ثقافة

خريـــــــف..

سماءٌ كبحرٍ نَفورْ

وغيمٌ يهيمُ زعانفَ ذعرٍ

وكفّارةً من صدودٍ مديدٍ

وظلٌّ يشاكس سفحاً

يخبّئ بعض السلالِ

وظلّي يبورْ

وهزّةُ ريحٍ

تراودُ غصناً ملولاً

فيلقي لها بُردَهُ حانقاً

ويُقسم ألّا يؤمّنَ ريحاً

ويمضي إلى عريهِ

في برودْ

وأُقسمُ

إنّي أعاني

وأمضي إلى بُردتي

في شرودْ

<<<<<

وشمسٌ تميلُ إلى خِبِّها

باكراً

وسحنتُها في انحسارْ

وتعلو جبيني صدوعٌ

وهجسٌ بصدري

وقلبي دُوارْ

هنا كانت الأغنياتُ

بُكوراً

وكان المساءُ الشفيف

يعابث خطوي

فأرنو إلى نجمةٍ تصطفيني

وتفلتُ منه النجوم فرادى

ومنّا يغارْ

<<<<<

وعصفورةٌ تحتفي

باكتمال النضوجِ

تُسابقُ حمّى القطوفِ

ويحني لها الغصنُ عُرفاً

ليَخفَى شذا حسنها

عن زِنادٍ وجوعْ

وتمضي إلى عشّها تحتميهِ

وما عاد منجى

وما فيه أمنُالهجوعْ!

وأمضي إلى وحدتي

لاكتمالِ الهمومِ

وما في قِرى موئلي

مَوقِداتٌ ونارْ!

<<<<<

غسّان كامل ونّوس