ثقافة

ولنا في الانتظار حياة..!!

ولنا في الانتظار صبر مزخرف وألم وخزه حميم لذيذ.. أيها الرجل الكستنائي المحيا الشاهق بالمسافات.. الفارع الغياب.. الوسيم الأعذار.. أنيق النوايا.. صعب النبضات والمعلق دوماً على ناصية السؤال..

تغلق الأبواب في وجهي كلما هممت لفتحها، وتتلذذ بمجيئي من نافذة العتب.. تأتيني دوماً على شكل سحابة صيف شاردة.. وتمضي كخيط دخان..

علمني كيف تعانق البعد وتلتحف بالليل، وتهمس للصمت أن احضر فيصبح طوع بنانك ليل نهار.. لم يعد للوقت هيبة أنهكت المسافة وأنهكت طريق الذهاب..

أمارس عاداتي السيئة بكل سرور وأتفنن بأساليب الكذب على الذات.. أجمع ضحكاتك في مخيلتي ضحكة على ضحكة على ضحكة، أناديها كما تفعل الأمهات مع أولادهن، بعد المساء أستذكرهن جميعاً وأردد لفتاتك وغمزاتك لأحفظها عن ظهر قلب.. أطمئن أن لا شيء منك خارج سياج الروح عندها قد أنام..

أرتدي فرحي وأسرّح خصلات أملي جيداً وأركض في فضاءات الزمن إليك.. أعود بكامل خذلاني.. أنهض لأقوي عود صبري لأكرر الندم ذاته من جديد..!.

أكثر الأحيان لا أرى أسباباً مقنعة للكلام، أدخر كل حروفي لحين لقاء.. شجرة الليمون في حديقة بيتي، وشتلات الحبق تعرف جيداً لغتي، أومئ لها برأسي فترد بعطر زهرها السلام.. فلغة الصمت لا يفهمها إلا من أقلع عن الكلام زمناً طويلاً.. ففي خزانتي من الصوت الذي ادخرته عمراً ما يكفيني لأصرخ عشر سنوات قادمة دون أي تعب.. (ولشو الحكي..؟!)

أكتب عبارات حب على ورق وأعلقها على باب البراد مثلاً، أو على جدار قلبي.. أوزعها في كل مكان.. قد أضعها في لوحات الإعلان الطرقية.. لن أتعب، سأفعل ما بوسعي لأقنع هذا البعيد بأننا نحتاج فعلاً إلى الكثير الكثير من الحب الصافي أمام هذه المشاكل التي تأكل الحلول كما تأكل الحروب أحلامنا..!.

لينا أحمد نبيعة