ثقافة

باقة ورد جمعت أرمينوهي سيمونيان وباغبودريان:

إعجاب بالاحترافية العالية

باقة الورد التي قدمها المايسترو ميساك باغبودريان للمايسترو أرمينوهي سيمونيان بحضور السفير الأرمني في سورية د.أرشاك بولاديان وسط تصفيق الحاضرين في مسرح الأوبرا بعد انتهاء أمسية موسيقا كلاسيكية للفرقة السيمفونية الوطنية السورية، تدل على لقيادتها وتمكّنها من التواصل الدقيق مع العازفين الرائعين الذين وصفهم العازف العالمي يوجين ماريا فاجاني “بالجوهرة الماسية”. وبدت أرمينوهي سعيدة جداً في شكرها العازفين الذين سطروا معها نجاحاً جديداً لسيمفونية سورية.

وسيمونيان عُرفت باختيارها البرامج الصعبة وغير المألوفة ارتأت في هذه الأمسية أن تقترب أكثر من الجمهور بانتقاء مقطوعات تطغى عليها روح الموسيقا الحيوية النشطة، وتألقت اختارت أن تشارك غادة حرب -غناء أوبرالي- التي تملك حضوراً آسراً على المسرح، وبمشاركة عازف الأوكورديون الأول وسام الشاعر الذي يتصف بمشاركاته العالمية مما أضفى على الأمسية أجواء ممتعة وجميلة شدّت انتباه الحاضرين.

تميّزت الأمسية بشكل عام بالتنوع-وإن هيمنت عليها الكلاسيكيات الإيطالية- من حيث البرامج والأنماط الموسيقية والإيقاعات الحيوية الراقصة في مواضع مع الهدوء الموسيقي في مواضع أخرى، ليكتمل المشهد الموسيقي بحالات قوة وتفاعل درامي في مواضع، وشكّلت تقنية النقر على الوتر سمة واضحة ضمن تقنيات العزف مع خاصية التكثيف والتسارع الموسيقي للجمل الموسيقية القصيرة والرشيقة، والاعتماد على جزء من كل باستخدام بعض الآلات لتتناغم فيما بينها وتنفرد باللحن، ومع مستويات متعددة للصوت والخطوط الموسيقية وفق التداخل والانتقالات السريعة.

القفلة المفاجئة

بدأت الأمسية بافتتاحية أوبرا”حلاق إشبيليا” من كلاسيكيات الأوبرا الإيطالية، ومن أجمل ما ألّفه روسيني -وهي مألوفة للجمهور وعزفتها الفرقة سابقاً-بزخم موسيقي قوي وتكاملية بين الآلات، لتنتقل إلى المحور الأساسي لمندلسون السيمفونية رقم 4(الإيطالية)- التي كتبها المؤلف الألماني مندلسون أثناء زيارته إيطاليا فاستوحى ألحانها من انطباعاته- لتشغل الحيز الأكبر من الأمسية عبْر مساحة للوتريات مع دور آلات النفخ الخشبية وبحضور متناغم للكلارينيت والباصون كفواصل بصوت منخفض، ليعلو الصوت من جديد ويبدو حضور الكونترباص وآلات النفخ الخشبية، لينتقل أحد المشاهد الموسيقية إلى تشكيل جزء من كل بين الفيولا والكمنجة والكلارينيت لتنتهي بقفلة هادئة مفاجئة للجمهور.

الشاعر والإيقاع الراقص

ويأخذ عازف الأكورديون الأول وسام الشاعر-الذي رافق السيمفونية عدة مرات-الحاضرين إلى أجواء لحنية راقصة رائعة لإيقاع التانغو الراقص بمقطوعة” لاكومبارسيتا” للمؤلف الإسباني رودريغيز ليبدأ العزف مع نغمات البيانو للعازفة الروسية سفيتلانا الشطة ومرافقة الوتريات لتبقى التموجات اللحنية لصوت الأكورديون هي اللحن الأساسي، وتمضي ألحانه التي جمعت بين الإيقاع الراقص ونغمات البيانو والوتريات التي استخدمت في مواضع النقر على الوتر.

وكان للمقطوعة الجميلة “سبيندياريان مارش من أوبرا “ألماسد” وقع خاص على الحاضرين لاسيما أنها تتصف بخاصة التسارع الموسيقي لمتتالية المارشات بحضور النحاسيات.

مشهد صوتي تعبيري

وتضفي مغنية الأوبرا –سوبرانو- غادة حرب جمالية خاصة على المسرح بحضورها الآسر وقربها من الجمهور، لتغني آريا – غناء منفرد-من أوبرا سيلفا باللغة الألمانية، لتبدأ بتصاعد صوتي قوي بمرافقة نغمات الباصون في البداية يترافق مع أدائها التعبيري واستخدامها تقنيات الغناء الأوبرالي والتصفيق ضمن مقطوعات الآرية كعنصر من العناصر التعبيرية الموحية المتناغمة مع التنغيمات الصوتية للآرية، فتفاعل معها الحاضرون بالتصفيق وانتهت الآرية بقفلة متصاعدة.

وكما هو معتاد تشرك السيمفونية الشباب الأكاديميين ضمن برامجها فقدمت سوزانا الوز-غناء أوبرالي- محاورة ثنائية مع -ناجي حمود-غناء كلاسيكي مقطوعة حان الوداع التي كررت (كود باي) بطبقة صوت متوسطة على خلاف مشاركات حمود السابقة، واتسمت المقطوعة بروح رومانسية تميل نحو الحزن. لتنهي سيمونيان الأمسية بمقطوعة حيوية راقصة تشد الحاضرين أكثر” ماركيز-رقصة 2″ فبدأت بمسار لحني هادئ يتصاعد مع الوتريات، وتدخل الإيقاعات اللحنية للطبل والتيمباني والآلة الإيقاعية للمؤثرات الصوتية والنحاسيات، ليعلو اللحن الراقص بتكثيف وجمل موسيقية سريعة ومتكررة مع حضور البيانو- الشطة-.

ملده شويكاني