ثقافة

ربما مصيدة…

لوردا فوزي

يهلل الجميع ويسعد عندما تحقق أغنية لمطرب ما انتشاراً واسعاً، أو عندما يقدم ممثلاً تلفزيونياً دوراً درامياً مميزاً، يرفعه دفعة واحدة إلى نجوم الصف الأول ويختصر عليه المرور بسلم النجاح، وتبدأ التهنئات والتبريكات، وتتدفق عليه أضواء الشهرة بغزارة قد تعميه إذا  لم تكن قدماه  ثابتتان على أرض صلبة، والذكي هو من يعلو فرحاً بنجاحه دون أن يطير.

يغفل الجميع أن العمل الناجح مليء بالأفخاخ، والفَطِن فقط هو من يتجاوز ألغام الشهرة ويحاذر أن تنفجر فيه فتودي به وبشهرته إلى النسيان، الغرور والزهو بالنفس ليس الفخ الوحيد الذي قد يقع فيه (ذوي الشهرة) وهو يعتبر فخاً مكشوفاً لذلك يحذر منه الأغلبية ويسقط فيه – رغم وضوحه- الأكثرية لأن الشهرة ليست بالأمر السهل الذي يعرف الجميع كيف يتعامل معها وكيف يبقى مدركاً بأن الاستعلاء على الجمهور هو أمر شديد الغباء، ولأن للشهرة ضريبتها الكبيرة فإن أفخاخ النجاح لا تنتهي، فقد يتحول  في بعض الأحيان العمل الناجح إلى “مصيدة” بكل معنى الكلمة، والمقصود بذلك أنه عندما يشارك الممثل في مسلسل شديد التميز، أو يقدم المغني أغنية “ضاربة جداً” قد تتحول تلك الأغنية وذاك المسلسل  من “علامة حظ” إلى ما يشبه “اللعنة” وذلك عندما تحمله مسؤولية كبيرة يصبح مضطراً بعدها للبحث عما يوازي سوية ما قدمه وما منحه نجاحاً كبيراً، وتلزمه بدراسة خياراته المستقبلية بحذر شديد، وعندها يكون أمام خيارين أحلاهما مر، بين أن  يمتنع عن تقديم بعض الأعمال التي لا يتوقع لها صدى كبيراً في انتظار العمل الخارق الجديد، وبذلك يغيب عن الساحة الفنية مما قد يعرضه للنسيان ويفسح المجال أمام غيره للظهور والتفوق، والخيار الثاني هو الإقدام على خطوة جديدة قد تكون على مستوى عالٍ ولكن للأسف رغم جودة تلك الخطوة، إلا أنه سوف يقع في مطب المقارنة مع عمله السابق الذي “كسّر الأرض” والذي سترجح كفته على الأغلب فيتهم بأنه لم يحافظ على مستوى عمله السابق.

في الحقيقة فقط عندما يضطر الممثل أو المغني لأن يسلك أحد الخيارين سيعلم بأن عمله الناجح كان ذو حدين، وأنه يشبه “القيد” الذي لابد سيفرض عليه حدوداً إن تجاوزها سيسقط من قمة الهرم التي اعتلاها، وسيعلم عندها أن الأصعب من النجاح هو الحفاظ عليه.