ثقافة

فلسفـــــةُ الفنــــــاء

في مقبضِ البابِ.. في الجُدرانِ أغنيةٌ
ضجيجُ صمتِكَ في روحي يغنّيها
فَضَعْ على نصفِكَ المغروسِ في وَجعي
بعضَ الحجارةِ
واعرفْ كيفَ تلقيها
وَلا تحاولْ عبورَ الأرضِ نحوَ دمي
فالأرضُ ماتت
وإنّا سوفَ نحييها
والجاهلونَ
يقضُّ الوقتُ مِعصَمَهُم
والنفسُ تعلمُ أنَّ العِلمَ ينجيها
وجرحُ سِكِّينِكَ الدّامي
يناقِضُهُ
فلو جَرَحْتَ جِراحَ الرُّوحِ تشفيها
ما المارقونَ على أهدابِ صرختِنا
إلّا حُطامُ حكاياتٍ
سنحكيها
سيكتبُ الفجرُ عنّا ألفَ ملحمةٍ
إنَّ الملاحمَ
تعنينا.. ونعنيها
إنَّ الملاحمَ لا تنفكُّ تقصدنا
لكي تحجَّ
فَها روحي.. تلبّيها
تجيءُ تلتحفُ المجهولَ تحسَبُهُ
بُرداً.. فتنكسرُ الرؤيا
وتسبيها
على امتدادِ بقاعِ الحزنِ تزرَعُني
هذي السماءُ
وتجنيني صحاريها
وهذهِ الرُّوحُ تقتاتُ الجوى ألماً
وهذهِ الرّوحُ
تدنيني.. فأقصيها
هناكَ ما يشبهُ (الأيامَ) ينهشني
فيستعيضُ عن الذكرى
بماضيها
ويستبيحُ جنونَ الشِّعرِ في وَتري
لكي تُطيحَ بأشعاريْ
قوافيْها
هذا وَوجهُكَ لا ينفكُّ يُشعِلُني
ناراً إذا مسَّها ماءٌ
يُعانيها
لكنَّ عَينَيَّ بالديجورِ قد كَفَرَتْ
ولم تعدْ قهقهاتُ الليلِ تُبكيها
ولم تعدْ باتّجاهِ الرّيحِ سائرةً
عينايَ تعرفُ أنَّ الرّيحَ تؤذيها
رحيقُ عشقِكَ نورٌ
زارَ أوردتي
صلّى
وَصامَ
وأحيا نفسَهُ فيها
في ذلك البابِ قد خبَّأتُ أغنيتي
متى خَرجتَ ولم تحذرْ
سَتُنهيها

إسماعيل يوسف مجد