ثقافة

“الخير برضاكِ” المدرّسة الأولى.. فادي الشيحاوي يتلو فعل الندامة

مع حلول عيد الأم أصبح الفيلم التلفزيوني “الخير برضاكِ” جاهزاً للعرض على شاشة الفضائية السورية، وهو من تأليف طلال محفوض، وإخراج فادي الشيحاوي، وإنتاج التلفزيون العربي السوري، والفيلم كما صرح محفوض  إهداء لأمه، وكل الأمهات بمناسبة عيد الأم، وهو يتحدث عن دورها في حياتنا كمدرّسة أولى تنير لنا الطريق نحو معرفة الحق، وكيف أن رضاها يعني الخير والرحمة والنور، مؤكداً أن رسالة الفيلم إنسانية، وهي موجهة لكل شخص عاق الوالدين، والتأكيد على  الأم كقيمة عظيمة، وضرورة أن نعبِّر عن أهمية هذه القيمة، وهي على قيد الحياة.. من هنا أراد محفوض أن يقول لمن يجهل ولا يدرك أهمية هذه القيمة: إن الأم هي الدنيا والحياة.

لجميع الأمهات

وعبّر المخرج فادي الشيحاوي عن سعادته، وهو يقوم بإخراج عمل يخص جميع الأمهات اللواتي يحملن بدواخلهن كل مناهج وقيم الحياة الفاضلة والخيّرة، مؤكداً أنه من الصعب على أي منا أن يقدّم في مدرسة الأم ما يضاهي تلك المدرسة التي نبقى فيها طلاباً في الصفوف الأخيرة، منوهاً إلى أنه عندما كُلِّف بالعمل كان وجه أمه أمامه ومن خلال وجهها ونور عينيها كانت لقطاته، وكانت سعادته التي لا تُوصف.

عطاء لا يُقدَّر

أما الفنان أكرم التلاوي الذي يجسّد دور الجد الذي يعيش مع عائلة ابنه، وهو شخص مقعَد، فيبيّن أن هذا الجد شاهد عيان على المشاكل التي تحدث ضمن العائلة، وعدم تقدير الأولاد لنضال الأم، وما تبذله من جهد، وهذا كله كان يحزّ بنفسه، وهو غير قادر على فعل شيء، مشيراً إلى أن الدور مؤثر جداً، وتجسيده مسألة ليست سهلة، خاصة أنه لا يعتمد على الحوار، بل على الانفعالات الداخلية، مؤكداً أنه حاول تجسيد ذلك بطريقة عفوية وطبيعية بعيدة عن المبالغة، وأثنى التلاوي على أهمية الفيلم، ورأى ضرورة وجود عشرات الأفلام التي تتناول حياة الأم بحيث يتناول كل فيلم جانباً من جوانب حياتها بعيداً عن المباشرة التي لايفضلها، وذلك من خلال تسليط الضوء على تفاصيل حياتها اليومية، واهتمامها ببيتها وأولادها، ومعاناتها في العمل إن كانت تعمل.. كل ذلك بعيداً عن الشعارات والتركيز على الجانب الإنساني، وأوضح التلاوي أن عطاء الأم لا يُقدَّر بثمن، والأم السورية لديها اليوم جوانب كثيرة من الضروري تسليط الضوء عليها، منوهاً إلى أن الدراما السورية، ومنذ بداياتها، تناولت مواضيع هامة تتعلق بالمرأة بأشكال درامية مختلفة، فقدّمت أعمالاً هامة دون أن ينكر أنها تراجعت على هذا الصعيد، وراحت باتجاه المواضيع التجارية التي تسيء للمرأة بشكل عام، وللأم بشكل خاص بحيث أصبح دورها في أي عمل تزيينياً، وليس توظيفياً من خلال تناول سطحي لبعض موضوعاتها.

في حين أشار الماكيير غياث بركات إلى الدور الكبير الذي يلعبه المكياج في بلورة ملامح الشخصيات في أي عمل، وهذا يجعل الماكيير الشخص الأول الذي يجلس معه المخرج لرسم الشخصيات الموجودة في النص، منوهاً إلى أن أبرز المطبات التي يقع فيها البعض عادةً عدم قراءة النص بشكل جيد بحيث لا يعبِّر المكياج عن الانفعالات الداخلية والحالات التي تعيشها الشخصية، مبيناً “بركات” أن الفنان الحقيقي يتقبَّل عمل الماكيير، ويساعده في تقديم شخصية واقعية حقيقية.. من هنا وباعتبار أن العائلة في فيلم “الخير برضاكِ” عائلة بسيطة فإن الشخصيات لم تحتَج إلّا لتحديد ملامح، وتجميل بسيط للبشرة، لأن الشخصيات لا تتحمل أكثر من ذلك.

الفيلم من بطولة سلوى حنا-أكرم التلاوي-رغداء هاشم-طلال محفوض والأطفال : شادي وربيع جان، آية محفوض، سيلين قاسم.

أمينة عباس