ثقافة

التنظيم في حياتنا.. والحرية!

أكرم شريم

قد توحي كلمة (نظام) أحياناً بأنه توجد أوامر وقوانين وبالتالي عقوبات وديمومة في ذلك، ولكن ما يجعلنا نعرف ونحرص ونحترم النظام وفي كل مجال من مجالات حياتنا أي عمل، مهما كان صغيراً أو كبيراً، أو أية علاقة صغيرة كانت أو كبيرة،  خاصة أو عامة، لا يمكن أن تكون صحيحة وسليمة دون تنظيم عام ومعروف أو هو في الأقل من باب النظام في عاداتنا الدارجة أيضاً.. فهل يمكن إجراء حوار جماعي كمثال دون برنامج؟!.
إذن.. كل شيء في  حياتنا منظم ويحتاج إلى التنظيم وهذا ما يجب أن نؤكد عليه ونحرص ونتفهم وبشكل دائم ومستمر حتى يصبح عادة نعتاد عليها فيصير في الذهن أفكاراً معروفة ومعتادة وتماماً كما هي الحياة التي خلقها الله حولنا انظروا هذا التنظيم الإلهي: الليل والنهار.. الشمس والقمر.. النهر والبحر.. الحياة والموت.. وحتى جسم الإنسان هكذا.. العقل يأمر.. واليد تنفذ وكذلك القدمان.. وتتعاون الحواس لتساعد هذا الإنسان وعقله وماذا يريد وماذا يعمل وكيف يرتاح ويسعد، وكل ذلك بنظام وتنظيم دقيق بل وعجيب أيضاً! .
ولأضرب مثلاً الآن بهذه اليد التي أكتب بها، ماذا فيها.. وكيف تعمل؟!.. انظروا أولاً إلى علاقة العقل بها وهذا التنظيم بينهما، ثم انظروا إلى أصابعها، وكلنا يعرف اليد وكم عظمة فيها، وسبحان الخالق العظيم.. إن كل يد من أيدينا تحتوي على أربع عشرة عظمة!.. فكل إصبع فيه ثلاثة والإبهام اثنتان، هذا عدا عن بقية اليد ومعذرة لهذا التفصيل ولكن فقط لنعرف أهمية النظام والتنظيم في حياة وعمل كل شيء فينا وفي كل المخلوقات الأخرى، وإلى ذلك قرارنا الشخصي.. وتصورا ولا تستغربوا.. أن كل مخلوق أيضاً لديه عقل وقرار شخصي من الفيل إلى النملة.. ومعذرة مرة أخرى لهذا التفصيل ولكن الغاية أن نعرف ونؤكد أن كل المخلوقات أيضاً وليس الليل والنهار وحسب والبحر والنهر وحسب والوادي والجبل، وإنما كل شيء على الإطلاق يعيش بنظام وتنظيم وطريقة حياة وآراء ومواقف وحب وكره، وسعادة وانزعاج أو شقاء!.
ومعذرة مرة ثالثة إذا قلت أن الطعام الذي نتناوله إنما يتم بنظام وتنظيم ومعروف ومعتاد وأن المدارس والدراسة وحتى في أعلى مراحلها وإن المهن وفي أعلى مراحلها أيضاً، من القوة والتنوع من الدراجة الهوائية إلى الطائرة، كلها تسير وتعمل بنظام وتنظيم كما نعلم ، فهل يوجد بعد ذلك أحد منا يكره وجود النظام والتنظيم في حياتنا؟! والأصح أن نقول هل يوجد أحد منا بعد ذلك، وفي كل شعوب العالم لا يحب بل ويحترم النظام والتنظيم وهو عماد الحياة والعماد الطبيعي لكل طموح في هذه الحياة وفي أي نوع كان؟!. وفي الحقيقة لا أمر ولا عمل ولا تحقيقاً ولا كشفاً لحقيقة ولا مراقبة أو مساءلة، ولا متابعة وعلى الإطلاق يمكن أن تحدث بدون وضع نظام لها وتنظيم لكل تفاصيلها مع المراقبة الدائمة والمتابعة الدائمة لهذه المراقبة وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نسعى دائماً أن نحب وننشر حب النظام والتنظيم في كل شؤون حياتنا وحياة أبنائنا أيضاً حتى نصبح أحراراً في كل شيء في حياتنا.. فكيف يمكن أن توجد حرية دون نظام وتنظيم وحرص وحقوق وحب ودائماً وباستمرار؟!. وعلى عكس ما يخطط وينفد أعداؤنا وأعداء الشعوب.!.