ثقافة

الدكتور وهب روميّة عضواً في مجمع اللغة العربية

” قال: والتاريخ؟

قلتُ: على السوريين أن ينسوا جزءاً من تاريخهم، ولاسيما تاريخهم القريب، ليضيفوا على تاريخهم الشعور بالتناغم والانسجام، شأنهم في ذلك شأن أمم الأرض قاطبةً.” هذه الكلمات تضمنتها كلمة الدكتور وهب أحمد رومية في مجمع اللغة العربية لمناسبة استقباله عضواً جديداً في المجمع، بحضور كبير من أعضاء المجمع والمتخصصين والمهتمين.

وقد اختار شاعر العروبة سليمان العيسى ليكون محور كلمته. ومن المعروف أن د. رومية أستاذ الأدب القديم في جامعة دمشق.

الرؤية التوصيفية

افتتح جلسة الاستقبال د. مروان المحاسني بكلمة ترحيبية به ليساهم بإعادة اللغة أكد خلالها أهمية الذاكرة الجمعية، ومكانة الأدب الجاهلي في حمل الصور الحيّة عن العلاقات الإنسانية في البادية،وعن شفرات تجمع القبائل في بيئة مترامية الأطراف، والرؤية التوصيفية للطبيعة، وتطرق إلى الرؤية التي تستند إلى مقومات حسية وعناصر أهمها التحليل. وتابع عن ترميز المشهد والتخيّل، لينتقل إلى مسار الشعر الصوفي.

سيرة ذاتية

أما د. ممدوح خسارة من أعضاء مجمع اللغة العربية فقدم في كلمته مايشبه السيرة الذاتية للدكتور رومية، إذ حصل على الإجازة في اللغة العربية وآدابها من جامعة دمشق، ثم على الماجستير في الدراسات الأدبية من جامعة القاهرة، ثم على الدكتوراه من الجامعة نفسها بمرتبة الشرف الأولى عام 1977.

وعن مؤلفاته فله خمسة كتب”الرحلة في القصيدة الجاهلية –وهو موضوع رسالته في الماجستير-، قصيدة المدح في العصر الأموي –بنية القصيدة العربية-شعرنا القديم والنقد الجديد- الشعر والناقد من التشكيل إلى الرؤيا.” إضافة إلى أبحاث نُشرت في مجلات علمية متخصصة وثقافية. كما تحدث عن مسائل تتعلق بلغتنا العربية، منها أن المشكلات اللغوية التي نواجهها هي نفسها التي كنّا نواجهها في خمسينيات القرن المنصرم، لينهي كلمته بقوله”إن العمل اللغوي الدائب والجاد والمستوي على جناحين من أصالة حقيقية، ومعاصرة فاعلة خلاقة، كفيل ببقاء عربيتنا حيّة علمية وعالمية”.

 

إيماني بقيمة العمل

وألقى د. وهب رومية كلمة جاء فيها:”شرّفني مجمع اللغة العربية بترشيحي لعضويته، فأوجب عليّ حقّ الشكر والامتنان والتقدير للأستاذ الدكتور رئيس المجمع مروان المحاسني وللأساتذة الكرام أعضاء المجمع واحداً واحداً، وأضاف: الشكر أولاً وأخيراً لسيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد الذي شرّفني بموافقته على الترشيح، فعزز إيماني بقيمة العمل وكرامة الصواب، ولم تكن موافقته تكريماً وتشريفاً لي وحدي، بل كانت تكريماً وتشريفاً لكل محب لهذه اللغة، ولكل غيور عليها، وكانت تعبيراً عن إيمانه العميق بلغة أمته التي هي أهم مقوّم من مقوّمات هذه الأمة. وتابع بأن مصير اللغة مرهون بمصير أبنائها ترتقي وتنتشر وتتطور بارتقائهم وتطورهم وقوتهم، وتنحط وتتراجع بانحطاطهم وضعفهم وضمور دورهم الحضاري. وتحدث د. رومية عن مخاطر انتشار لغة العربيزي في مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، إضافة إلى إدراج كلمات باللغة الإنكليزية في متن الحديث حتى من غير المتقنين لها، وانتشار العامية في وسائل الإعلام، ليخلص إلى أن مصير خوفه على اللغة العربية ليس ناشئاً من اللهجات العامية التي نلهج بها في شؤون حياتنا اليومية، بل هو ناشئ من استخدام هذه العاميات في المنابر الثقافية والإعلامية، وهو ناشئ قبل ذلك من هيمنة اللغات الأجنبية على العربية ومحاصرتها.

خير شاهد

ثم قدم دراسة مطولة عن الشاعر سليمان العيسى الذي وصفه بشاعر العروبة الأول ومعلم الأجيال، وهو خير شاهد على الإنسان العربي المؤمن بالصيرورة التاريخية، والمتمرد على واقعه، والمتحدي لشروطه التاريخية، والجدير بالإنسانية، والحالم بغد أجمل وأكمل.  فجمعت دراسته بين جوانب من سيرته الذاتية”  وقراءات نقدية لأدبه ليتحدث عن الكثير من إنجازاته في مجال الترجمة كونه  يتقن اللغتين الإنكليزية والفرنسية ويلمّ بالتركية، فترجم الكثير من روائع الشعر الحديث وقصص الأطفال إضافة إلى كتابته للأطفال، ليتوقف عند مفهوم الشعر لدى الشاعر العيسى إذ يرى أن الحياة هي مادة الشعر الأولى، وتابع عن عنصر الموسيقا في شعره ونثره، واعتماده على الواقع العربي والتراث كأهم مصدر لشعره.

ملده شويكاني