ثقافة

فعاليات ثقافية وعروض فنيّة في مهرجان اللاذقية الثقافي

تنوعت المحطات الثقافية والفنية في مهرجان اللاذقية الثقافي الذي استقطبت  فعالياته وعروضه  جمهور الأدب والفن بعناوين عديدة فقد أقيمت في صالة دار الأسد للثقافة الندوة الأدبية “شاعرات من اللاذقية” تناولت المسيرة الإبداعية  لشاعرات اللاذقية: هند هارون- عزيزة هارون- فاطمة حداد- فتاة غسان، وأضاءت الندوة التي أدارها الأديب محمد الحطّاب والشاعرة مناة الخيّر على مسيرة كل شاعرة وتراثها الأدبي  فالشاعرة هند هارون هي صوت شعري عذب نسجت شعرها من روحها ودمها ومن تأثرها الكبير بفلذة كبدها عمار، فكانت قصائدها نابضة بالهاجس الوطني والاجتماعي والوجداني، أما الشاعرة عزيزة هارون  فقد كان الوطن والإنسان والغزل مداها الشعري. وتميزت قصائدها بالحسّ الأنثوي المرهف والبساطة والعفوية، كما جابت قصائدها عوالم الطبيعة بكل تفاصيلها وتلوّن شعرها بألوان حياتها. ومن شاعرات اللاذقية فاطمة حداد شاعرة الفطرة التي وجدت في الشعر نافذتها الروحية على شرفات الحياة حيث عبّرت في قصائدها عن مواقفها في الحياة وهي مواقف شديدة البساطة، لكن قوتها في بساطتها وعمقها.

وأضاءت الندوة على الشاعرة فتاة غسان، هذا الاسم عرفت به الشاعرة  فاطمة سليمان الأحمد ووقّعت أشعارها تحت اسم “فتاة غسان” إعجابا منها بالمرأة الشجاعة التي نذرت نفسها دفاعا عن وطنها، فكانت شاعرة الإنسان والوطن، وواءمت بين الخاص والعام، ورأت في الشباب الأمل الواعد للوطن فأولتهم اهتماما مميزا في شعرها، كما دعت  إلى نهضة نسائية وأيّدت كل ما يسهم في رفع شأن المرأة ويرتقي بها.

كما أقيمت أمسية موسيقية لطلبة معهد محمود العجان للموسيقا تضمنت مقطوعات موسيقية متنوعة وعكست مهارات إبداعية على الغيتار والبيانو والكمان، وتخللت الاحتفالية فقرة جماعية لطلاب “الإيقاع ” بإشراف الفنان  مهند ودح وفرقة الغيتارات بإشراف الفنان محمد بنشي، كما قدم عدد من الطلبة بإشراف الأستاذ محمد فرحات مقطوعات موسيقية غربية شملت مقطوعات للموسيقا التصويرية من بعض الأفلام الأجنبية وأعقبها عزف جماعي للفرقة  بإشراف الأستاذ الياس سمعان على آلات العود والغيتار والناي والقانون والكمان، وكان ختام الأمسية  مع  فرقة الشرقيات بقيادة كمال صافتلي بسماعي نهاوند مع آلات التخت الشرقي وأغنية “يامسافرة بالبحر” والتي رافقت الفرقة فيها غناء الطالبة آنا بيطار، ومن ثمّ تم تكريم الطلبة الأوائل في معهد محمود العجّان للموسيقا ألقى خلاله مدير المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة  محمد زغلول كلمة أكد فيها دعم وزارة الثقافة المستمر لهذه المواهب والإبداعات الموسيقية الواعدة لأنها تشكّل بارقة أمل في مستقبل سورية الذي سيزدهر بهؤلاء الأطفال والفتيان الذين يحققون تميّزا واضحا في الأداء. بدورها مديرة المعهد شذا محمّد ركّزت على القيمة النوعية المضافة للمهرجانات الثقافية في إفساح المجال واسعا أمام المواهب الفنية وتمكينهم من الإطلالة على الجمهور ليتسنى لهم تقديم مواهبهم على المسرح. كما تابع جمهور المهرجان عرض الفيلم السينمائي “ليليت السورية” من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وسيناريو وإخراج غسان شميط وتمثيل نخبة من الممثلين، وتدور فكرة الفيلم المأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة جهينة العوام حول تنوع وتلاحم وتماسك النسيج الوطني السوري القوي بتنوعه وبتعدد ألوانه في طيف متجانس متآلف وهذا ما تعبّر عنه الشخصيات التي تتلاقى وتتوثّق بينها جسور وأواصر التفاهم والمحبة برغم كل التحديات والاختلافات الشكلية السطحية إلا أنها أواصر قوية في العمق.

مروان حويجة