ثقافة

“معتقلونا أمانة في أعناقنا” لقاء تضامني مع إضراب الأسرى الفلسطينيين

 

 

يواصل الأسرى الفلسطينيون   في سجون الاحتلال الاسرائيلي إضرابهم عن الطعام لليوم التاسع على التوالي مطالبين باستعادة جميع حقوقهم، وتضامناً مع صمودهم  أقام فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب أمس لقاءً تضامنياً حمل عنوان (معتقلونا أمانة في أعناقنا).

 

 

دور إنساني

 

في البداية دعا الأسير المحرر مدحت صالح المنظمات الحقوقية  الدولية للعب دورها القانوني والإنساني والعمل لإطلاق سراح جميع أسرى الجولان، فهم يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي في زنزانات الاحتلال، ثم تناول حياة الأسير صدقي المقت عميد المعتقلين في السجون الصهيونية الذي هو من مواليد مجدل شمس، وبادر مع رفاقه إلى تأسيس خلية للحركة الوطنية واشترك في عمليات المقاومة، وكان ناشطاً في أوساط الطلبة والشبيبة قبل أن تعتقله سلطات الاحتلال في عام 1985 بتهمة المقاومة، وقد خضع إلى التحقيق المكثف من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلي، وأصدرت المحكمة عليه حكماً جائراً بالسجن لمدة 27 عاما، وأوضح أن المقت قال في المحكمة “أمضيت سنوات طويلة في السجن الإسرائيلي، وأنا أبارك الشعب العربي السوري وأبارك جنودنا وعلى رأسهم القائد بشار الأسد”.

 

 

مطالب الأسرى

 

من جانبه  تحدث د. محمد أبو ناموس عن المقاوم جورج عبد الله المعتقل في السجون الفرنسية، فقد كان جورج حسن المعشر وحازماً في اتخاذ القرار ومحط محبة وتقدير، وكان دائم الحث عن تصعيد المقاومة والتلاحم اللبناني الفلسطيني وضرورة المشاركة العربية في تحرير فلسطين، وقد أعلن الإضراب تضامناً مع الحركة الأسرية الفلسطينية التي تخوض معركة الكرامة والحرية في سجون الاحتلال الصهيوني، كما يشارك في الإضراب ثلة من المعتقلين السياسيين في السجون الفرنسية، ولاسيما أن الإضراب عن الطعام هو ضربة ضد العدو وأساليبه لكي يرضخ لمطالب حركتنا الأسيرة التي ساعدت في تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام، لافتاً إلى أن مطالب الأسرى هي: إيقاف الاحتجاز الإداري، وإنهاء الحبس الانفرادي، وتحسين الرعاية الطبية، وإطلاق سراح السجناء المعوقين، وإتاحة مشاهدة المزيد من القنوات التلفزيونية، وتوفير مزيد من الاتصالات الهاتفية مع الأقارب وزيادة عدد الزيارات العائلية، وبيّن أن مختلف المناطق الفلسطينية شهدت مظاهرات شبه يومية للتضامن مع المعتقلين المضربين عن الطعام.

 

 

مقاطعة

 

أما عن “كيفية دعم إضراب الأسرى اقتصادياً” فأوضح د. نزار عبد الله  أن الأمة العربية لديها موارد ثرية جداً مما جعلها مطمعاً للغزاة والمستعمرين، ونحن نستورد بعشرات المليارات من الدول الغربية سواء (الدواء، والمواد الغذائية، والسيارات، والآليات) وعبر ذلك نعطي العدو القوة لكي يستبد بنا ويدمرنا، داعياً إلى التخفيف من الاستيراد من الدول الاستعمارية ومقاطعتها عن طريق التصنيع المحلي، أو الاستيراد من دول صديقة، وتخفيض إنتاج المواد الخام لرفع الأسعار، فنحن نملك أوراق ضغط كبيرة وعلينا استثمارها، خاصة أن الاتحاد الأوروبي يعاني أزمة اقتصادية، ومع إيقاف الاستيراد منه ستتفاقم مشاكله ويؤدي ذلك إلى ضعفه.

 

 

قواعد الإضراب

 

كذلك رأى الأسير المحرر أحمد أبو سعود أن الإضراب خطوة إستراتيجية لا يتم اعتمادها إلا نتيجة ظروف خاصة وبعد محاولات عديدة وغير مجدية للحصول على الحقوق، لافتاً أن لهذا الإضراب قواعد وهي ضمان الحد الأدنى من الوحدة الأسرية، ووجود قيادة لهذا الإضراب متفق عليها، وأن تكون المطالب والأهداف واضحة، مع وجود احتضان من قبل مؤسسات داعمة للإضراب للوصول إلى الإعلام لإيصاله للرأي العام، مما يؤدي للضغط على العدو الذي لا يستجيب للحوار، وبيّن أنه من خلال ذبول وضعف الأسرى يعلم العدو أننا مستعدون للموت كرمى لحقوقنا، وأضاف أن عامل التهيئة للإضراب هو عامل مهم من خلال التوعية والثقافة والوعي لتهيئة قاعدة الحركة الأسيرة لدخول الإضراب.

 

 

فصل جديد للمقاومة

 

ووجه الأستاذ احمد صالح التحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال، فهم أسرى الحرية والمدافعون عن صفوف شعبنا، لافتاً أن يوم الأسير في هذا العام يتزامن مع بدء حركة جديدة ضد الاحتلال وسجانيه يخوضها الأسرى بأمعائهم الفارغة ضد الظلم الذي يمارس بحقهم، في معركة تهدف إلى استرداد حقوقهم المشروعة والتجاوب مع احتياجات ومطالب الأسيرات الفلسطينيات بالنقل الخاص واللقاءات بدون حواجز، وإدخال الكتب والصحف والملابس والمواد الغذائية، وأوضح أنه بدأ نحو 1500 أسير فلسطيني  منذ تسعة أيام في سجون الاحتلال إضراباً عن الطعام، ومن المتوقع أن يرتفع العدد مع استمرار الإضراب للضغط على إدارة السجون الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الأسرى ومن قلب جدران القهر والحرمان كتبوا بصمودهم فصلاً جديداً في ملحمة الحركة الوطنية الفلسطينية.

 

 

لوردا فوزي