ثقافة

لينا غزالة “المتمردة ” مصارعة على حلبة الشعر

في رحلة الشعر الأنثوي تجادلك الشاعرة  لينا غزالة المتمردة على حلبة الشعر “كما وصفها رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس الراحل محمد حمدان”,بحقها في أن تجعل لها موطئ قدم, ولغة تنفرد بها دون غيرها على ساحة شعرية كثٌرت فيها مصارعات من شتى الأصناف والأنواع الشعرية, لتثبت لجمهور استعذب لغة الشعر وقافيته, رغم كل هذا الحريق, والتجهيل للثقافة وفنونها, وسطوة ثقافة مختلفة ومتخلفة معا، نخرت في جسدنا وفكرنا وعقولنا حتى ما وصلنا إليه من تدمير ودمار, استهدف أول ما استهدف وجودنا وتاريخنا وكل ما تراكمت عليه حضارة عمرها آلاف السنيين، حيث كل حجرة ومعلم شاهد على أننا أبناء حضارة وثقافة وتاريخ لا يستكين لزوبعة همجية عابرة.

في وقفتنا مع تجربة الشاعرة لينا تسلطت على حوارنا معها أنوثة بارعة بتطويع اللغة ومفرداتها الجزلة، راسمة من خلاله مؤشرات لحضورها في المشهد الثقافي بمحافظة تشكل ركيزة غنية للأدب وتفرعاته، وبحرا بجزره وخلجانه وضفافا لا تنتهي..

تحدثت الشاعرة غزالة عن أول محاولة شعرية لها فقالت: عندما كنت في الصف الرابع الابتدائي نظمت قصيدة  تتحدث عن فصل الربيع، وبعد فترة وعدة محاولات وتجارب ومشاركات أدبية في محافظات مختلفة، و رغم كل الاعتراضات وحتى المحاربة,وبسبب شغفي الأدبي وإصراري على المضي بهذا المشوار الطويل عملت على إصدار أول ديوان شعري “نحت الأقدار” باللغة الفصحى وهي لغتي المفضلة والأساسية إضافة لتناول عدة فصائد باللهجة العامة والشعر النبطي، وقد تضمن الديوان عدة قصائد للمرأة والوطن والحب، وجميعها تحمل شكلا من التحدي وربما التمرد على كل شيء يحاصر الروح والكلمة والهوى وغيره. حيث تقول:

“غالباً ما أخرجُ كصكٍ/على العملاتِ/بطابعِ الحديثِ/إن قالَ لي أحبكِ/كثرتِ الأغاني

وامتدّتِ الجسورُ/فوقَ خصرِ النخيلِ/وإنْ قالَ لي/إني تاركٌ ورائي آلافَ/المناجمِ تستحمُّ”.

والآن أنا بصدد تجميع عدة قصائد شعرية متنوعة ضمن ديوان جديد أعمل لإصداره قريبا ولكن من دون الخوص بتفاصيله وعنوانه منه:

لن يغريني من عطرك/إلا/رائحةُ التبغ/وأعوادُ الثقاب/لأشيد من جماجم يأسها/أبراجا وأكتفي بالرماد/فالقلب حين يسأمُ/تتزاحمُ أكفانُ السؤال”.

وفي معرض ردها عن علاقة المرأة بالشعر قالت غزالة: ما لا تستطيع المرأة البوح به علانية وجهارا فإن الشعر يمنحها هذه الفرصة الذهبية للبوح به, فالشعر كما أنه أدب فهو أيضا رسالة وشعور وإحساس ووحده الشاعر الذي يستطيع  تحويله وإعادة تصنيعه لغة شعرية تدخل القلب دون استئذان فتقول:

هزمتنا الحرائق ياأبتي وأوغلت في كل الجثامين/هزمتنا حيث كنا للبلاد نغني ككل العاشقين/نشد أوتاد الكلام كلما شمرت عن ساعديها/الريح لتمزق القمصان عن صدر المواويل/هزمتنا دون أن نخبر الحياة ماألم بنا/وكيف طاردتنا ك غزلان طيبين”.

وعن رؤيتها للحالة الأدبية في سورية وتأثيرات هذه الحرب عليها قالت غزالة: الحديث عن الحالة الأدبية على مستوى محافظة طرطوس فهي جيدة وهناك حضور فاعل للحركة الأدبية، وتوجد عدة نشاطات من خلال المهرجانات الشعرية والأمسيات التي نشارك بها في أكثر من منطقة ومناسبة، وهذا مؤشر لحجم الاهتمام والحضور الكثيف من قبل الجمهور الذي هو البوصلة لأي نشاط وحركة ثقافية, ومعيار الهبوط والصعود بالذائقة الفنية, أما بالنسبة للحرب وتأثيراتها فقد ساهمت في ابتعاد المثقفين وزيادة الشرخ بين بعض الأدباء والكتاب على مستوى سورية والوطن العربي، ونأمل عودة الحياة والألفة بين هذه الشريحة الأدبية سيما وإن دورها مهم وأساسي, لما يشكله الفكر والأدب من تعزيز قيم الحضارة والتسامح والخير ومحبة الوطن، وكلنا ثقة بأن هذا الوطن سوف يتعافى بفضل تضحيات جيشنا الباسل وصمود هذا الشعب العظيم.

لؤي تفاحة