ثقافة

اتحاد كتّاب العرب يفتتح فعالياته بـ”شهادات حيّة”

بأجواء تلاحمت فيها شفافية الكلمة والمشاعر الصادقة وأحداث الواقع المؤثرة وبحضور رئيس اتحاد الكتّاب العرب د. نضال الصالح وعدد من الأدباء والمثقفين وبتقديم الأديب الأرقم الزعبي، قرأ بعض الأدباء شهاداتهم التي جسدت ملامح الحرب الإرهابية على أرض سورية، وتنوعت بين القصة والقصيدة والمقطوعات الشعرية والمقالة التي دوّنت جانباً من الذاتية في سطورها، القاسم المشترك بينها التضحيات الجسام التي قدمها أبطال الجيش العربي السوري في حماية أسوار سورية.

وقد استهل د. نضال الفعالية في حديث خاص للإعلاميين تحدث فيه عن الجرح الذي ينزف من الخاصرة السورية منذ ست سنوات، وعما تعرضت له حلب كما تعرضت أجزاء مختلفة من جغرافية سورية، وتابع عن خصوصية هذه الفعالية الثقافية التي وصفها بمعركة حقيقية مثل المعارك التي يخوضها رجال الجيش العربي السوري ويحققون فيها إنجازات هامة، فهي معركة بالمعنى الدقيق لكي نحقق انتصارات ضد الفكر التكفيري الذي حاول تفتيت الوعي لدى الشعب السوري، وحاول بكثير من الوحشية والبربرية أن يجهز على هذه الهوية المميزة لسورية وللسوريين طوال تاريخهم.

وخلال الفعالية قرأ د. الصالح النص الشعري للأديب عبد الفتاح قلعه جي”يا سادتي هذه مدينتي مدينة الخلود والصمود”، ثم قدم أحمد يوسف داود مقالة توصيفية لما حدث غلب عليها الطابع السياسي من خلال الخطاب المباشر وتحليل الأحداث” والأسباب الرئيسة الكبرى لهذه الحرب الشيطانية، تلك الأسباب ذات الصلة بحقائق الوضع الدولي، ومحاولة المعسكر الإمبريالي المافيوي الوحشي تصدير أزماته الفادحة المنذرة بانهياره إلى الأطراف وخصوصاً إلى منطقتنا العربية، ليخلص إلى الأمل بأن يكون الخلاص السوري قريباً، ولنأمل أن تكون معركة البناء القادمة سلسة ومريحة وسريعة بالقدر الكافي.

ومن حلب حضر الأديب محمد أبو معتوق فقرأ قصة عن القناصين الطويل والقصير تماهت فيها أحداث الواقع مع رمزية خيالية توحي بدلالاتها عن المدينة الصامدة، معتمداً في سردها الحكائي على تعدد الأصوات بين الاسترجاع والحوار والسرد، لتبقى المحاورة بين القناصين الطويل والقصير هي المحور الأساسي في القصة التي تجاوزت بصفحاتها حجم القصة القصيرة، لتأخذ سمات القصة الطويلة وخصائصها، ونجح الأديب في شدّ انتباه الحاضرين بتوظيف عناصر الطبيعة ورمزية القصة لاسيما في القفلة الأخيرة لعناق الحبيبين على السطح، وهما لا يخشيان القذائف ورصاص القناصين.

لتتابع الأديبة فلك حصرية قراءة شهادة اتخذت أسلوب المقالة التوصيفية إثر تعرض منزلها في المزة لقذيفة بعنوان “قلبي مثخن بالجراح” أي دم ذلك الذي ينزف شغاف القلب ويتدفق خيط أسى وحزن ويأس، روحي المتمردة المتهورة تتململ تحت قبضة قمقمها الحديدي لتصرخ بأعلى صوتها: ويحكم أفلا تعلمون؟ ويحكم أفلا تبصرون؟ ويحكم أفلا تعقلون؟.

واختُتمت الفعالية بمقطوعات شعرية أشبه بالحكايات استوحاها الأديب بديع صقور من الواقع المحيط بنا، وكما قال من الجدران التي لم تعد تتسع لصور الشهداء، منها حكاية استشهاد ابن عمه الطيار الحربي منير صقور التي استهلها بمقدمة سردية “عصر يوم 16-9-2013 وبينما كنت أتابع الأخبار ظهر خبر عاجل: طائرتان تركيتان تسقطان حوامة سورية فوق الحدود السورية التركية إثر اعتداء سافر بحجة أن الطائرة اخترقت الأجواء التركية، وبعد نصف ساعة تلقيت اتصالاً من أحد الأقرباء بسقوط الطائرة، فكتب:

“تليق النجوم بالسماء/تليق السماء بالنسور/ولأن النسور تعشق السماء/بيتها السماء وقبرها السماء وحراسها النجوم”.

ملده شويكاني