شجرة فقدت ظلها..!!
وأنا أقلب صفحات الفيسبوك هذا الصباح عليّ أعثر على خبر أو كلمة طيبة أو غير طيبة، أو أي صورة أكحل بها عينيّ المتعبتين مللاً وانتظاراً وتأملاً ودموعاً وحنيناً.. ومن غضب الرب وتحالف كل الأمور ضدي ليكتمل مشهد اليأس.. أخذ الفيس يعرض لي صوراً لأشخاص ويسألني بدم بارد (أشخاص قد تعرفهم) قرأت اقتراحه وغبت بضحكة معجونة بدمع الحنين.. أعرفهم؟! نعم.. نعم أيها الفيس أعرفهم، أصلاً لم أكن أعرف سواهم.. اسألهم عن ذلك إن لم تصدقني.. لقد كنا لهم وكانوا لنا وطناً.. وطناً حقيقياً لا حدود له سوى الشمس والقمر.. كانوا لنا فرحاً وملجأ وعوناً، وكنا لهم كذلك وأكثر.. أنظر للصور بقلب معاتب.. بحنينٍ بلديٍ ممتاز وعالي الجودة.. بعيون تكاد تجن عندما تراهم على الضفة الأخرى.. لماذا..؟ ! وماذا حدث؟! أسئلة لا نهاية لها وقد ينتهي العمر ولن نعثر على شبه إجابة حقيقية تخمد هذا اللهيب الذي يحرق الروح.. وما الفائدة من معرفة ما حدث ولماذا حدث.. ماذا سيغير في مجرى الأيام التي ضاعت منا، والأحبة الذين خسرناهم هل ستعيدهم بعض الكلمات..!.
وليكتمل المشهد اللئيم.. والموجع أيضاً.. ألتقي وأنا أقلّب تلك الصفحات وأتسلق تلك الحيطان في هذا العالم الافتراضي الغريب العجيب بأشخاص لم يبتعدوا كثيراً نظرياً، لكنهم عمليا سقطوا وللأسف من أعيننا إلى غير رجعة، وللحقيقة غير مأسوف أبداً على سقوطهم ورحيلهم من عالمنا الواقعي.. أناس كنت أخالهم كباراً اسماً وقدراً وكنت كما غيري من محبي هذا البلد نعلق عليهم الكثير من الآمال، ولكن للأسف يبدو أننا رفعنا سقف التوقعات أكثر من اللازم مع هؤلاء.. يبدو أن الحياة دروس ونحن لم ولن نتعلم من دروسنا أبداً، على العكس إننا نستمتع بتكرار الخطأ ذاته مرات ومرات..!.
أغلقت قلب جوالي على كل هذا العالم القابع فيه، فأنا الآن أكثر من أي وقت مضى مصابة بحالة عدم الرغبة بسماع أي جديد، فجديدتا للأسف تفوح منه رائحة الخراب مهما حاولنا أن نجمّله أو نعطره أووو.. وليس لدي أدنى رغبة بمعرفة أي شيء عن أي شيء، أو عن أي أحد.. فأرجوكم لا أحد يسدي لي خدمة ويأتيني بأي معلومة عن أحد، سلباً كانت أم إيجاباً.. أصبحت من محبي الخداع البصري والحياتي.. الحقيقة لا تعنيني أبداً، ولن أبحث عنها ما حييت.. لماذا.. كيف.. من أين.. إلى أين.. مفردات رميتها في سلة مهملاتي وانتهيت منها.. زيادة المعلومات في الوقت الخطأ أصعب من نقصانها.. وأحياناً تكون مميتة..! أن تنعم بالغباء المتعوب عليه والمقصود شيء رائع ومريح..!
غداً سأشتري كتاب فن الطبخ.. هو الآن خير جليس ورفيق ومفيد، فهو لا يحتوي على أي نظرية مع الوقت تصبح لاغية، أو تأتي غيرها لتنفيها، أو لا حل لها.. (يعني لا أتوقع أنه سيأتي يوم ويصبح “الحراق بإصبعه” أهم من “المقلوبة” أو البرغل بحمص مثلاً)
لينا أحمد نبيعة