يا أمَّةَ الأعرابِ يا…
روحي تَذوبُ على أنينِ أناملي
والحُلمُ في العَينينِ ينسجُهُ القَلَمْ
والحزنُ يستبقُ الخيوطَ, يغلُّ في
بُنيانِهِ, ودروبِهِ, متحاشياً دربَ العَدَمْ
والفجرُ يمنحُ للنسيجِ ضياءَهُ, وصفاءَهُ
وَيَضخُّ في أجسادِنا سِحرَ النَّدَمْ
والياسمينُ على مشارِفِ شامِنا
يَستنهضُ التاريخَ في الوطنِ الأَشَمْ
وأبو العلاءِ يُزلزلُ الشهباءَ, ضَمَّخها
النجيعُ, تزفُّ للجيشِ الهِمَمْ
واللّاذقيةُ عِندَ أوغاريتَ سِرُّ وجودِها
حرفٌ تغلغل في شرايينِ الرُّقُمْ
ويصيحُ ديكُ الجِنِّ, في الجَدَثِ الوديعِ
يلفُّهُ حبٌّ مقيمٌ في تضاعيفِ الرّمَمْ
يا قاتلي..يا قَاتلَ التاريخِ, يا مَنْ
سِرُّه, من غابرِ الأزمانِ أجداثٌ وَدَم
وأنا موزعةُ الفؤادِ, على مشارفِ موطني
أَستنهضُ الأحرارَ في هذي الأُمَمْ
وشغافُ قلبي يعانِقُ الروحَ الشفيفَ
يَلُفُّني, فأصيرُ بحراً مِنْ أَلَمْ
وتلاطُمُ الأمواجِ ضجَّ بداخلي ألماً
فلاقتهُ السواري العالياتُ, أيا عَلَمْ
فَلْتَعْلُ.. لوِّن عمرنا الآتي, وأنغامَ
الشهادةِ, ثُمَّ حَلِّقْ في القِمَمْ
فالأرضُ يغزوها التّتارُ, وكلُّ
أشرارِ المَغولِ, وكلُّ مَنْ باعَ القيَمْ
وأنا هنا في حَضْرَةِ الموتِ المُؤَزَّرِ
والدمارِ, أَصيحُ مِنْ خَطْبٍ أَلَمْ
يا عُربُ.. قَدْ خَجِلَتْ بكمْ أرضُ
العروبةِ, والديانةِ والمروءَةِ والهِمَمْ
مريم خيربك