ثقافة

جورج عشي.. الفنان متعدد العطاءات

تعرف جمهور ملتقى دمشق الثقافي مؤخراً على تجربة الفنان جورج عشي من خلال المعرض الذي أقيم ضمن فعاليات ملتقيات دمشق الثقافية، كما أتبع المعرض بندوة شارك فيها الناقد والفنان غازي عانا تحدث عن أعمال جورج في التصوير الزيتي موضحا أن هذه التجربة تتميز عن سواها بخصوصيتها وتنوعها, كما تحدث الإعلامي عماد الدين إبراهيم عن تجربة عشي في مجال الشعر الغنائي, فقد كتب العديد من الأغاني التي لحنت، كما قدم المصور أنطون مزاوي شهادة الفنان الفوتوغرافي العارف في خصوص تجربة الفنان عشي.

وفيما يخص الجانب التشكيلي عند الفنان من خلال المعرض الذي ضم عدداً من اللوحات من فترات حياتية مختلفة، أوجزت بعض تجربته الطويلة في ميدان الرسم واستكشاف كنه اللوحة وعوالم اللون والخط ومفردات الذاكرة والمكان، حيث أمتع ووفق في خياراته لبعض اللوحات الزيتية التي قاربت في مواضيعها العامة حالة العائلة والإنسان والوطن والشهادة وعذابات عشاق الجمال والحق، وببساطة المتلقي العادي يمكن التقاط القيمة الفنية عند الفنان وسهولة ولوجه الدهشة كونها تستند على خبرة طويلة لفنان مصور فوتوغرافي، يملك من حساسية العين الخبيرة التقاط تفاصيل الحياة الثرية بالمعنى، وبالتالي هو الرسام الذي يؤلف مفردات الصورة المقنعة والمؤثرة في المشاهد، بحيث تبقى وتتجاوز فكرة اللوحة الحيادية أو التزيينية إلى اللوحة المحملة بالفكرة وبلاغة التعبير.

من المواضيع الأثيرة كانت العائلة الصورة الأكثر وضوحاً في الأعمال, مثلما كانت الطبيعة بطهارتها وبكرها وكأننا أمام سهول مفتوحة للهواء والضوء، أو على شرفات البيوت الوادعة في التلال المطلة على المدى والأزرق، وعلى فضاء الشعر الفسيح الذي يملأ روح هذا الرجل السبعيني الذي تعود ذاكرته إلى ضهر صفرا تلك البلدة الساحلية المشابهة لتلك القرى القناديل التي تضيء شاطئ بلادنا، وتحرس غياب المسافرين في الزمن مثل أغنية كتب كلماتها الفنان والشاعر والأب والجد والعاشق جورج عشي. فكم كان جميلا حينما كانت المبادرة إلى تكريمه في الملتقى الثقافي.. فإذا به يكرم أصدقاءه بحفاوة المحب الكريم والسوري المبدع لكل هذا الجمال الذي عاش لأجله وعاش فيه، ولا زال يعيش ويمنح.

أكسم طلاع