فادي زغيب يبدأ تصوير “شغف الشام”: يجب ألا نهرب من الواقع
بدأ المخرج فادي زغيب تصوير الفيلم التلفزيوني “شغف الشام” عن نص لرفيف قنديل إنتاج قسم الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وبيّن زغيب أن ما أغراه في النص أنه يسلط الضوء على ما عاناه أطفالنا في ظل الأحداث الجارية حالياً، حيث تدور أحداث الفيلم حول طفلين قام والدهما بتهريبهما خارج منطقتهما التي وصل إليها الإرهابيون وقد ضحيا بنفسيهما في سبيل إنقاذ والدهما، ليقول العمل أن السوريين مصرون على الحياة التي يجب أن تستمر من خلال أطفالنا رجال المستقبل.
قصة واقعية
يتناول نص “شغف الشام” قصة واقعية من حياة السوريين في ظل الحرب، ويبيّن زغيب أنه مع التناول المباشر لما يحدث في سورية لتقديمه بشكل حقيقي انطلاقا من إيمانه أن أي عمل بعيد عن الواقع هو عمل غير مقبول لأننا يجب ألا نهرب من واقعنا الذي نعيشه منذ سبع سنوات وقد عانى فيه الكبير والصغير.. من هنا يميل زغيب للمباشرة في الطرح لأن أي تلميح أو ترميز أو إسقاط في تناول ما يحدث بات أمراً غير مبرر، ويوضح زغيب أن اعتماد الفيلم على طفلين في أداء الشخصيتين الأساسيتين وإن كان مغامرة بحد ذاتها إلا أنه يشير إلى أنه لا يخشى من هذه المغامرة، خاصة وأنه ابن مسرح الطفل وأحد مؤسسي مسرح الطفل في مديرية المسارح والموسيقا وله عدة تجارب مع الأطفال، وهذا أعطاه خبرة في كيفية تعامله معهم، إلى جانب ثقته الكبيرة بالطفلين اللذين سيجسدان الشخصيتين الأساسيتين وموهبتهما في التمثيل، الأمر الذي سهَّل عليه الأمر كثيراً.. وعلى الرغم من أن الحرب على سورية طالت الكبير والصغير إلا أن الطفولة دفعت أثماناً باهظة، والمؤسف برأي زغيب أن الأعمال الدرامية التي سلطت الضوء على معاناة أطفالنا ما زالت نادرة، مشيراً إلى أنه من واجب الدراما أن توثِّق الجرائم التي ارتُكِبَت بحق الطفولة، منوهاً إلى أن القطاع الخاص وحرصاً على تسويق أعماله لا تغريه الموضوعات التي تتناول الحرب، وما أنتِج منها لم يدخل في تفاصيل الحرب التي كانت مجرد خلفية.. من هنا تأتي أهمية وجود القطاع الحكومي المتمثِّل بقسم الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون ومؤسسة الإنتاج التلفزيوني في إنتاج أعمال عن الوضع في سورية، موضحاً أن مديرية الإنتاج في الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون كانت المنتِج الوحيد للدراما السورية وقد أنتجت أهم الأعمال الدرامية التي ما زالت في ذاكرة الناس، وخاصة تلك التي وثَّقت لأحداث مهمة كحرب تشرين التحريرية وبطولات نسورنا في الجيش العربي السوري والتي نحن بأمسِّ الحاجة لما يشبهها اليوم.
وعن رأيه بما أُنتِج من أعمال عن الواقع السوري يشير زغيب إلى أن أفضل الأعمال تلك التي قدمها المخرج نجدت إسماعيل أنزور، سواء الأعمال التلفزيونية أو السينمائية.
حكاية الصمود
وسبق لفادي زغيب أن قدم عدة أعمال درامية توثيقية، منها على سبيل المثال ثلاثية حكاية الصمود التي جمعت بين ما هو درامي وما هو توثيقي والتي تحدث فيها أبطال مطار كويرس وصمودهم لعدة سنوات من خلال لقاءات حية مع بعضهم، إلى جانب نسج حكاية درامية عن أم تتذكر ابنها عندما تخرَّج من الكلية الجوية طيلة فترة الحصار، بالإضافة لقصص أخرى.. وبين ما هو درامي وآخر توثيقي يؤكد زغيب أن القصة هي التي تفرض نفسها على العمل الدرامي أو التوثيقي والطريقة التي ستقدَّم فيها، وأشار إلى أهمية العمل التوثيقي وضرورته، وبيّن أن أحداث الثمانينيات التي وثِّقت تمت إعادة بثِّها ونشرها في بداية الأحداث الحالية لنكتشف أن سورية منذ سنوات طويلة وهي تتعرض لمثل هذه الهجمات.
وعن خصوصية الفيلم التلفزيوني الذي كان له حضور في وقت من الأوقات يبيّن زغيب أنه طريقة لتقديم قصة جميلة وبالشكل البسيط الذي يصل لكل الناس، ونوه إلى أن القطاع الخاص لا يغريه هذا النوع من الدراما، ولذلك نجد أن ما يُنتَج في هذا المجال صادر عن التلفزيون العربي السوري.
دخل الفنان فادي زغيب عالم الإخراج من خلال ثلاثية من إنتاج التربوية السورية وكانت بعنوان بين “الأحراج المتكاتفة” ومن ثم “حكاية الصمود” ويحزنه أن مهنة الإخراج صارت مستباحة من قبل الكثيرين بفضل الدخلاء على مهنة الإنتاج الذين حولوا أشخاصاً عاديين إلى مخرجين بسبب قلة الأجور التي يطلبونها، وتمنى لقسم الإنتاج في الهيئة أن يكون حاضراً على صعيد إنتاج الأعمال الدرامية كعهده السابق.
يشارك في تجسيد شخصيات الفيلم الفنانون: يوسف المقبل، مادونا حنا، أديب رزوق، مرح زيتون، فراس حسن، عبد الناصر مرقبي، إبراهيم عيسى، مازن لطفي، مروان خلوف، بسام دكاك، نهاد إبراهيم، حسن حناوي، فاطمة سعد، رجاء قوطرش، والطفلان ميرا وربيع جان.
أمينة عباس