ثقافة

الراهن السوري المعاصر والشباب في فعالية “هنا والآن”

“صولو وتشكيل وإصدار وكلاكيت” محاور الفعالية الشهرية (هنا والآن) التي تقيمها وزارة الثقافة- مديرية ثقافة دمشق، في المركز الثقافي العربي في كفر سوسة، وتستمر ثلاثة أيام. الأمر اللافت الحضور الكبير من سكان المنطقة ومن الشباب والأطفال بشكل خاص، لاسيما أن الفعالية عامة تتناول الراهن والمعاصر السوري بالدرجة الأولى، وتستقطب الشباب وتدعم مواهبهم، ولا تعتمد على تقديم الكفاءات الأكاديمية فقط، بل تعمل على التقارب مع الجمهور، ومن المتوقع أن تشرك الأطفال بفعالياتها القادمة بشكل أكبر.

صولو هادي بقدونس
شارك في اليوم الأول “صولو” بإشراف الناقد والإعلامي ملهم الصالح عازف الكمان هادي بقدونس فقدم لمحة عن تجربته التي تجاوزت أربعة عقود، إذ تتلمذ على يد اليوناني إيليا ديمتروس، والروسية مارينا، والأستاذ ميشيل عوض، وأسس فرقة النجوم وفرقة الخماسي، ومنذ اللحظات الأولى قابل بقدونس جمهوره بروحه المرحة وشارك معهم بمقطوعات غنائية، رافقه عازف الرق منير رمال وعلى آلة الكيبورد للأنغام الإيقاعية إلياس سمعان بتقديم مقطوعات موسيقية من التراث الموسيقي بأنماط مختلفة، بدأها بمقطوعة”لونغا حجاز كار” للمؤلف الموسيقي الحلبي وانيس ورطان، وهي مقطوعة موسيقية ذات نمط موسيقي سريع تتطلب السرعة والتعامل بحرفية العازف مع الآلة، تبعتها معزوفة “رقصة الشيطان” لأمير البزق محمد عبد الكريم، التي تعد من ضمن أهم مئة مقطوعة موسيقية عربية، تعتمد على تقنيات موسيقية سريعة جداً، بدأت بنغمات إيقاعية للكيبورد والرق ليبدأ العازف بقدونس المقطوعة التي تميزت بتداخلات سريعة جداً.
تغيّرت مسيرة الأمسية وأصبحت أقرب إلى الجمهور بعزف مقطوعات مألوفة منها “عملت إيه فينا السنين” ليقدم من خلال نغماتها موهبة جديدة بالغناء هدية سبينة، وهي من رواد المركز، لينهي الأمسية بموسيقا أغنية جبار لعبد الحليم حافظ، ويعود إلى روح الطرب الأصيل بعزف ألف ليلة وليلة لأم كلثوم.
ترافقت الأمسية مع معرض لرسومات طلاب المركز التربوي للفنون –كفر سوسة-وقد استهوت الطبيعة عدداً منهم.

سورية اليوم
وكما ذكر الناقد والإعلامي ملهم الصالح فإن فعالية “هنا والآن” تعنى أن سورية ليست الفينيق فقط وليست الحضارة الممتدة عبْر التاريخ الغابر، وإنما هي سورية اليوم أيضاً، ونحن نطمح لإلقاء الضوء على المنتج الثقافي الراهن، أو على المواهب الواعدة التي سيكون لها دور في الأيام القادمة، وليس بالضرورة استضافة الأكاديميين فقط فكل صاحب موهبة مدعو للمشاركة ضمن محور صولو الذي يُعنى بالعزف المنفرد، لكن ليس بالضرورة أن أستضيف في كل ملتقى عازفاً فصولو تعني العزف المنفرد في مجال الرواية والمسرح والسينما أيضاً.

توقيع كتاب
وتحدث أحمد عساف المشرف على محور “إصدار” بأنه يتناول إصدارات منوعة من وزارة الثقافة أو اتحاد الكتّاب العرب أو دور النشر الخاصة، بالتركيز على كتاب أثار جدلاً، وسنبدأ في اليوم الثاني من الفعالية برواية رحلة إلى المريخ للكاتب د. نبيل قوشقجي بأسلوب الحوار والقراءات النقدية والمناقشات باستضافة النقاد د. طالب عمران ود. راتب سكر، فسألته عن إمكانية التطرق إلى الإصدار العربي فأجاب بأنه من الممكن استضافة كتّاب من العرب يطبعون كتبهم في دمشق مثل وارد بدر السالم الذي طبع روايته الحلوة في دمشق، وكذلك الشاعر طلال الغوار الذي يطبع دواوينه في دمشق، وممكن لكتّاب لبنانيين طبعوا في سورية، وسيكون هناك حفل توقيع كتاب بشكل دائم. وقد حاولنا جميعا في هذه الفعالية أن نكثف الجهد الثقافي في هذا المركز.

سينما الشباب
وأوضح المخرج علي العقباني بأن الغاية من هذه الفعالية الاقتراب من الشباب أكثر، وبأن مشهد كلاكيت هو أشبه بناد سينمائي مصغر، وستكون العروض فيه من سورية فبدأنا بعرض فيلم الشراع والعاصفة للمخرج غسان شميط عن رواية حنا مينه، بحضور عدد من نجوم الفيلم، وفي المرات القادمة سيكون التوجه نحو سينما الشباب لعرض أفلامهم ومن ثم تبادل الآراء والمناقشات.

الثقافة الأسرية
وتحدث الأستاذ حمود موسى عن توجيه السيد وزير الثقافة محمد الأحمد بتأسيس فعاليات متنوعة في المراكز الثقافية مثل ملتقيات دمشق الثقافية التي حققت حضوراً رفيع المستوى، وهذه الفعالية ستكون تقليداً شهرياً دائماً على مدى ثلاثة أيام، نتناول من خلالها الثقافة المعاصرة، وما نراه اليوم في مركز كفرسوسة يبشر بانتشار الثقافة الأسرية بحضور الأهالي مع أولادهم.

الفرق الموسيقية
وأشاد الفنان نبيل أبو الشامات بأداء الفنان هادي بقدونس وبتفاعل الجمهور معه، وطالب بأن تكون المهرجانات والملتقيات عامة ذات حضور أكبر لتشمل كل الفنانين والموسيقيين وتستضيف الفرق الموسيقية الصغيرة.

تواصل السكان
وتحدثت مديرة المركز السيدة نعيمة سليمان عن تواصل المركز مع سكان المنطقة والزوار بشكل عام في أغلب الفعاليات، مما يدل على أن الفعل الثقافي مازال مستمراً رغم كل الأوضاع القاسية التي مرّت بها سورية، ونهدف من خلال هذه الفعالية إلى التطرق لكل ما هو جديد وبحضور أكبر عدد ممكن من مختلف الشرائح وخاصة الشباب والأطفال لكسر أجواء المحاضرة التقليدية، وتابعت عن أهمية التنسيق بين مديرية ثقافة دمشق وجهات قادرة على استقطاب الجمهور، مثل مركز الفنون التطبيقية في منطقة كفر سوسة للمشاركة بالمعرض والدمج بين الرسم والموسيقا، ومن الممكن أن توجه فعالية “هنا والآن” إلى الأطفال لأنهم مستقبل سورية وحينما يرتبط الطفل بالمركز الثقافي يؤهل من خلال دورات النادي الصيفي باللغات والإبداعات الطفولية الثقافية بأنواعها، وهذا ما تعمل عليه جميع المراكز بورشات العمل للتدريب المسرحي والفنون الشعبية.
حضر الفعالية عدد من الفنانين منهم الفنانة أنطوانيت نجيب والفنان أمين الخياط، ويرافق الفعالية معرض للكتاب يخضع لحسومات ملفتة.
ملده شويكاني