، إضافة إلى مشاركاتها الدرامية ودخولها تجربة الإخراج التلفزيوني بمسلسل “توب فايف”، الذي سيعرض ضمن أعمال دراما 2017، وتأتي هذه النقلة النوعية بعد نجاح فيلمها الروائي القصير”فقط إنسان” الذي تناول الأزمة بشكل إنساني من خلال البعد النفسي للحبّ والفقد، وحالياً تحضر لإطلاق فيلمها الجديد “أوكسجين”.

الفنّ لاحدود له
حمّلتها صفة المخرجة مسؤولية كبيرة، جعلتها تصقل موهبتها بإتباع دورة الدبلوم السينمائي، فسألتها ماذا تضيف إليك هذه الدورة وأنت خضت تجربة الإخراج بنوعيه الفيديو كليب والسينمائي؟. فأجابت: “الفنّ والسياسة لاحدود لهما، والدبلوم يمنحني خبرة من قبل أساتذة نفتخر بهم، وبرأيي إن تجربة السينما السورية ليست فقيرة لكنها في الوقت ذاته ليست ثرية، لأنها اعتمدت على المهرجانات وعلى سينما المؤلف، فالسينما بحاجة إلى نهضة جديدة تقدمها المجموعة القادمة من الشباب الذين اتبعوا دورة الدبلوم، لاسيما أن عدداً من الفنانين قرروا الانضمام إلى الدورة لإغناء تجربتهم. وحالياً أحضّر لفيلم روائي قصير من إنتاج المؤسسة العامة للسينما بعنوان”أوكسجين”، وهو تجربة جديدة إذ يتناول الأزمة من زاوية أخرى بعد أن أضفت مشاعري إلى تبعات الأزمة وانعكاساتها بشكل يختلف عن فيلم “فقط إنسان”، كما أحضّر لفيلم من مشروع منح الشباب كوني من طلاب الدبلوم بمشاركة أحد الزملاء وسيكون مفاجأة للجمهور، وأنا حريصة كمخرجة سينمائية على متابعة اللقطة السينمائية وعلى خوض المغامرة والجرأة، وما يعنيني أيضاً البحث عن النجم السينمائي بعيداً عن النجم التلفزيوني، فالمشاهدون اعتادوا على ظهور بعض الفنانين في الدراما التلفزيونية ويتكرر ظهورهم بالسينما، وبرأيي هم يذهبون إلى السينما لمتابعة نجوم السينما والدور الذي يقوم به النجم السينمائي.
وهل كان الفيديو كليب جسراً إلى السينما؟.
بعض وجهات النظر تعتقد أن الفيديو كليب مادة استهلاكية مع أنه عمل فني متكامل، ومخرج الفيديو كليب يمتلك إحساس الصورة واللحن والتقطيع وحرفية المقولة من خلال ثلاث دقائق، فالمخرجون محمد عبد العزيز وسعيد الماروق وعادل عوض، بدؤوا بإخراج الفيديو كليب وأبدعوا فيه، وكوني تربيت في بيت غنائي فلديّ شغف بالغناء وأحببت تجربة الفيديو كليب، ومنها انطلقت إلى السينما العالم الأوسع والأشمل لأحقق طموحي. وحالياً يوجد تعاون بيني وبين وزارة السياحة لإخراج أغنية “ع الحق ما بتعلى كلمة” بصوت سمر عبد العزيز.

عدم التركيز على الأزمة
وكانت الفنانة عبد العزيز أطلت العام الماضي بعدة مشاركات، وقد أحبها المشاهدون في البيئة الشامية بمسلسلي “طوق البنات وعطر الشام” وفي هذا العام ستطل في مسلسل “الرابوص” إخراج إياد نحاس، فسألتها ماذا عن دورك فيه؟ ولماذا أنت مقلة بأعمالك رغم جماهيريتك؟ فأجابت:
رغم أن شخصيات العمل أغلبها سلبية إلا أنني أؤدي شخصية إيجابية تشجع صديقتها على تجاوز محنتها، لاسيما أن العمل ينحو نحو التحليل النفسي. أما عن قلة مشاركاتي فأعتقد بسبب أمراض الدراما التي ازدادت بكثرة في الأزمة، علماً أن الأزمة موجودة في داخلنا، والمشكلة الأساسية في الصيغة الجديدة التي يتعامل من خلالها المخرجون والمنتجون، فنتج عنها سوء توزيع للفنانين، واستقطاب لوجوه مستهلكة، نتمنى أن تتجاوزها دراما 2017، وأن تتنوع موضوعاتها الاجتماعية، وعدم التركيز على الأزمة السورية في خانة العروض، فبعض الأعمال أُغرقت بالواقعية التقريرية وبدت كأنها أخبار، وبعضها الآخر كان يسوغ الأخطاء بشكل غير منطقي لمحاكاة الأزمة، ومن وجهة نظري أنه بالإمكان طرح الأزمة بشكل مختلف عما طرح سابقاً بأن يتوجه النصّ نحو البعد الإيجابي، ولا نعلل فساد الأخلاق والانحرافات ولا نخلط الأوراق، وفي منحى آخر عدم تكريس الفنانين وتكرار الشخصيات التي يؤدونها.

دماء جديدة
وعن عملها الدرامي الذي قامت بإخراجه، تحدثت: أنتظر ردود فعل المشاهدين بعد عرض مسلسل “توب فايف” سيناريو محمد حميرة والمعالجة الدرامية لأحمد سلامة، وهو من نوع سيت كوم صُوّر في دمشق، ويعتمد على كوميديا الموقف وتدور أحداثه في مكتب ننتقد من خلاله شركات الإنتاج بأسلوب كوميدي هادف بمشاركة مجموعة من الممثلين، منهم ليث المفتي، راكان تحسين بيك، سمر عبد العزيز، لميس حسن، واعتمدت على الوجوه الشابة لأننا دائماً بحاجة إلى دماء جديدة لكن ليس بالصورة التي نراها باستقطاب الوجوه الجميلة، نحن بحاجة إلى الفنان الموهوب وإلى قيادة مخرج يدير الممثل، وسواء كنت ممثلة أم مخرجة  فإنني دقيقة بخياراتي وأبتعد عن العشوائية باختيار الدور من أجل الظهور أمام الكاميرا أو خلفها، فما يعنيني هو تقديم حالة إبداع وليس الحضور الفني.
ملده شويكاني