رشا الخضراء.. عربية الهوى سورية الهوية.. تنثر أوراقها على جدار الزمن
تأثرت بالشاعرين جبران خليل جبران وفدوى طوقان، وقد بدأت مسيرتها الشعرية من خلال ديوان “همسات”، تحب رشا الخضراء كتابة شعر التفعيلة لتأثرها بعبارة طوقان “شعر التفعيلة كان بداية لشعر المسرح” وبتشجيع كبير كتبت شعر التفعيلة والزجل وأبحرت في فنون الكلمة وصورها بمفردات بسيطة ولغة سهلة.
ديوانان معاً
أصدرت الشاعرة الخضراء ديوانين في عام واحد، وعن الاختلاف بينهما من حيث اللغة والأسلوب والصورة تقول:
ديوان “أوراق على جدار الزمن” هو عبارة عن قصائد من القطع المتوسط لكل قصيدة بيئتها الخاصة، واستطعت أن أجد التنوع في المواضيع المطروحة منها الاجتماعي والعاطفي والقصائد الغزلية لتشمل كل من آدم وحواء وتعاملهما مع طبيعة الحياة رغم كل ما يواجههما بالحب وروح المحب وطبيعة الخلاف وجذوره وحل هذا الخلاف، أما ديوان “فلسطينية أنا عربية الهوى سورية الهوية” فقد احتوى بين دفتيه القصائد الوطنية المتعطشة لحرية الأرض العصماء لتبدأ القصيدة من الأرض التي عانت وولّدت شهداء فداءً للقدس الشريف، وانتهى الديوان بقصائد لطفل الحجارة، وأردت وصف ذاك الحجر الذي يكاد ينطق باسم الأرض لتوحيد الصفوف ولنكون معه يداً واحدة لإعادة فلسطين، تلك الأنثى الصامدة التي كبرت وهرمت ورغم ذلك مازالت محتفظة بأنوثتها إلى يوم النصر. في الحقيقة اعتمدت في كلا الديوانين على اللغة البسيطة التي تأخذ من الشفافية عنوانها، إضافة إلى الصور البيانية التي تضفي جمالها على النص لتكسبه لغة تتمتع بنغمة موسيقية تحمل الحزن تارة والفرح وشعاع الأمل تارة أخرى.
القارئ الحكم
ولكون الشعر يعتمد على النوع في كل ماينطق به من حيث الصورة واللغة والأسلوب وغيرها من عناصر الشعر إلا أن إصدار الشاعرة رشا لمجموعتين في عام واحد من الممكن أن يؤدي إلى نتيجة تفوق “الكم على حساب النوعية” وهو شيء يدعو للقلق وحول هذا الموضوع تحدثت:
في الحقيقة، ديوان “أوراق على جدار الزمن” كُتب قبل فترة وجيزة من الزمن، ولم تسمح لي الظروف بطباعته، وعند كتابتي لديوان “فلسطينية أنا عربية الهوى سورية الهوية” كانت الظروف مواتية لطباعة الديوانين معاً، والاثنين كان لهما أصداء كبيرة حيث كرمت من خلالهما في العديد من الدول، ففي العراق كرمت بجائزة القلم العربي، وفي تونس ضمن مهرجان الشعراء العرب حصلت على درع المهرجان، وفي مصر كرمت ضمن فعاليات مهرجان الإبداع العربي وحصلت على شهادة التكريم بإشراف اتحادات الدول العربية، وفي لبنان كرمت بدرع الأرز اللبناني، ولدي تكريم آخر بعد انتهاء شهر رمضان في لبنان بحضور وزير الثقافة اللبناني ومجموعة من النقاد والأدباء ضمن فعاليات مهرجان “الشوف” في بيروت، كما كرمت من فلسطين ضمن فعاليات مهرجان غزة في جامعة الأزهر وكان التكريم على ديوان “فلسطينية أنا عربية الهوى سورية الهوية”، وأستطيع القول حول موضوع الكم ونوعية القصائد بين كلا الديوانين، إن الشاعر عندما تأتيه ملكة الشعر لا يستطيع أن يملك نفسه ويجعلها تنحاز لأسلوب واحد أو أن يلجأ للمقارنة، خاصة عندما يترك قلمه يبوح ليعزف لحناً على سطور تعبر عن صدق مشاعره، عندها لا يستطيع المقارنة بل يترك للقارئ التقييم القائم على النوعية الشمولية للكم.
عناوين
والمتعارف عليه أن العناوين المختارة تكون عتبة النص وما بين “أوراق على جدار الزمن” و”فلسطينية أنا عربية الهوى سورية الهوية” تقول رشا عن اختيارها لعناوينها: عنوان النص هو العنصر الفعال والقيّم، وهو أساسي لأن القارئ يختار ما يقرأ من خلاله، أما إذا كان العنوان لا يشتمل على أسلوب لغوي يشمل المعنى العام للقصيدة فبالتأكيد يبتعد القارئ عنه، وفي الواقع عندما أكتب لا أحبذ أن اختار عناوين لقصائدي لأنني عندما انتهي من كتابة قصيدتي أشعر بأن جعبتي للفظ الأدبي اضمحل قليلاً وخفّ نشاطه، فأقرأ لزوجي القصيدة وهو يختار لي عنواناً لها، ولا أخفيك أني رأيت هذه الطريقة تعطي للقصيدة جمالاً وصدى، لأن من يكتب لا يستطيع أن ينتقي عناوين جميلة كالذي يسمع بأذنه لتضفي عليه روح الكلمة عنواناً مميزاً للقصيدة.
“الخوابي”
أما ديوانها الجديد –قيد الطباعة- فيحمل عنوان “الخوابي” ألفاظه بسيطة وصوره البيانية واضحة، وعنه تحدثت الشاعرة: هذا الديوان ترتيبه السادس بعنوان “الخوابي” يحمل قصائد متنوعة في الأسلوب وموضوع الطرح، فهو يحاكي الواقع المعاش إضافة إلى القصائد الاجتماعية، ويحاكي الطفولة ببعض القصائد إضافة إلى قصيدة تخاطب الأرض وتعلن فيها الوحدة والنصر، ويضم أيضاً قصائد غزلية تنتصر لحقوق المرأة وتعطيها مكانتها في المجتمع، وهناك مخطوط لديوان آخر بعنوان “ويبقى الياسمين” في الوزارة لأخذ موافقة الطباعة، ويحتوي قصائد تتحدث جميعها عن دمشق الياسمين، شام العروبة لتحاكي الأرض الطاهرة وتنتهي بالشهادة والشهيد.
جمان بركات