في مهرجان الإعلام الأول “حكاية صمود” الضيوف العرب يحيّون فرسان الحقيقة في سورية
لأننا نريد من القلم والصوت والصورة أن يتحدثوا عن تضحية كل الصامدين المقاومين، ولأن هذا البلد بيت المقاومة على امتداد الوطن العربي، كان أمراً طبيعياً أن يتحول “مهرجان الإعلام السوري الأول” الذي أقامه اتحاد الصحفيين السوريين أمس في دار الأسد للثقافة والفنون تحت عنوان “حكاية صمود” بحضور الرفيق د. مهدي دخل الله عضو القيادة القطرية رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام وعدد كبير من الضيوف العرب والإعلاميين السوريين إلى احتفال عربي ابتهاجاً بصمود وانتصار سورية في حربها على الإرهاب.
وأكد د. مهدي دخل الله أن شهداء الإعلام السوري كانوا في الصفوف الأمامية للدفاع عن سورية وقدموا أرواحهم فداء لها وقال إن “الإعلام المقاوم ليس فقط الذي ينقل الخبر من الجبهة ليواجه تضليلاً ما، وإنما هو الذي يصنع وعياً بالمقاومة ويشاركه في ذلك الثقافة والفن”.
ورأى دخل الله أن “الحرب على سورية تختلف عن الحروب التي حصلت في المنطقة لأنها حرب عالمية استخدمت فيها الإرهاب والمرتزقة وسلاح الإعلام بطريقة لم تستخدم من قبل” مشيراً إلى أن الإعلام السوري في السنوات الأولى من الحرب كان وحيداً في المواجهة.
وبيّن دخل الله أن سورية شهدت خلال السنوات الماضية “إصلاحا سياسياً” مميزاً تمثل بتغيير الدستور وإصدار قانون الأحزاب الذي وسع المجال لترخيص أحزاب جديدة.
العروبة تجتمع في المهرجان
وفي كلمة اتحاد الصحفيين السوريين التي ألقاها مصطفى المقداد نائب رئيس الإتحاد أكد أن المهرجان الذي يحمل عنوان “حكاية صمود” إنما يشير إلى حكاية صمود الصحفيين السوريين كجزء من حكاية صمود شعب وقف إلى جانبه أشقاء وأصدقاء وحلفاء سورية التي صمدت، مبيناً أن حضور الضيوف العرب اليوم تأكيد على وحدة الشعب العربي المقاوم .
شهادات وآفاق
وحيا المشاركون في منتدى الإعلام الثالث الذي عُقد ضمن فعاليات المهرجان تحت عنوان “الإعلام المقاوم شهادات وآفاق” أرواح شهداء الإعلام السوري الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحق والحقيقة، في حين بيّنت الإعلامية رائدة وقاف التي أدارت الحوار أن الإعلاميين السوريين يستحقون مثل هذا المهرجان بعد الدور الكبير للإعلام السوري المقاوم، الذي كان توءم الزناد وصوت الشهداء، وخاض معركته مع أبطال الجيش العربي السوري حرباً بالصوت والصورة في أشرس حرب شُنت على سورية.
الإعلام العربي انتصر
وبَيَّن جبار الشمّري نائب نقيب الصحفيين العراقيين أن الإعلام المقاوم سواء في سورية أو في فلسطين أو في العراق يسير على نفس الخط، وهو الذي قَدَّمَ لنا ما نحتاجه في التوقيت الصحيح، فكانت الحكايات والصور والانتصارات موثقة أمامنا، وكأننا جالسون معهم في تلك الجبهات، منوهاً إلى ما سطره الصحفيون العراقيون في حربهم، مؤكداً الشمّري أن الإعلام العربي انتصر ولم نعد ننتظر حكاية من إعلام أجنبي متطور لديه إمكانيات عالمية كبيرة.
فرسان الحقيقة
وتوجه ناصر أبو بكر نقيب الصحفيين الفلسطينيين بتحية الإجلال والإكبار للصحفيين السوريين على ما قاموا به من أجل إعلاء كلمة الحق والحقيقة، مؤكداً أن الصحفيين العرب أتوا اليوم إلى سورية لتحية فرسان الحقيقة وفارساتها، وللتضامن مع عائلاتهم. كما تحدث عن وضع الصحفيين الفلسطينيين عبر الاحتلالات المتناوبة عليه حيث كانوا دائماً ضد الاحتلال والاستعمار رافضين للتطبيع والتقسيم والتنازل عن حبة تراب من أراضي فلسطين، وقد دفعوا أثماناً باهظة لهذه المواقف، فأبعدوا وحوكموا واغتيلوا لأن العدو كان يدرك أهمية وجود الإعلام المقاوم والمناهض له.
الإعلام سلاح
ويرى علي إبراهيم يوسف أمين سر مجلس نقابة المحررين اللبنانيين: أنه لم يعد دور الإعلام توصيف الواقع أو إعطاء رأي، وإنما أصبح سلاحاً فعالاً لا يمكن فصله عن طبيعة المجتمع، وأكد على أن الإعلام المقاوم يشمل كل المجالات ويجب التركيز عليه، لأن المقاومة تعد مسألة ثقافية وفكرية ومجتمعية كاملة ولا يعتمد على المهنية فقط وإنما يشارك فيه كل المجتمع، أما الإعلام الحربي فهو نتيجة ظرف، ونحن نسعى لتطوير إعلامنا المهني، وأقترح أن تعمل وزارتا الثقافة والإعلام معاً على عملية التوثيق الفكري من خلال أفلام وبرامج ومسلسلات لهذه المرحلة.
جنود حقيقيون
وتحدث رئيس اتحاد الصحفيين الأستاذ موسى عبد النور قائلاً: نحن لم نقم بدورنا بالشكل الأمثل على اعتبار أن المخطط للعدوان على سورية كان يؤسس لمحطات وقنوات وإمبراطوريات، وبالتالي كانت حرباً إعلامية منذ البداية لإسقاط راية الإعلام، وعندما لم ينجحوا به وصلنا إلى هذه الأشكال الإرهابية التي مارسوها في سورية، وخاصة في بداية الأزمة ضمن فريق العمل الذي كان همه: “كيف سنقوم بكل هذا الجهد للرد على القنوات التي تم التهيئة لها لكسب الرأي العام”، وعندما استوعب الإعلام السوري هذه القضية بدأ بالتركيز أكثر والانطلاق إلى مناطق التظاهرات لفضح أكاذيب المحطات، بالإضافة إلى الاستهداف الذي جاء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي التي ازدادت وتيرتها وانتشارها منذ الحرب على سورية، وتبعاً لذلك نشأ إعلام معاد جديد للتواصل مع المجتمع والضغط عليه، وبالتالي أصبح لدينا مؤسسات تقوم بآلية الرد عبر صفحات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية لتصبح حرباً حقيقية، وأثبت الصحفيون السوريون أنهم جنود حقيقيون يدافعون عن سورية في كل المحطات”.
وكرم اتحاد الصحفيين عدداً من وسائل الإعلام نظرا لمواقفها الداعمة لسورية ومنها قنوات المنار والميادين والعالم وروسيا اليوم وإن بي إن ووكالة سبوتنيك الروسية، إلى جانب تكريم عدد من المؤسسات الإعلامية السورية منها الوكالة العربية السورية للأنباء سانا والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسة العربية للإعلان ومؤسسة الوحدة للطباعة والنشر، وصحف الثورة وتشرين والبعث والوطن وقنوات الفضائية السورية والإخبارية السورية وسما الفضائية وسورية دراما ونور الشام والأيام، وإذاعات دمشق وصوت الشباب وشام أف أم وسوريانا ونينار والمدينة وفرح.
وفي تصريح للصحفيين بيّن وزير الإعلام المهندس محمد رامز ترجمان أن الإعلام الوطني والمقاوم يقف منذ بداية الحرب على سورية في الخندق الأول للدفاع عنها حيث قدم الشهداء والتضحيات في سبيل إيصال الحقيقة بمواجهة التضليل والتزييف الذي مارسته قنوات الفتنة، لافتاً إلى أن الإعلام المقاوم يستحق التكريم لأنه استطاع أن يخوض هذه الحرب بكل تحد وتصميم وكشف حقيقة الأحداث الجارية والزيف الذي تعرضت له خلال سنوات الأزمة.
وشارك في المهرجان شخصيات إعلامية من العراق ولبنان والصومال ومصر والسودان وعمان والمغرب والكويت وفلسطين وتونس وروسيا وجنوب إفريقيا.
أمينة عباس- جمان بركات