ثقافة

“طريق النحل”.. جمالية الحياة بظل الحرب

يحمل الفيلم رؤية المخرج الخاصة والمستوحاة من عنوانه “طريق النحل”,علاقات اجتماعية وعاطفية تدور حول محاور تفاصيل حياتية يومية بسيطة وجميلة, والفتاة التي لعبت دورها جيانا عنيد, كان لها دور الزهرة التي يحبو إليها النحل وهم رجال يبحثون عن عبق هذه الزهرة, ستكون المحور والحب الغاية في الأحداث, بدءاً من أخيها الذي يرعاها, ثم ابن خالتها الحب الأول الذي هاجر إلى ألمانيا ويحادثها عبر النت ويمطرها بوعوده وانتظاره لها كزوجة العمر بأرض الاغتراب, ولكنه لا يعلم أنها تعيش حالة خاصة مع الشاب الطيب الذي دخل بيتها كمستأجر وبدأ يجذبها بشوق خاص, والعمل في التمثيل الذي بدا بطرفة من قبل مخرج رآها بشكل عابر وقرر لها البطولة, وحينئذٍ ستعيش الحب المفترض مع الرجل الذي لعب دوره الفنان بيير داغر…

ثلاثة خطوط بحياة الفتاة التي تبحث عن نفسها بالعمل، وهي متشابكة اجتماعيا وعاطفيا في ظل الأحداث التي استبعد المخرج التركيز عليها بظل الحرب، وإن كان الحبيب سيدخل حيز الموت إثر خطأ حين اعتقد أنه ميت بزوبعة الانفجار, لكن حين طلبت محبو بته بإلحاح أن تلقي عليه نظرة الوداع سيفاجأ الجميع أن الجثة تتحرك, وكأن المخرج أراد أن يطرح تساؤلاً هاماً لماذا يتسرع بنقل المتوفى للبراد…؟! وتنتهي القصة باختيار الحب والوطن, إذ سترتبط بالشاب الذي يعمل في الإسعاف وتفضله عن الحب الأول الذي بالغربة والرجل العاشق..

الفيلم أعادنا إلى رومانسية الثمانينيات, كقصة وإخراج وحركة كاميرا جامعة استبعد فيها الفانتازيا بالتصوير، ويركز على استبطان المشاعر لتكون الخيط الخفي الذي يشد المشاهد ويسمح بالتعبير عنه، عبر الخطف خلفا، إذ يتقاطع الحدث مع التصوير المفترض بالفيلم ليكون التمازج موضعاً لشحذ الأحداث, كما ترنحت الكاميرا في مواقع كثيرة من الفيلم سمة الرومانسية التي اشتغل عليها المخرج, وكأنه أراد من خلال فيلمه أن يقدم رسالة للأجيال القادمة يقول فيها إن الحرب لم تلغ إنسانية هذا المواطن الذي عاش وجدانه وأخلاقه على أفضل صورة في تجاربه المهنية والحياتية, وهو هنا يحايز الأفلام العالمية التي ركزت على ذلك إبان الحرب العالمية  الثانية ليكون خطاً واضحاً ومشرقاً في تاريخ السينما وهام جدا بالتوثيق الدرامي للحدث.

أما الموسيقا التصويرية فساعدت على رفع تواتر إيقاع الأحداث وجاءت هادئة سمة العبق الداخلي للعواطف المفتعلة بين الشخصيات, وبالنهاية هو فيلم يحمل بصمة المخرج بكل خصوصيته المعهودة والتي ينتظرها المشاهد كل موسم.

الفيلم من بطولة بيير داغر, يامن حجلي, جيانا عنيد, عبد المجيد عبد اللطيف, بيدروس برصوفيان, وائل زيدان, غادة بشور- الملابس: لاريسا عبد الحميد, الموسيقا  خالد رزق.

رجائي صرصر