غبريال عبد النور يحضّر لإطلاق أغنية انتصار سورية
“خلقت المجد ال ما بيخلق إلا للمتلك أحرار” هكذا خاطب غبريال عبد النور الحاصل على لقب أفضل تينور عربي من أحد المهرجانات الدولية الجندي البطل” وهي من ألحانه والتي يحيي فيها أبطال الجيش اللبناني والسوري والعراقي الذين يواجهون الإرهاب، وذلك في أغنيته التي سجلها مؤخراً بعدما أطلق حملة أنقذوا تراث حلب وقدم أمسيات عدة في كنائسها، وقد خصّ الشام بأغنيته الشهيرة”لكأني الشام” التي غناها بدار الأوبرا، ويحضّر حالياً لأغنية “الجارة” من كلمات الشاعرة والفنانة التشكيلية باسمة بطولي لتواكب انتصار سورية.
وتحدث عن مشاركاته العالمية في أوروبا لاسيما في مسرح الأونيسكو في باريس في أمسية غنائه مقتطفات من أدب جبران خليل جبران المستمد من ألبومه الأول من ألحان إيلي شويري، والذي غناه في بيروت وعدة دول،وعن هذه الأمسية العالمية التي يعدها استثنائية تحدث: غنيتُ أفكاره الثورية والكونية وقدمت أيضاً من خلاله نصوصاً تحاكي الحب بأبهى معانيه بألحان إيلي شويري الذي أعطاني أبعاداً أوبرالية وشرقية على حدّ سواء، وأتمنى أن أقدمه مع الفرقة الوطنية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.
وعن خصوصية مشاركاته العالمية في عدة بلدان منها بمركز الثقافة في باريس وفي أثينا التي كانت مدخلاً للغناء باللغة العربية الفصيحة وباللهجة اللبنانية أمام جمهور غريب عن العربية لكن الأصداء كانت رائعة، أضاف: أعجبتُ بالإنصات المدهش من قبل الجمهور النخبوي وبإعجاب الموسيقيين العالميين الذين اقترحوا أن أقدم أعمالي في كونسرفتوار أثينا، لاسيما بعد نجاح أمسياتي الأوروبية التي منحتني مزيداً من الثقة بأدائي وبتقنياتي الصوتية التي أوظّفها بالغناء الأوبرالي العربي وبلغات عدة.
الغناء الصوفي
غنى عبد النور من كلمات الشاعرة باسمة بطولي والحلاج وسهام الشعشاع بإطار الغناء باللغة الفصيحة والمحكية ضمن إطار الفنّ الملتزم، إضافة إلى الغناء الكنسي من التراتيل والترانيم وقدم أمسيات عيد الميلاد مع جوقات عدة، ومؤخراً أحيا في البترون في دير القديس يوسف للآباء الكبوشيين بدعوة من جمعية” لتكن مشيئتك” مهرجان الأغنية المسيحية العاشر مجد مريم يتعظم، فماذا عنها؟
قدمتُ فيها مقطوعات غنائية وترانيم من مختلف الأجواء فغنيت الشرقي بأقصى درجاته والأوبرا العالمية بأكثر من لغة، وكانت أشبه بسفر بين التراتيل العربية والبيزنطية واليونانية والسريانية إضافة إلى أعمال شرقية وعالمية، أما عن أمسية عيد الميلاد لهذا العام فستكون عالمية.
كما تحدث عن ألبومه الخامس وهو من اللون الغنائي الصوفي المستمد من أشعار باسمة بطولي وسهام الشعشاع وشعراء آخرين، فوصفه بأنه قريب جداً من كيانه ومن أسلوبه الغنائي على صعيد التراتيل والأناشيد المسيحية والإسلامية ويأتي ضمن إطار الغناء الملتزم والأغنيات الفلسفية إضافة إلى خبرته الموسيقية كونه ملحناً لبعض أغنياته، فسألته ماذا أضاف إليك الغناء الصوفي؟ فأجاب:
الغناء الصوفي جعلني أنحو في مسار يسمو بفكري وغنائي وأعتقد أنه أوصلني إلى حالة من التجلي وإلى عالم مفعم بالروحانيات، وقد أنجزت القسم الأكبر منه إلا أنني مازلت بحاجة إلى بعض التعديلات وإلى التواصل مع الشركات العالمية التي تهتم بهذا الإطار لأطلقه بشكل يليق به.
الإعلام والفنّ
وفي منحى آخر يعمل غبريال بالمجال الإعلامي من خلال برنامج قناطر الليل الذي استمر مدة عامين ويُعنى باستضافة شخصيات ثقافية وفنية واجتماعية وبرنامج أجندة من بيروت الذي يتابع المشهد الثقافي على قناة مريم، ومن خلال موقعه الخاص “قمر بيروت” وعن العلاقة بين الإعلام والفنّ قال:
الفنّ والإعلام يكملان بعضهما، وعملي الإعلامي جعلني أركز على النقد كوني متخصصاً بالغناء الأوبرالي العالمي وأعدّ الكثير من الدراسات عن أصول الغناء ودراسة مخارج الحروف، وعملتُ على مشروع تطبيق الغناء الأوبرالي على الغناء الشرقي، وأرى بأن الإعلام العربي يفتقر إلى النقد الموضوعي البناء وفق تحليل علمي وموضوعي، ويقوم في جوانب كثيرة منه على التبجيل والتفخيم.
الانتصار قدر سورية
وكان أهدى أغنية”لكأني الشام” إلى دمشق خلال سنوات الحرب، فسألته عن جديده لسورية وهي على أبواب النصر فيرى أن سورية لم تكن مهزومة في أي زمن حتى أغني لها في النصر فهي عاصمة الحضارة والتراث وقدرها الانتصار دائماً، وأمسياتي في سورية خلال الحرب كانت شاهداً على استمرار الفنّ والثقافة في كل المجالات رغم الوجع والقهر وكل الإرهاب، وقد لازمتها بأزمتها وغنيت في حلب وطرطوس ومشتى الحلو، وفي الأوبرا وقصر العظم وكنيسة الزيتون أغنيات وطنية وكنسية وأغنيات حب تدعو إلى الأمل، وحالياً أخصّ سورية بأغنية اسمها”الجارة” من كلمات الشاعرة باسمة بطولي لكنني لا أربطها بزمن الانتصار لأن سورية كما قلت قدرها أن تكون دائماً منتصرة، ومعرض دمشق الدولي بدورته التاسعة والخمسين يعدّ وجهاً من أوجه انتصار سورية بعد التوقف القسري خلال سنوات الحرب فالانتصار لايكون بالمعركة والمدفع فقط وإنما بالفنّ والثقافة بأنواعها.
ملده شويكاني